الجزائر تتمهل في الاحتفال بتخطي الفترة الحرجة لكورونا
بعض المختصين يؤكدون أن الجزائر قد تجاوزت الفترة الأكثر حرجاً لتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
يتمهل أطباء الجزائر في الاحتفال بتجاوز الفترة الحرجة من تفشي جائحة كورونا المستجد "كوفيد- 19" في البلاد التي سجلت أكبر عدد من الوفيات حتى الآن في القارة الأفريقية، وبلغ 364 وفاة.
وقال الدكتور إلياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية للممارسين في الصحة العمومية، والذي يعمل في عيادة حكومية في ولاية البليدة، البؤرة الأولى للوباء، "يبدو أنه من السابق لأوانه".
وبينما يؤكد بعض المختصين أن الجزائر قد تجاوزت الفترة الأكثر حرجاً للوباء، وأن الوضع يتحسن، قال "مرابط": "هؤلاء الذين يدلون بمثل هذه التصريحات، يرتكزون على معطيات آخر 72 ساعة، لكني شخصياً أعتبر أننا نحتاج لمزيد من الوقت، ولمعطيات أخرى لإجراء تقييم موضوعي للوضع الوبائي".
وأضاف: "في الحقيقة تحسن الوضع قليلاً بالنظر إلى عدد الإصابات، لكن المنحنى ما زال في تصاعد، ومع انتشار العدوى في كامل التراب الوطني".
وأوضح: "كما يجب الانتباه إلى عنصر مهم، وهو قدرتنا المحدودة على إجراء تحاليل للكشف عن الفيروس، وهو ما اعترف به وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد نفسه، ما يؤكد عدم توافق الوضع الوبائي بالمقارنة مع العدد الحقيقي للمصابين".
وأضاف: "وهذا علماً بأن كل مصاب بـ(كوفيد- 19) يمكن أن يعدي اثنين أو ثلاثة أشخاص على علاقة مباشرة معه، ويمكن أن يزداد العدد في حالة عدم احترام إجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي والنظافة. باختصار من السابق لأوانه الفصل في ذلك".
وحول الحالة الوبائية في البليدة، البؤرة الأولى للفيروس بالجزائر، والتي تخضع للحجر الصحي الشامل، قال "مرابط": "ما يلاحظ من خلال شهادات الأطباء الذين يعملون خاصة في الاستعجالات والأجنحة المخصصة لـ(كوفيد- 19) في المستشفيات، وكذلك في العناية المركزة، فإن الضغط انخفض مقارنة بالأسبوعين السابقين، وبذلك تراجع عدد المرضى بفضل أن القسم الأكبر من المرضى تم وضعهم في الحجر الصحي في منازلهم".
ونوه بأنه يجب الإشارة إلى أن العدوى انتقلت بشكل مقلق في المناطق الغربية للولاية (الشفة، موزاية، العفرون)، والشرقية (بوقرة، الأربعا، مفتاح)، مضيفاً: "أخشى أن نشهد زيادة مفاجئة لعدد الإصابات في حال عدم احترام إجراءات الحجر الحالية وربما تشديدها".
وتابع: "رغم أن الوضع تحسن كثيراً من ناحية التجهيزات ووسائل الوقاية بالنسبة لكل العاملين في قطاع الصحة، فإن مشكلة الانتظام في التوزيع ما زالت مطروحة، وكذلك الكميات، علماً بأن الأمر يتعلق بمواد تستخدم مرة واحدة فقط، كما أنه يجب الاهتمام أكثر بالعيادات البعيدة عن المستشفيات وعن وسط المدينة، حيث يتم تسجيل أكبر عدد من الحالات الجديدة".
وأكد: "نطرح باعتبارنا شريكاً اجتماعياً ونقابة، مشكلة التكفل النفسي بموظفي الصحة المجندين منذ أكثر من 6 أسابيع، والذين يواجهون خطر العدوى والمرض وحتى الموت. أما بالنسبة لإصلاح النظام الصحي، تُطرح بشكل حادّ مسألة التكامل والتضامن بين الخدمة العمومية والقطاع الخاص في مثل هذه الحالة الوبائية".
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA==
جزيرة ام اند امز