محللون: رهان إخوان الجزائر على ركوب موجة الاحتجاجات "سيبوء بالفشل"
المحللون قالوا إن المعارضة وجدت منافساً لها في الشارع بعدما تأكد عدم قدرتهم على التأثير في المسيرات التي خرجت
مع نجاح أول احتجاجات شعبية منذ سنوات، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في الجزائر تحقيق مكاسب سياسية وركوب موجة الاحتجاجات كما فعلت سابقا فيما يسمى بثورات الربيع العربي، إلا أن محللين سياسيين قالوا لـ"العين الإخبارية" إن محاولات اعتلاء جماعة الإخوان للاحتجاجات، رغم غيابها عنها، واضح للشعب ومحكوم عليه بالفشل.
- الرئيس الجزائري يقدم طلبا رسميا للترشح لولاية جديدة 3 مارس
- مقري و"خوانجيته".. طبخة مسمومة لابتلاع انتخابات الرئاسة بالجزائر
وتعيش الجزائر منذ الجمعة الماضي على وقع أول احتجاجات شعبية ذات طابع سياسي منذ 17 عاماً، رفضا لترشح الرئيس الجزائري الحالي عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وأجمع المتابعون على وصف الحراك بـ"الواعي والراقي"، والذي فاجأ الرأي العام الدولي "في حجمه ومستواه وسلميته"، محذرين من "خطورة اختراقه أيديولوجياً" من قبل تيارات سياسية.
محللون سياسيون قالوا إن من خرج للشارع مواطنون ليس لهم أي أجندة سياسية وأناس تلقائيون وأي محاولة للسطو عليهم سيقابلها رد فعل غاضبة.
وأضافوا: "الإخوان دعوا للاحتجاجات لكنهم غابوا عنها، وكانوا مع العهدة الخامسة وساروا في موكبها، ثم تراجعوا وترددوا، وبالتالي فَقَدوا كل مصداقية ليس أمام الجزائريين فقط، بل حتى أمام أتباعه".
وكشف عبدالمالك سلال مدير حملة الرئيس الجزائري، الثلاثاء الماضي، أن بوتفليقة سيقدم طلباً رسمياً للترشح لولاية جديدة في الثالث من مارس/آذار الجاري وذلك برغم الاحتجاجات الشعبية على هذه الخطوة.
وخلال اجتماع بعض أحزاب المعارضة الأسبوع الماضي، دعا عبدالله جاب الله، رئيس حزب العدالة والتنمية الإخواني، إلى "تبني مطالب المتظاهرين الرافضة للولاية الخامسة"، ودعا الجزائريين "للخروج بقوة والتعبير عن رأيهم الرافض لها".
دعوة الإخواني جاب الله وصفها مراقبون بـ"الحق الذي يراد به باطل"، وتأكد توصيفهم لذلك الجمعة الماضي، عندما لم يجد الجزائريون "أثراً" للإخواني جاب الله أو لأتباعه في المظاهرات، الأمر الذي طرح تساؤلات عن "نية عجوز الإخوان في الجزائر" من "دعمه اللفظي للمظاهرات الشعبية وغيابه الفعلي عنها".
"بروز قرون استشعار تَغَيُّرٍ وشيك في الجزائر" عند الحزب الإخواني، وبقاء "بقية قادة أحزاب المعارضة في بروجهم العاجية" كما علّق على ذلك جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فسرها مراقبون بأنها دليل "على ضعف الإخوان في تحريك الشارع"، وبأن أقوالهم وأفعالهم تؤكد فشلهم المسبق في المراهنة على ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة.
حراك الشارع حَوّل أحلام الإخوان إلى كابوس
وفي حديث مع "العين الإخبارية" قال المحلل السياسي عامر رخيلة إن "المعارضة في الجزائر ما زالت مُكبلة بالكر والفر وبالتردد".
- بالصور.. طلاب جزائريون يحتجون على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة
- إخوان الجزائر.. شعارات زائفة ومتاجرة بفلسطين قبيل انتخابات الرئاسة
وفيما يتعلق بموقف حزب العدالة والتنمية الإخواني، أضاف المحلل السياسي: "إعلامياً يقولون شيئاً ولكن واقعياً أظهروا تردداً كبيراً، وعلينا أن ننتبه إلى واقع جديد بات أمامهم، وهي أن فئات مهنية واجتماعية وفاعلين في الساحة الإعلامية والسياسية والحقوقية أخذوا محل المعارضة مجتمعة، وذلك من خلال البيانات التي تصدر من مجموعات مؤيدة ومتبنية للحراك الشعبي وداعمة له".
وأضاف: "يبدو لي أن المعارضة وجدت منافساً لها في الشارع، بعدما تأكد عدم قدرتهم على التأثير في المسيرات التي خرجت".
وأشار المحلل السياسي إلى أن المعارضة تحاول ركوب الموجة سياسياً لكنها تخشى من المنظمين لهذه المسيرات وردود فعلهم الغاضبة في حال رفعت هذه الأحزاب شعارات حزبية".
وتابع: "ركوب الموجة لا يعني دعم التظاهرات أو الدفاع عن مطالب المحتجين، بل انتظار نتائج الحراك الشعبي من منطلق أن كل ما هو ضد السلطة يمكنه أن يستثمر فيه حتى يكون لصالحه".
ولفت إلى أن "كل المرشحين المحتملين من المعارضة للانتخابات الرئاسية لم يضع أحد منهم ملفه لدى المجلس الدستوري حتى الآن، مما يؤكد أن هذه المعارضة ما زالت ضحية لسلوكياتها في التعامل مع السلطة في العقدين الأخيرين من الزمن".
المحلل السياسي عبدالرحمن بن شريط يرى أن المظاهرات الأخيرة "مزجت حسابات المعارضة والموالاة معاً وحتى المجتمع الدولي، خاصة أوراق المعارضة منها، وإن كنت أتردد في هذه التسمية، حيث إن المعارضة لم يبق لها إلا الاسم، والجزائريون خرجوا دون أن ينسبوا ذلك إليها".
وأضاف بن شريط لـ"العين الإخبارية": "وبالتالي تجاوز المواطنون المعارضة وتركوها في حالة من التردد والفوضى، لأن ما كانت تسعى إليه كان أقل من حيث المطالب الشعبية التي خرجت دون أي خلفية حزبية، وبالتالي فهي مظاهرات نزيهة من كل الخلفيات".
وتابع: "ظهور جاب الله أو مقري أو بن فليس في الشارع سيفسد المظاهرات، ولا يجب أن يكونوا هناك، وفي حال تلون الشارع بأي لون سياسي فإن ذلك سيؤدي إلى انقسام في الشارع، وإلى توظيف أو استغلال الشارع سياسياً".
وأكد أن المعارضة كانت غائبة قبل الحراك الاجتماعي، خاصة مقري (عبدالرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية في الجزائر) الذي كان مع العهدة الخامسة وسار في موكبها، ثم تراجع وتردد، وأصبح في وضعية لا يحسد عليها، وبالتالي فَقَد كل مصداقية ليس أمام الجزائريين فقط، بل حتى أمام أتباعه.