إخوان الجزائر.. شعارات زائفة ومتاجرة بفلسطين قبيل انتخابات الرئاسة
تحاول جماعة الإخوان في الجزائر تحقيق مكاسب سياسية عبر استقطاب الناخبين بشعارات ومواقف وهمية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في الجزائر تحقيق مكاسب سياسية عبر استقطاب الناخبين بشعارات ومواقف زائفة، التي كان أبرزها: دعم القضية الفلسطينية والعداء لإسرائيل والصهوينية، رغم أن العارفين بالبيت الإخواني يؤكدون أن استمرار القضية الفلسطينية يعد سجلا تجاريا مربحا لهم.
- مقري و"خوانجيته".. طبخة مسمومة لابتلاع انتخابات الرئاسة بالجزائر
- انتخابات الرئاسة بالجزائر.. صفعة تخلط أوراق الإخوان وتقسم صفوفهم
عبدالرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية في الجزائر، أطلق في الأيام الأخيرة تصريحات أثارت جدلاً ليس في مضمونها فحسب، بل لأنها جاءت في سياق مواقف سابقة للحزب الإخواني، أثبتت "إفلاس" الحركة في خطاباتها كما علّق على ذلك عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي.
آخر ما عبّر عنه الإخواني مقري ما نشره مؤخراً عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والذي ذكر فيه أن "الأيادي الصهيونية تبتز النظام الجزائري"، وهو الموقف الذي وصفه متابعون بـ"الخطر جداً".
وكتب رئيس الحركة الإخوانية "حينما تستمر حالة الضعف والترهل والإفلاس الاقتصادي والتشتت الاجتماعي والشك في المصير الذي وصلت إليه الجزائر، لا تصبح الدول الاستعمارية وحدها من يبتز النظام الحاكم من أجل مصالحها، بل أيادي الكيان الصهيوني ذاته تتمدد في هذا الجسم المريض".
على غير عادته، استخدم مرشح "حمس" لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقبلة في منشوره كلمة "إسرائيل"، وقال "حين تطمع إسرائيل في النفوذ داخل الجزائر فهو ليس من أجل مصالحها كما تفعل الدول الأخرى، بل من أجل تدمير الجزائر".
ومما جاء في منشوره أيضا "الجزائر بلد محوري في العالم العربي والإسلامي وهو يملك مقومات النهضة في أي لحظة من اللحظات، إذا توفر له حكام وطنيون يعملون لمصلحته قبل مصالحهم، وقد تكون حالة الضعف التي هو فيها فرصة الكيان الصهيوني لإعدام آفاق نهضة البلد أبدياً، والأبواب التي ينفذ منها الكيان الصهيوني كثيرة قد نفصل فيها لاحقاً".
مراقبون أكدوا أن ورقة مقري في الحملة الانتخابية ستكون خطابات شعبوية تستغل وتلعب على وتر مواقف الجزائريين المتضامنة مع القضية الفلسطينية، وهي القضية التي تمثل مصدرا للتربح لهم.
سقطة أخرى وقعت فيها حركة مجتمع السلم الإخوانية في الجزائر، عندما صرّح رئيسها بأن "عبدالعزيز بوتفليقة غير قادر على الحكم بسبب وضعه الصحي"، كما زعم أن ترشحه جاء "تصدياً للعهدة الخامسة".
تصريح وإن لم يقدم فيه مقري أي جديد، وسبقته في ذلك أحزاب وشخصيات معارضة في البلاد، إلا أن حديث مقري عن "صدى الولاية الخامسة لبوتفليقة بسبب وضعه الصحي" وضعه في موقف محرج، خاصة بعد حراكه العام الماضي للتسويق لمبادرة "التوافق الوطني".
وهي المبادرة التي دعا من خلالها إلى "تأجيل الانتخابات لعام أو عامين، وعقد ندوة للوفاق الوطني بين مختلف التشكيلات السياسية للخروج بإصلاحات سياسية" على أن يكون الرئيس الجزائري الحالي عبدالعزيز بوتفليقة "راعي للندوة وللمشاورات السياسية".
مبادرة وصفها بعض خصوم "حمس" من المعارضة بـ"الفخ السياسي"، لكنها تحولت مع الوقت بحسب المراقبين "إلى حفرة وقعت فيها الحركة الإخوانية من خلال محاولات التذاكي للخروج منها بتصريحات ومواقف تناقض بها نفسها".
