السحر وقتل الأطفال يعيدان عقوبة الإعدام إلى الجزائر
معظم حالات الاختفاء بغرب البلاد، ووزير العدل الجزائري يكشف عن قانون جديد لتشديد العقوبات على المختطفين تتراوح بين المؤيد والإعدام.
عادت في الأسابيع الأخيرة، ظاهرة اختفاء الأطفال والمراهقين لتربك العائلات الجزائرية من جديد وبشكل متزامن، لتعيد معها سيناريو السنوات الأخيرة التي شهدت عمليات اختطاف للأطفال والتنكيل بجثثهم.
وتركزت معظم حالات الاختفاء والاختطاف للأطفال والمراهقين في محافظات واقعة غرب الجزائر، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من العثور على بعضهم، وبقي مصير البعض الآخر مجهولاً لحد اللحظة.
الإعدام لقتلة الأطفال
عودة ظاهرة الاختطاف حركت السلطات الجزائرية هذه المرة، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تتجه الجزائر لتنفيذ عقوبة الإعدام على قتلة الأطفال، وهو المطلب الذي تحول في السنوات الـ5 الأخيرة إلى مطلب شعبي.
- مأساة الطفل عدنان تهز المغرب.. اختطاف واغتصاب وقتل ودفن
- 9 آلاف اعتداء جنسي على أطفال الجزائر.. سكوت الأهل "جريمة"
ووضعت وزارة العدل مشروع قانون جديد يتضمن تشديد العقوبات على مختطفي الأطفال تتراوح بين المؤبد والإعدام بأمر من رئيس البلاد عبد المجيد تبون.
وبعد أن صدق عليه مجلس الحكومة، الأربعاء، يرتقب أن يناقش ويصوت البرلمان الجزائري، في الأيام القليلة المقبلة، على أول قانون رادع لحماية الأطفال من "خطر مجهول وغامض"، كما هو حال عدد من قضايا قتل الأطفال بالسنوات الأخيرة، والتي لم تتمكن التحقيقات من الوصول إلى مرتكبي تلك الجرائم.
وصرح وزير العدل الجزائري بلقاسم زغماتي لوسائل إعلام محلية، بأن القانون الجديد يتضمن تسليط عقوبة المؤبد على الذين يختطفون أطفالاً ويعثر عليه سالمين.
فيما تصل إلى حكم الإعدام في حال قتل الأطفال والتنكيل بجثثهم كما حدث في السنوات الأخيرة في عدد من محافظات البلاد، بعض تلك الجرائم نفذها أقارب للضحايا.
ومع عودة ظاهرة اختفاء واختطاف الأطفال، تصاعدت المطالب الشعبية والحقوقية بضرورة تشديد العقوبات على الجناة، وتغيير القانون الحالي الذي يعده خبراء في القانون "غير رادع" لهذه الظاهرة.
والقانون الحالي الخاص بجرائم اختطاف وقتل الأطفال الوارد بقانون العقوبات الجزائري يحدد العقوبات بين 5 أعوام إلى المؤبد في "حال القتل"، وسط عجز السلطات الجزائرية عن وضع حد لأكثر الظواهر التي تؤرق العائلات الجزائرية.
إرهاب الاختطاف
ومنذ الأسبوع لشهر سبتمبر/أيلول، عادت ظاهرة اختفاء أطفال ومراهقين بشكل غير مسبوق ومتزامن، دفع العائلات الجزائرية إلى إعلان ما يشبه "حالة طوارئ" وعاد كثير منها لمنع أبنائهم من الخروج، أو التنقل معهم إلى مراكز الامتحانات لحمايتهم من عمليات اختطاف محتملة.
والأربعاء، شهد آخر قضية اختفاء غامضة لطفل يبلغ من العمر 15 سنة من منطقة "جسر قسنطينة" بالعاصمة الجزائرية.
ونشرت "المنظمة الجزائرية لحماية الطفولة" نداء إلى الجزائريين لمساعدة عائلة الطفل "سيف الدين تامر" للعثور عليه أو الاتصال بالشرطة والدرك، مؤكدة تعرضه للاختطاف من قبل مجهولين.
وكشفت المنظمة الحقوقية عن تسجيلها عودة ظاهرة اختطاف الأطفال بالتوازي مع فترات امتحانات نهاية العام.
غير أنها أشارت إلى أن بعض حالات الاختفاء ليست مرتبطة بالاختطاف، بل بـ"اختفاء طوعي من الأطفال عن عائلاتهم خوفاً من نتائج الامتحانات نتيجة الترهيب الذي تمارسه أسرهم".
واعتبرت المنظمة التي تُعنى بحماية الطفل أن كثيرا من حالات اختفاء الأطفال "لا تعني تعرضهم للاختطاف"، وربطت ذلك بضرورة "وجود أدلة دامغة".
غير أن القضايا التي فتحتها العدالة الجزائرية، خلال شهر سبتمبر/أيلول، كشفت عن تجدد ظاهرة اختطاف الأطفال والاعتداء عليهم جنسياً أو بالقتل.
سجلت المحافظات الغربية للبلاد، أغلب حالات الاختفاء والاختطاف لأطفال ومراهقين، إذ سجلت محافظة تلمسان (غرب) أعلى معدل اختفاء للأطفال بـ6 حالات اختفاء خلال الأسبوع الثاني من سبتمبر، تم خلالها العثور على 5 أطفال، وبقي مصير السادس مجهولا، وهي طفلة اسمها "ملاك" تبلغ من العمر 11 عاماً.
فيما شهدت ولاية "سعيدة" أبشع عملية اختطاف لطفلة تبلغ من العمر 15 عاماً، تمكن الأمن من "تحريرها" من قبل مجهولين، قاموا باختطافها واغتصابها طوال 25 يوماً.
وكشفت مصالح الأمن الجزائرية، عن تسجيها 314 حالة اختطاف واعتداء جنسي على الأطفال منذ يناير/كانون الثاني بـ"المحافظات الغربية فقط".
أسباب متعددة
وتباينت تفسيرات الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لعودة ظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر، بين من ربطها بالضغوط النفسية التي فرضتها إجراءات الحجر المنزلي نتيجة جائحة كورونا، أو وقوع مراهقات سعين للتحرر من صرامة العائلة في فخ الاستغلال الجنسي من قبل منحرفين.
غير أن خبراء قانونيين لم يستبعدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن يكون للمشعوذين والسحرة دور في تجدد ظاهرة اختطاف الأطفال.
وأشار الخبراء إلى نتائج التحقيقات الأمنية في حالات قتل الأطفال بالسنوات الأخيرة، إذ سجلت الجزائر أكثر من 230 حالة اختطاف أطفال، غالبيتها نجم عنها قتل عمدي والتنكيل بجثثهم أو اعتداء جنسي أو طلب فدية.
وتتلخص أسباب اختطاف الأطفال بالجزائر، وفق ما ذكره القانونيون في وجود شبكات من المشعوذين والسحرة تتاجر بالأعضاء البشرية لغرض استعمالها في الطب والشعوذة، أو لأسباب مادية تدفع أصحابها إلى طلب فدية، أو لأغراض انتقامية يكون الأطفال سلاحاً للمجرمين.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز