تغريدة إخوانية تفجر غضبا شعبيا بالجزائر
أحدثت تغريدة إخوانية صدمةً في الشارع الجزائري وموجةَ غضب عارمة غير مسبوقة ضد الجماعة المتعطشة للسلطة.
تغريدة الإخواني عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، أجمع الجزائريون ومراقبون عبر منصات التواصل على أنها تعبير عن شدة الألم الذي أصاب جماعة الإخوان نتيجة الزلزال السياسي والشعبي العنيف الذي ضربهم في الشهر الأخير.
- الانتخابات والحكومة والبرلمان.. صفعة ثلاثية لإخوان الجزائر
- "إخوان الجزائر" والبرلمان الجديد.. صفعة الخسارة تنسف الأكاذيب
زلزال خلف هزائم ثلاثية مدوية للجماعة بعد أن فضحت الانتخابات حقيقة لفظهم الشعبي، أعقبتها "ركلة رئاسية" أبعدتهم عن الحكومة، ثم خسارة رئاسة البرلمان، لتفشل كل محاولاتهم ومشاريهم المشبوهة لاختراق الحكم.
تغريدة الأزمة
وتداول الجزائريون بغضب عارم تغريدة لرأس تنظيم الإخوان بالجزائر عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم".
الإخواني مقري وجهها لعناصره دعاهم إلى ما أسماه "عدم الإحباط"، وصدم فيها الجزائريين بـ"تمنيات لأن تصيب البلاد الأزمات والآفات".
وقال الإخواني في تغريدته: "لمن يثق بنا من الجزائريين، لا يصيبنكم الإحباط، إنما هي معركة عض الأصابع، اصبروا ورابطوا، ستقضي عليهم سنن الأزمات والآفات".
وزعم الإخواني مقري في تغريدته بأن هؤلاء "ليسوا هم الوطن ولا هم في مستواه، فلا تحزنوا عليهم".
تغريدة رأس جماعة إخوان الجزائر حملت أيضا بحسب تعليقات الجزائريين "تهديدا ووعيدا ضد الدولة الجزائرية"، وذلك عندما قال في تغريدته المشبوهة: "التغيير حتماً قادم، فأعدوا أنفسكم لتكونوا وأمثالكم الوارثين".
إخوان الدمار
وتبع تغريدة الإخواني عبد الرزاق مقري موجة غضب واستهجان شعبية عارمة، إذ شن الجزائريون هجوماً لاذعاً على الإخواني واتهموه بـ"تمني الخراب للبلد" وبأنها تأكيد على "أن ولاء الإخوان ليس لوطنهم"، وتمنت كثير من التعليقات أن تحل الكوارث والأزمات على جماعة الإخوان.
"طارق فرحات" علق في "فايسبوك" قائلا: "حتى تعرفوا أن الإخوان المجرمين ولائهم للخارج، رئيس حزب إخواني يتمنى الدمار للبلاد لأتهم لم يعطوه وزيرا أول (رئيس الوزراء)".
كما عبرت تعليقات أخرى عن صدمتها من "تهديد" الإخواني مقري بالآفات والأزمات، مثلما علق الناشط "سمير بن سعيد" على موقع فيسبوك بالقول: "يهدد ويتوعد الشعب ومؤسسات الدولة بالآفات والأزمات بعد أن خرج بخفي حنين ولم يعطوه ربع وزارة".
كما علق "حسام عصري" قائلا: "لا حول ولا قوة إلا بالله، تتمنون الأزمات لبني جلدتكم"، فيما عبرت الناشطة "أمير ميرة" عن غضبها بـ"التبرؤ" من الجماعة المهووسة بالحكم.
وكتبت في تعليقها: "الشعب متبرئ منكم، لا تنتمون إلينا ولا ننتمي إليكم، أوراقكم احترقت هذه المرة".
أما الناشط "إسحاق عوان" فقد ذكر في تعليقه أيضا أن "الثقة العمياء في عبد الزراق مقري ستؤدي بالبلد إلى العمى الأبدي".
ورد الناشط "خالد سواق" في تعليق آخر عبر موقع "فيسبوك" على التغريدة بالتأكيد على أن "هذا الكلام موجه لحاشيتك وأتباعك، أما الشعب فليس لديه الوقت لا لسماع هذا الكلام أو حتى التفكير فيه".
أما الناشط "مزوزي الطيب" فقد ذهب أبعد من ذلك عندما طالب من الإخواني مقري أن "يحدد المقصود من دعوته للصبر"، ورد عليه بحديث للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم :"إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق فصيح اللسان".
إخوان الخيانة
تعليقات أخرى كثيرة عبر منصات التواصل اتهمت جماعة إخوان الجزائر بـ"الخيانة والعمالة للخارج"، وشددت على أن التغريدة فضحت "حقيقة ولائهم للخارج وأطماعهم في الحكم".
ومن بين تلك التعليقات الهائلة ما ورد من الناشط "حفيظ" الذي قال إن "التغيير يأتي من أهله وليس من أهل الولاء، كنتم دائما ضمن معادلة النظام لضمان سيرورته بدون مساومة لأنه يدري مدى نفاقكم وحبكم للمقاعد الخالية من أي شرعية".
وتابع معبرا عن غضبه من تغريدة الإخواني مقري بالقول: "وهل تظن أنه بقي من يسمع للمحتالين باسم الدين وينصبون أنفسهم وصية على هذا الشعب؟؟".
كما رد الناشط "عمار رحموني" في تعليقه الذي قال فيه: "يوم يكون ولائكم للوطن بحتاً تعود الثقة فيكم، أما أن تلعب على الوطن ومع دولة أخرى في وقت واحد فهذا غير مغفور أبدا".
ناشطة أخرى اتهمت الإخواني مقري بمحاولة "تكرار النموذج الإخواني التركي بالجزائر" وبأنه "مهووس بالسلطة".
وكتب ناشطة تدعى "ألفارو ميزرا" على فيسبوك: "مقري مهووس بالسلطة، وهمه الوحيد أن يصبح مثل أردوغان، فنحن لا نريده أصلا، لم يشارك في الانتخابات التشريعية واستفتاء الدستور حتى يتكلم باسم الشعب".
واستطردت قائلة: "تهمهم المناصب، فالجزائر أكبر من مقري وحزبه، إن نسي مشاركته في تزوير الانتخاب، ارحل".
الهزيمة النكراء
ورأى متابعون لتغريدة الإخواني عبد الرزاق مقري بأنها تأكيد واعتراف بالهزائم المدوية التي مُنيت بها جماعة الإخوان بالشهر الأخير وخروجهم بخفي حنين في المشهد السياسي الجديد.
وأبانت كذلك – بحسب المراقبين – عن "وجههم الحقيقي المتطرف والحاقد على الوطن الذي لا يعترف بالديمقراطية ويسعى للسلطة ولو بخراب ودمار البلاد والعباد".
وتلقى تنظيم الإخوان في الجزائر بالشهر الأخير 3 ضربات قاصمة متتالية، بدأت من الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع الشهر الماضي التي أكدت حجم الرفض الشعبي الواسع للجماعة والذي مقابل حصولهم على "فتات انتخابي".
بالإضافة إلى إحباط الرئاسة الجزائرية مخططاتهم المشبوهة لتشكيل وترأس الحكومة واكتفائهم بحقيبة وزارية واحدة، ثم فضيحة خسارتهم لرئاسة البرلمان الجديد التي عادت بفارق شاسع لشخصية مستقلة وهو إبراهيم بوغالي.