وعقب التصريحين الأخيرين للإخواني مقري، طرح متابعون في الجزائر تساؤلات لخصت في مجملها واقع الحركة الإخوانية التي تتسم بالتناقض، فإذا كانت السلطة الجزائرية مُبتزَّة من قبل إسرائيل كما تزعم "حمس" فلماذا روجت للتمديد لها لعام أو عامين في مبادرة التوافق الوطني؟ وإذا كانت الحركة الإخوانية تعرف وضع الرئيس الجزائري الصحي -كما تقول- لماذا غازلت بوتفليقة بأن يكون عراباً وراعياً لمبادرتها؟ ولماذا حرص مقري على لقاء شقيق بوتفليقة ومستشاره الخاص أكثر من مرة؟
مكر سياسي وبحث عن غنيمة
المحلل السياسي الجزائري عادل صياد أعطى قراءة تحليلية لواقع إخوان الجزائر وحركة مجتمع السلم الإخوانية تحديداً، ومواقفها المتناقضة بأنها تنتهج "المكر السياسي للبحث عن الغنيمة".
- المعارضة الجزائرية تتجه لاختيار مرشح موحد.. ومحللون: مساعٍ إخوانية فاشلة
- بوتفليقة يعلن رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية في الجزائر
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، قال صياد إن "قناعتي راسخة بأن الفرق الوحيد بين الحركة الصهيونية وحركة الإخوان، هو أن الأولى تُوالي مصالح دولتها إسرائيل، فيما ولاء الإخوان للمرشد والجماعة، ومن هنا فإن مفهوم الوطنية في أبجدياتها لا يتجاوز معنى الغنيمة والانتماء الضيّق لأيديولوجيا دينية لا تؤمن بالنظم المدنية الحديثة في مجالات حقوق الإنسان والعدالة وحرية التعبير والاختلاف.
وتابع: "وحركة مجتمع السلم (الإخوان الجزائريون) لا تشذّ عن هذه القاعدة، فبعدما شاركت في كلّ الحكومات تحت الاسم الفضفاض (المعارضة التشاركية) ومسميات أخرى كثيرة لتبرير خياراتها الانتهازية، انسحبت من التحالف الرئاسي غداة اندلاع ما يسمى ثورات الربيع العربية، لاستشعارها السقوط الوشيك للنظام، وتأهّبها لاختطاف الدولة ومصادرة ثمرة نضال القوى الديمقراطية والشبابية كما حدث في تونس وفي مصر".
وعن تصريحات رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية، ذكر المحلل السياسي "حديث عبدالرزاق مقري عن ابتزاز الكيان الصهيوني للنظام الجزائري، واستهدافه لأي صحوة إسلامية مخلّصة للبلاد فهو نوع من الفرقعات السياسية لحركة الإخوان، يُشبه إلى حدّ كبير ما تقوله الإخوانية نعيمة صالحي بخصوص استهدافها من قبل الموساد (الصهيونية)، للظهور في زيّ البطل المخلّص من عدوّ وهمي تؤمن به الحشود الإخوانية وضحاياهم من عامة الناس، المستغَلّين كدروع بشرية في الحروب الافتراضية ضدّ الصليبيين والعلمانيين والملحدين واللادينيين وضدّ البشرية جمعاء".
وأضاف "عندما استدرج مقري إلى رئاسة الجمهورية الجزائرية قبل أشهر قليلة، ولقائه بشقيق الرئيس ومستشاره الخاص، راح يروج للتوافق، وضرورة تأجيل الانتخابات الرئاسية، بما يعني التمديد لفترة حكم الرئيس بوتفليقة، ولم يتوقّف عن التصريحات بهذا الخصوص حتى فجع بقرار إجراء الرئاسيات في موعدها الدستوري، فدار على عقبيه 180 درجة وارتمى في حضن المعارضة لنيل ثقتها وقدّم نفسه مرشّحاً توافقياً لها، وبسقوط ورقة المعارضة اكتفى بكونه مرشح حزبه، وراح يهاجم الرئيس وينعته بالمريض العاجز عن قيادة البلاد بعدما كان من الداعمين الكبار لتمديد فترة حكمه".
وختم عادل صياد بالقول إن "هذه التناقضات تجعل من العمل السياسي لحركة الإخوان مجرّد مكر سياسي، يستهدف التكسّب غير المشروع للمغانم والامتيازات كما يفعل أحد عرابيها هذه الأيام (أبوجرة سلطاني) من خلال إنشائه ما يسمى بالمنتدى العالمي للوسطية وعرض خدماته على السلطة بطريقة في غاية الانتهازية".
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز