"التباهي بالزوجات".. بدعة الإخوان لتسول أصوات ناخبين بالجزائر
سقطت كل الحكم الطريفة التي قيلت عن الشيطان ومجازا عن بعض النساء، ووجدا من ينافسهما في أفعال السوء والشر.
وإذا كان "الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة"، فإن "الشيطان رضيع الإخواني"، كان ذلك بعضاً من ردود أفعال الجزائريين وهم يستمعون بـ"ذهول" للمنافسة الإخوانية بينهم بـ"التباهي بالزوجات"، وما يكاد يمدح إخواني زوجته حتى يخرج غريمه بمجلد عن أمجاد وخصال وسلالة زوجته من "جدها الأول".
- "تملق تبون".. بوصلة إخوان الجزائر في عاصفة انتخابات البرلمان
- غطاء الدين في ميزان إخوان الجزائر.. "تجارة خاسرة" بموسم الانتخابات
حقيقة إخوانية حدثت بالجزائر خلال أيام الحملات الانتخابية، وعلى خطى مشاهير الفن والرياضة كان "التباهي بالزوجات" أحد أوراق التجارة السياسية الجديدة لجماعة إخوان الجزائر، وسط سخرية عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي مما عدوه "بلوغ الإخوان سن اليأس" على حد وصف عدة تعليقات.
"المعلمة"
بدعة إخوانية دشنها عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" عندما وصف زوجته بـ"المعلمة" دلالة على أنها "الآمر الناهي" وذلك في رده على سؤال عن موازنته اليومية العائلية، ورد بالقول: "المعلمة هي لي تصرف" (زوجتي المشرفة على مصاريف المنزل).
وتابع قائلا: "عندي المعلمة وزنها كبير في الدار، هي من تقرر في الأمور الكبيرة مثل مصاريف العائلة، دوري يقتصر على الأمور المصيرية الكبرى، نحن متزوجان منذ 1986 ولدي 8 أبناء وأحفاد، وأمورنا تسير على أحسن ما يرام".
"دليلة النحيفة"
وبعد أيام قليلة فقط، أشعل أيضا الإخواني عبد القادر بن قرينة رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء الوطني" مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً عندما ذكر اسم زوجته "دليلة".
ولاسم "دليلة" دلالة خاصة في المجتمع الجزائري، فهو مرتبط بالفيلم التلفزيوني "كرنفال في دشرة" (مهرجان في قرية صغيرة) وهو أشهر فيلم كوميدي جزائري منذ التسعينيات، كانت فيه "بطلة مجهولة" اسمها "مدام دليلة" (السيدة دليلة).
وهي السيدة التي صورها سيناريو الفيلم على أنها صاحبة نفوذ واسع وفساد كبير، وأوامرها مستجابة من قبل المسؤولين المحليين.
وعجت مواقع التواصل بسخرية من تصريحات الإخواني بن قرينة والتي قالت في معظمها إنه "بن قرينة متزوج من المدام دليلة".
وفي تجمع انتخابي قدم الإخواني تفاصيل غريبة عن زوجته حتى عن شكلها "النحيف"، واستعرض "مسقط رأسها" من منطقة بريكة الواقعة شرقي البلاد وبأنه من مدينة ورقلة (جنوب).
وتابع قائلا: "زوجتي اسمها دليلة، معروفة وأنا معروف، نحيفة الجسم مثلي تماما، مثلما ترون".
"سن اليأس" الإخواني
ولم تمر تصريحات الإخوانيين مقري وبن قرينة دون أن تحدث ضجة واسعة عبر منصات التواصل، التقت معظمها عند عبارات التهكم والسخرية والتي كان من بينها "أن الإخوان وصلوا إلى مرحلة سن اليأس" وبأنهم "أصبحوا عاجزين عن ولادة أفكار وبرامج سياسية".
وأخرى أعربت عن استغرابها من اتخاذ الإخوان "من زوجاتهم ورقة سياسية يتاجرون بها لتحقيق أطماع سياسية واستعطاف الناخبين وتسول أصواتهم".
وتعليقات ساخرة أخرى استغربت "كيف لسياسيين تتحكم فيهم زوجاتهم يطمعون في حكم أكثر من 24 مليون جزائري" كما علقت الناشطة "مونة بن" عبر "فايسبوك".
أما "أحمد جقيدل" فرد على الإخواني مقري بالقول: "عندما تحكم الجزائر تصبح المعلمة هي من تقرر وتصرف".
واعتبرت المغردة "رشيدة ثلايجية" بأن خطاب الإخوانيين "تافه ممن يجيدون الرقص على هموم الشعب، أبنائكم في الخارج يتمتعون بأموال الشعب البائس".
وطالبت تعليقات أخرى من المصوتين في الانتخابات التشريعية "إعادة النظر في موقفهم من التصويت في المرشح"، معتبرين بأن "هذا من الخطابات الشعبوية تأكيد على الرداءة السياسية التي يعاني منها الإخوان".