بالفيديو.. طرد قيادي إخواني بذكرى الحراك الشعبي بالجزائر
تعرض قيادي إخواني، الثلاثاء، للطرد من مظاهرة شعبية حاشدة شرقي الجزائر، حيث أجبره المتظاهرون على المغادرة.
وشهدت مدينة "خراطة" التابعة لولاية بجاية والواقعة شرقي الجزائر مسيرة حاشدة شارك فيها مئات المتظاهرين الذين قدموا من بعض المحافظات الأخرى، لإحياء الذكرى الثانية لخروج الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط 2019 رفضاً لترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ومطالباً برحيل نظامه ومحاسبة رموزه.
ومع الساعات الأولى للمظاهرة الحاشدة، تعرض القيادي الإخواني سمير بلعربي للطرد من قبل متظاهرين غاضبين من مشاركته في المسيرة.
- "القاعدة" وإخوان الجزائر.. دعوات فوضى تنشد الخراب
- تحذيرات من مخطط إخواني في ذكرى الحراك الشعبي بالجزائر
وعلى وقع هتافات "Dégage" أو " إرحل غادر الإخواني "بلعربي" بسيارته مسرعاً خشية غضب المتظاهرين بعد أن تعرض لوقع محرج.
وسمير بلعربي هو واحد من القيادات الإخوانية التي لا تنتمي لأي تيار سياسي، لكن يعرف عنه قربه من الإخواني عبد الله جاب الله رئيس ما يعرف بـ"جبهة العدالة والتنمية".
واعترف الإخواني بلعربي عدة مرات في تصريحات صحفية بأنه يعتبر الإخواني جاب الله "مثله الأعلى وزعميه الروحي".
وبرز اسم الإخواني بلعربي غداة ترشح الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة سنة 2014 لولاية رابعة، في حركة مشبوهة سميت "حركة بركات"، وضمت عددا من عناصر جماعة الإخوان، قبل أن يعود اسمه للواجهة مع اندلاع الحراك الشعبي مطلع 2019.
وشارك الثلاثاء، المئات في أضخم مظاهرة بـ"بمطالب سياسية" خلال العام الحالي، لإحياء الذكرى الثانية لأضخم مظاهرات شعبية في تاريخ الجزائر، أجبرت الرئيس السابق على الاستقالة بعد 20 سنة من الحكم، ودفعت بأركان نظامه إلى السجون في عدة قضايا فساد.
وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة الجزائرية والتي طفت إلى واجهة الحراك مع نهاية 2019، بينها "دولة مدنية وليست عسكرية"، وأخرى "تشكك في شرعية النظام الجزائري".
وشارك في المظاهرة أيضا رؤساء أحزاب جهوية بينهم محسن بلعباس رئيس "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، وقياديون عن "جبهة القوى الاشتراكية" وهي أقدم حزب معارض بالجزائر.
ورغم مشاركة وجوه سياسية في المسيرة، إلا أن الإخواني سمير بلعربي كان الوحيد الذي طرده المتظاهرون واتهموه بـ"خيانة الحراك الشعبي".
وسبق للمتظاهرين في الحراك الشعبي الجزائري أن قابلوا جماعة الإخوان بالطرد من مظاهراتهم كما حدث للإخواني عبد الله جاب الله نهاية مارس/آذار 2019 على وقع نفس الهتافات "ارحل ارحل يا جاب الله".
وتزايدت في الآونة الأخيرة حدة التحذيرات الرسمية والشعبية مما سموه بـ"مخطط ومؤامرة خطرة تحاك ضد البلاد"، ألمحت معظمها إلى تورط جماعة الإخوان وأخرى مرتبطة بدوائر أجنبية مشبوهة في محاولة جر الجزائر نحو الفوضى والعنف باستغلال الذكرى الثانية للحراك الشعبي.
ولازال جزء من الحراك الشعبي بالجزائر مصرا على مطالبه بـ"التغيير الجذري ورحيل النظام القائم" وقيادة البلاد في مرحلة انتقالية أو إنشاء مجلس تأسيسي يعيد صياغة دستور البلاد وأسسها.
والثلاثاء، أفرجت محكمة بجاية شرقي البلاد عن نحو 22 من نشطاء الحراك الشعبي بعد تبرئتهم من تهم "التجمهر غير المسلح وانتهاك النظام العام".
فيما كشفت مصادر جزائرية مطلعة لـ"العين الإخبارية" اعتزام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتخاذ إجراءات تهدئة جديدة عشية الذكرى الثانية للحراك بينها إصدار عفو رئاسي عن مساجين الحراك الشعبي.