عيد الفطر بالجزائر.. 7 عادات أصيلة تزين المناسبة الدينية بعد كورونا
بعد أول شهر رمضان، أول عيد فطر يحتفل به الجزائريون بعيدا عن "طقوس كورونا" وحواجزها التي حجبت لعامين كاملين فرحة العيد.
واحتفل الجزائريون، الإثنين، على غرار معظم الدول العربية والإسلامية بعيد الفطر المبارك، بعد صوم 30 يوماً كاملا.
وبعد سنتين كاملتين من تراجع مظاهر الفرحة بالعيد وطقوسه التقليدية بسبب تفشي جائحة كورونا، عادت أجواء العيد بالجزائر كما كانت قبل 2020، تاريخ ظهور الوباء.
ومن أبرز مظاهر عودة الحياة إلى طبيعتها في مناسبة دينية للفرح والشكر لله، هي صلاة العيد، إذ امتلأت معظم مساجد البلاد عن بكرة أبيها في صلاة عيد يسميه الجزائريون بـ"العيد الصغير".
ولأول مرة منذ سنتين، جرت صلاة العيد بدون تباعد جسدي بين المصلين، وبدون التدابير الاحترازية لجائحة كورونا، في مؤشر على "هزيمة كورونا" في الجزائر بحسب المختصين، وهي المشاهد ذاتها التي عرفتها مختلف الصلوات بما فيها صلاة التراويح بمساجد الجزائر خلال شهر رمضان الكريم.
ويؤكد كثير من الجزائريين بأن "ريحة العيد" (رائحة العيد) عادت هذا العام بالجزائر، وبدأت تفوح منذ الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك، من خلال تحضيرات أهل هذا البلد العربي لهذه المناسبة الدينية، عادت معها عادات وطقوس قديمة وتقليدية للاحتفال بعيد الفطر في الجزائر.
وفي هذا التقرير، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز 7 عادات لا يزال الجزائريون يحافظون عليها في عيد الفطر المبارك، بعض منها كانت غائبة في السنتين الماضيتين بعد أن حجبتها جائحة كورونا، كما أنها قاومت عامل التكنولوجيا لتجعل من هذه العادات راسخة في برنامج الجزائريين خلال عيد الفطر.
حلة الأطفال الجديدة
من بين أكثر مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في الجزائر، خروج الأطفال بحلة جديدة "من الأعلى إلى الأسفل".
ولا تبدأ فرحة عيد الفطر في الجزائر بدون رؤية فرحة الأطفال بهذه المناسبة الدينية، ومنذ القدم فإن اقتناء الأطفال ألبسة جديدة خصوصاً في عيد الفطر المبارك ركيزة أساسية في الاحتفال بالعيد.
ويبدأ اهتمام العائلات الجزائرية بشراء ملابس جديدة لأطفالهم وأبنائهم حتى قبل دخول شهر رمضان، أو منذ نصفه الثاني، إذ تملأ أسواق ومحلات بيع الملابس، لشراء "كسوة العيد" من الحذاء إلى السروال والقميص للذكور، والتنورات للبنات، إذ تظهر كالأميرات خلال عيد الفطر.
ولا يحلو عيد أطفال الجزائر دون شراء الألعاب والمفرقعات والبالونات مما جمعوها من "العيدية"، وتجدهم يتباهون فيما بينهم بألبستهم الجديدة وألعابهم.
صلاة العيد
صلاة عيد الفطر عند أهل الجزائر "ضرورة قصوى" لافتتاح يومهم المبارك، إذ تتهيأ جميع المساجد أياماً قيل العيد بتنظيفها وإعادة تزيينها.
ويتوافد الجزائريون وفي جميع محافظات البلاد بأعداد غفيرة إلى المساجد لأداء صلاة العيد، والتي تخصص خطبتها عادة للتسامح والرحمة بين المسلمين.
وبعد انتهاء الصلاة يتبادل المصلون السلام فيما بينهم والمباركة بالعيد، ومنذ القدم كانت صلاة العيد "أفضل فرصة للمصالحة بين المتخاصمين دون عناء أو وساطة".
ومع طلوع فجر العيد، تصدح مساجد الجزائر بالتسبيح والتكبير، وبطرق خاصة تشبه أداء الأناشيد الدينية، ويقوم بها متطوعون في المساجد، إذ يجلسون في حلقات يتوسطها جهاز الميكروفون، ويقسمون أنفسهم إلى فريقين، كل واحد منهما يردد "الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"، والفريق الثاني يردد: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله".
عيد الحلويات
عندما نقول عيد الفطر أو "العيد الصغير" في الجزائر فأول ما يتبادر إلى الأذهان هي "الحلويات" والذي يسمى في الجزائر بـ"قاطو العيد".
وعيد الفطر بالجزائر هو "عيد للحلويات بامتياز"، إذ تتنافس العائلات والنسوة على تحضير أشهى وألذ الحلويات سواء التقليدية أو العصرية منها.
بل إن التنافس لا يكمن في الشكل والمذاق فقط، فحتى في عدد الحلويات التي تصنعها النسوة لعيد الفطر، والتي لا يقل عددها عادة عن 5 أو 6 أنواع على الأقل، معظمها بالمسكرات أو بالمربى، وتبقى أشكالها وزينتها أصعب شيء فيها.
ومع الساعات الأولى ليوم العيد، يوضع فطور العيد الذي يبقى تقليدا راسخاً في كل منزل جزائري، إذ تمتلأ الطاولة بصحون الحلويات المتنوعة مع الحليب.
ومن بين أكثر العادات التي بقيت راسخة في المجتمع الجزائري خلال عيد الفطر، هي تبادل صحون الحلويات بين الأقارب والجيران كـ"عربون محبة" بينهم.
أناقة الرجال والنساء
من الهندام إلى الروائح العطرة، عيد الفطر بالجزائر ليس لأناقة الأطفال فقط، بل حتى للكبار من النساء والرجال.
وفي الجزائر، يشتهر عيد الفطر المبارك بكونه عيدا للأناقة، إذ يبدأ من عند الحلاق والحلاقة، والتي تشهد اكتظاظاً عشية العيد، بينما تفضل بعض النساء والفتيات صبغ شعورهن.
وفي يوم العيد، يرتدي الرجال ما يسمى بـ"القميص" ويتعطرون بأجود أنواع العطور قبل الذهاب للمساجد، بينما تكون النسوة قد اشترت فساتين جديدة معظمها تقليدية بلمسات عصرية.
تبادل التهاني
في الجزائر أيضا هناك تحية خاصة في عيدي الفطر والأضحى، ومعظم الجزائريين يتبادلون التهاني بعيد الفطر بكلمة "صح عيدك" أو "عيدك مبارك".
وفي بعض المناطق الجزائرية يرد الآخر بالقول: "عيدكم مبروك وسنين دايمة" (دائمة)، وإن كانت الرسائل النصية عبر الهواتف أو مواقع التواصل قد تحولت في الأعوام الأخيرة إلى وسيلة التهنئة بالعيد حتى بين أفراد العائلة الواحدة.
غداء تقليدي
عيد الفطر في الجزائر، مناسبة كذلك لإخراج كل ما هو تقليدي، ويتجلى ذلك في وجبة غداء يوم العيد والتي تجمع أفراد العائلة على مائدة واحدة.
فهي ترقى لأن تكون "مأدبة غداء" على شرف أفراد العائلة وكل ضيف وزائر إلى البيت، ويتم تبادل الأكلات بين العائلات الجزائرية خلال العيد.
ولعل طبق "الشخشوخة" التقليدي هو الأكثر رواجاً في معظم منازل الجزائريين خلال عيد الفطر، وهي الأكلة التقليدية التي يتفق الجزائريون على وصفها بـ"المعشوقة".
بينما تفضل عائلات أخرى تحضير طبق "الكسكسي" بمختلف أنواعه وباللحم الأحمر والدجاج، بالإضافة إلى أكلات تقليدية أخرى مثل "الرشتة" أو "التريدة" أو "لسان العصفور"، بينما تشتهر بعض مدن جنوب الجزائر بـ"شواء اللحم" خلال عيد الفطر.
حق الملح
"جق الملح" من العادات القديمة جدا في المجتمع الجزائري خلال عيد الفطر المبارك، لكنها تراجعها لم يكن بسبب جائحة كورونا، بل يقول المختصون إن غلاء المعيشة كان سبباً في بداية اندثار هذه العادة الجزائرية.
ومع ذلك، بقيت كثير من العائلات تحافظ على عادة "حق الملح"، وهي تكريم المرأة صبيحة يوم العيد بوضع مبلغ معين ورقي من المال أو خاتم من الذهب في كوب القهوة الذي شرب منه الزوج.
بينما يتداول جزائريون عبر منصات التواصل صورا لتكريمات خيالية للمرأة في عيد الفطر، من قبيل شراء الزوج سيارة لزوجها، أو قطعة ذهب من الحجم الكبير، أو مبلغ مالي كبير.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTUxIA== جزيرة ام اند امز