سفير مصر بالجزائر يفضح الإعلام الإخواني
الجزائر تدعم ترشح مصر لرئاسة البرلمان الأفريقي والسفير المصري ينفي وجود خلافات بين البلدين حول المسألة الليبية.
قررت الجزائر دعم ترشح مصر لرئاسة البرلمان الأفريقي المقررة شهر مايو/أيار المقبل، فيما نفى السفير المصري لدى الجزائر، وجود أية خلافات بين القاهرة والجزائر فيما يتعلق بالمسألة الليبية، حسب ما يروج إعلام تنظيم الإخوان.
وتقدمت القاهرة في وقت سابق بالنائب مصطفى الجندي مرشحاً عنها في انتخابات تجديد رئاسة البرلمان الأفريقي.
وجاء القرار الجزائري بتأييد المرشح المصري، عقب اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، مع رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبدالعال، في جنيف، على هامش الجمعية الـ138 للاتحاد البرلماني العربي.
وأكد رئيس مجلس النواب المصري في تصريحات صحفية عقب لقائه نظيره الجزائري، أن "رئيس مجلس الأمة الجزائري أكد حرصه على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، ودعم مصر في انتخابات رئاسة البرلمان الأفريقي، من خلال التنسيق مع الدول الأفريقية".
وتابع قائلاً: "انطلاقاً من علاقات المحبة والتنسيق والتعاون مع رئيس مجلس الأمة الجزائري، ناقشنا بعض الموضوعات، وأهمها دعم مصر ممثلة في شخص النائب مصطفى الجندي لرئاسة البرلمان الأفريقي".
وأضاف الدكتور عبدالعال: "إن الجزائر ومصر تربطهما علاقة صداقة تاريخية، والشعب الجزائري يحتفظ بالود والمحبة للشعب المصري، ويسترجع دور مصر في الوقوف مع الجزائر للحصول على استقلالها".
لا خلافات بين الجزائر والقاهرة
على صعيد متصل، نفى السفير المصري لدى الجزائر، عمر أبوالعيش، في حديث مع صحف جزائرية "وجود أية خلافات بين القاهرة والجزائر، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الليبية"، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تسير في منحى جدي ومتميز.
وأكد أبوالعيش وجود "عامل مشترك بين البلدين يفرض عليهما تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى بينهما، ومن مصلحة الجزائر ومصر أن تظل ليبيا دولة قوية، وأن تكون هنالك حكومة شرعية ومؤسسات قوية، وفكرة التدخل العسكري مرفوضة بالكامل من كلا البلدين".
- دول جوار ليبيا تطالب بإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات
- السراج: مصر تتصدى لمحاولات تهدف للنيل من استقرار ليبيا
وانتقد السفير المصري بالجزائر ما تروج له بعض وسائل الإعلام ذات الميول الغخوانية عن "وجود خلافات أو اختلافات بين البلدين"، واصفاً إياها "بالمسائل غير الحقيقية، والتي تتناقض مع لقاءات مسؤولي البلدين، حيث يطرح كل طرف رؤيته، وتتم مناقشة كل التفاصيل وسبل تحرك كل طرف، وكيفية التوصل لحلول بشأنها".
وأضاف: "الحديث عن وجود خلافات بين البلدين أمر غير صحيح نهائياً، وهي مجرد رهانات حاول بعض الأشخاص الترويج لها، أو تصور أنها قابلة للحدوث، لكن حقيقة الأمر تؤكد عكس ذلك تماماً".
كلام السفير المصري الذي ظهر حازماً في حديثه مع صحف جزائرية، أعاد من خلاله التذكير "بقوة العلاقات بين البلدين".
وقال أبوالعيش: "يكفي للدلالة على قوة العلاقات أن الجزائر كانت أول دولة زارها الرئيس عبدالفتاح السيسي حينما تولى المسؤولية، وإذا ما اتخذنا من المسألة الليبية مثالاً، نجد أنها عامل مشترك يفرض على البلدين تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى بينهما".
كما انتقد أبوالعيش وصف الضربات الجوية المصرية في ليبيا بـ"التدخل العسكري"، وشرح سفير مصر بالجزائر موقف بلاده، قائلاً: "يجب أن نضع الأمور في سياقها السليم، الضربات التي وجهتها القوات الجوية لم تكن على الليبيين أو ضد مؤسسات ليبية، بل كانت بتنسيق كامل مع مؤسسة الجيش الليبي، وليس مع المليشيات، وقد استهدفت هذه الضربات معاقل إرهابية".
ونفى السفير المصري في السياق دعم مصر لأي طرف على حساب آخر كما تروج بعض وسائل الإعلام الإخوانية، وقال: "إن مصر معترفة بحكومة فائز السراج، ودعمت حكومة الوفاق الوطني، وتدعم الجيش الوطني الليبي، ليس لشخص بعينه، وإنما باعتبار الجيش مؤسسة وطنية".
الإعلام الإخواني يصطاد بالماء العكر
يأتي تصريح السفير المصري بالجزائر، الذي أعاد تفنيد مزاعم وجود خلافات بين الجزائر ومصر حول المسألة الليبية، بعد نفي مماثل من وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، في آخر تصريح له على هامش زيارته إلى موسكو، والذي أكد أن المسألة الليبية لم "تخلق حالة اختلاف مع مصر كما تروج بعض الأوساط، بل خلقت تنسيقاً دائماً بين البلدين ومع تونس".
واعتبر مساهل، أن الأزمة الليبية "تعني كل دول الجوار الليبي، ولا مجال للخلافات بينها، وأن التنسيق مع القاهرة في أعلى درجاته".
وبالعودة إلى مسألة "أزمة مفترضة بين البلدين"، أكد عدد من الخبراء الأمنيين والمحليين لـ"العين الإخبارية" في أوقات سابقة، أنه لا توجد خلافات بين القاهرة والجزائر حول المسألة الليبية، بل "إن الأزمة الليبية خلقت توافقاً جديداً بين العاصمتين العربيتين لاعتبارات عدة، أبرزها أنهما من أكثر دول الجوار الليبي تضرراً من تدهور الوضع الأمني في ليبيا، ومن أكثر الدول استهدافاً من قبل الجماعات الإرهابية التي تمركزت في مختلف مناطقه، خاصة تنظيم داعش الإرهابي".
- رئيس الهيئة المصرية للكتاب: تكريم الجزائر بـ"القاهرة للكتاب"
- ألف كتاب هدية من الجزائر لمكتبة الإسكندرية
وبحسب متابعين لتصريحات السفير المصري بالجزائر في حديثهم مع "العين الإخبارية"، فإنها تعد رداً واضحاً من القاهرة بعد رد الجزائر، وأكد المتابعون أن من يقف وراء الترويج لوجود خلافات بين البلدين هو "الإعلام الإخواني" الذي يحاول الاصطياد في أزمة ليبيا لضرب العلاقات بين الجزائر ومصر.
وأكد متابعون أن الجماعات الإخوانية تنظر "بعدم الرضا للتقارب الجزائري المصري الذي زاد بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا، وأنها تسعى للترويج لوجود أزمة في العلاقات لاعتبارات وحسابات حزبية ضيقة وخبيثة".
وهو ما يؤكد بحسبهم أن "العقيدة الإخوانية خاصة الحزبية منها، لا تعترف ولا تحترم سياسات دولها، وأنها تحاول فرض أجندتها المستوردة، وهو ما يؤكد أيضا أن انتماءاتها ليست لأوطانها بل لأطراف خارجية".
وتتهم بعض الأوساط في الجزائر الإخوان بمحاولة الزج بالجزائر لعداء مصر، والاصطفاف مع بعض الأنظمة التي تتبنى مواقف تراها "الجزائر الرسمية تدخلاً في الشؤون الداخلية المصرية".
والغريب بحسب بعض المتابعين، أن بعض وسائل الإعلام ذات التوجه الإخواني داخل الجزائر، روجت لسنوات عن وجود خلافات بين البلدين، لكنها تسارع "لأخذ تصريحات من السفير المصري بالجزائر"، دون أن "تتجرأ على مواجهته بأخبارها السابقة أو تقدم أدلة عن تلك الخلافات، في الوقت الذي كادت أخبارها الزائفة أن تتسبب فعلا في أزمة بين البلدين في سنوات سابقة".
وارتفع منسوب الكذب والتضليل لدى بعض وسائل الإعلام الإخوانية حيال علاقات الجزائر مع دول عربية بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر.
واتبعت وسائل الإعلام الإخونجية سياسة تحريرية مهينة تنتهج التضليل وخلق الأزمات، من خلال الترويج لأخبار عن وجود خلافات بين الجزائر والدول المقاطعة لقطر، في محاولة "للتأثير على موقف الجزائر أو لإحراجها"، كما رأى عدد من المتابعين لهذه الأخبار، غير أن الجزائر نفت تلك الأخبار، واعتبرتها "عاراً على أصحابها وعلى مهنتهم".
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA= جزيرة ام اند امز