جنون أسعار الموز والدجاج في الجزائر.. حملات مقاطعة جماعية
بدون مناسبة دينية أو موسمية، بلغت أسعار الموز والدجاج في الجزائر مستويات قياسية تخطت معها عتبة 5 دولارات.
وعادت أسعار الموز إلى الارتفاع الجنوبي في أسواق الجزائر، ووصلت قيمة الكيلوجرام الواحد إلى 700 دينار، ما يقارب 5 دولارات، فيما بقيت الأسباب وراء هذا الارتفاع المفاجئ غامضة.
- "خليه يكحال" تؤتي أكلها.. انهيار أسعار الموز إلى النصف بالجزائر
- أسعار الأضاحي في الجزائر.. "أسواق الرحمة" تواجه الغلاء الفاحش (صور)
وتداول جزائريون عبر منصات التواصل الاجتماعي صورا من مختلف أسواق البلاد، أظهرت أسعار الموز الخيالية، بتعليقات غاضبة وأخرى ساخرة، بينها التي قالت إن "الدجاج طائر لا يطير لكن أسعاره طارت في السماء"، وأخرى قالت "الموز فاكهة حارة في الجزائر".
واعتبر المغردون بأن التجار من باعة الجملة والتجزئة "لم يتعظوا" من الحملة التي شنها الجزائريون بعنوان "خليه يكحال" (اتركه يسود) ثم "اتركه ينتان" (دع رائحته تفوح).
وطالب جزائريون من خلال منشوراتهم وتعليقاتهم إلى "شن حملة مقاطعة واسعة" لفاكهة الموز.
وخلال شهر رمضان الماضي، أطلق جزائريون حملة عبر منصات التواصل بعنوان "خليه يكحال" سرعان ما أدت إلى انهيار أسعار الموز إلى أقل من النصف، وأجمع الخبراء حينها على أن ثقافة مقاطعة السلع ذات الأثمان الباهظة بات "ثقافة متجذرة في المجتمع الجزائري"، وعدوها "أكبر رادع لسماسرة ناهبي الجيوب" كما يسمون في الجزائر.
الدجاج "يصيح غلاء"
ومن فاكهة الموز إلى الدجاج، لم يختلف الحال في أسواق البشر في الجزائر، إذ شهدت أسعار الكيلوجرام الواحد من لحوم الدجاج ارتفاعاً قياسياً وصل هو الآخر إلى 700 دينار.
وفي تصريحات إعلامية، حذرت مجموعة من مربي الدواجن بغرب الجزائر أن تشهد البلاد "أزمة حادة في القريب العاجل"، وتوقعت أن تتخطي أسعار الكيلوجرام الواحد من لحم الدجاج 800 دينار، بعد أن كانت أقل من 500 دينار.
وكشف مربو الدواجن عن الأسباب التي قد تؤدي إلى "كارثة أسعار دجاج" في الجزائر إلى "أن الدجاج بات مهددا بالموت بعد اكتمال نموها بـ45 يوماً، وضرورة توجيهها إلى المذابح".
ورغم الارتفاع القياسي لأسعار لحوم الدواجن في الجزائر، إلا أن مربيها كشفوا عن "قاعدة عكسية" حدثت بالجزائر، إذ أن "عرض الدواجن فاق الطلب عليها" ومع ذلك ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق، إلا أن أنهم لم يوضحوا سبب هذه "الظاهرة الاقتصادية العكسية".
في المقابل، تحدث مربوا الدواجن عن ارتفاع أسعار "الصيصان" إلى 250 دينار جزائري، وهو ما يعني تضاعف أسعارها بعد اكتمال نموها، وطالبوا بضرورة تدخل وزارة الفلاحة الجزائرية لإنقاذهم "من شبح الإفلاس".
ما بال الدجاج؟
وفي منشور سابق رصدته "العين الإخبارية" للخبير الاقتصادي الجزائري الدكتور مهماه بوزيان، كتب عبر صفحته على موقع "فايسبوك" منشورا "تهكم" فيه على ارتفاع أسعار الدجاج في البلاد، وعنونه بتساؤل ساخر: "ما بال الدجاج"، وجه فيه انتقادات لاذعة للتجار.
ومما ذكر فيه: "مما احتوته كتب تفسير الأحلام عن رؤية الدجاج في المنام أنه يعني الحصول على المال الكثير، اليوم لم نعد بحاجة إلى كتب تفسير الأحلام، لأن ذلك قد تحقق في يومياتنا، فهواة جمع المال الكثير أمسكوا قبضتهم على السوق، أما المواطن فهو لم يعد يجرؤ على اشتهاء لحم الدجاج أمام هذا الانفلات في أسعار اللحوم البيضاء".
وأضاف: "مهما كانت المبررات، أين مصالح وزارة التجارة من هذا الانفلات؟، وأين الجمعيات المهنية على غرار المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الدواجن؟ أين مصالح الضبط للمنتوجات الفلاحية التابعة لوزارة الفلاحة؟، أين أين ... أين ؟
وختم منشوره بالقول: "خلاص الأمر: ما بال الدجاج ؟ وليس ما بال السادة و أرباب السوق".
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز