بالصور.. "العين" مع فوتوغرافيا نادرة وعملات قديمة في معرض بالجزائر
عزوق فاروق يبيع معروضاته النادرة بثمن رمزي، رغم أنها تحف نادرة، ويتحدث لـ"العين" عن هوايته في اقتناء النوادر تلك منذ 35 سنة.
بالقرب من ساحة البريد المركزي، اختار عزوق فاروق قلب العاصمة الجزائرية ليعرض كل ما لديه من نقود قديمة وصور قديمة أيضا ومعظمها نادرة، إضافة إلى بعض الطوابع البريدية، التي ترمز إلى مراحل مختلفة من التاريخ الجزائري والعربي والعالمي.
- بالصور.. المتحف الوطني للمجاهد راوي وقائع الثورة التحريرية الجزائرية
- بالفيديو.. "غــرداية".. تعرف على عاصمة الأصالة الجزائرية
بوابة "العين" الإخبارية زارت هذا المعرض لترصد هذه التحف المصورة، ورغم قلة مساحة المعروض، إلا أن فاروق أبدع في عرض المزج بين الأبيض والأسود وبين تلك الألوان الباهتة والجذابة، في تقسيم راعى من خلاله كل مرحلة تاريخية.
صور رؤساء الجزائر منذ استقلالها كانت حاضرة بقوة ضمن مجموعة الصور النادرة، خاصة ما تعلق منها بصور الرئيس الجزائري الراحل، هواري بومدين، بدءا من انضمامه إلى صفوف جيش التحرير الوطني حتى الأعوام الأخيرة من حكمه، ومنها ما ظهر فيها بومدين مع زعماء تاريخيين عالميين أسهموا في صناعة التاريخ، "كالصور النادرة جدا" كما قال فاروق، للراحل هوراي بومدين مع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، وأخرى مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، وصور له مع الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، ومع الزعيم الثوري أرنستو تشي جيفارا.
ومن بين تلك الصور، أخرى للرئيس الجزائري الحالي، عبد العزيز بوتفليقة، عندما كان وزيرا للخارجية في عهدي الراحل أحمد بن بلة وهواري بومدين؛ فكان يظهر في لقاءات بومدين مع قادة الدول وفي تنقلاته بالسيارة الرئاسية ولقاءات أخرى له مع زعماء عرب وعالميين؛ ما يعكس "بالصورة" المكانة التي حظي بها بوتفليقة خلال فترة حكم بومدين للجزائر.
مجموعة الصور ضمت أيضا صورا قديمة جدا ونادرة عن الجزائر العاصمة من عمران وعادات وتقاليد زاد من جمالها الأبيض والأسود، الذي يكفي لأن يعيد المتأمل فيها إلى حقب تاريخية جمعت بين التضحية والكفاح، والأصالة والمعاصرة، خُصص منها جانب للمرأة الجزائرية وطريقة لباسها، فأظهرت نساء جزائريات يتميزن بالجمال والأناقة وبلباس تقليدي محتشم أضفى عليها خصوصية المرأة الجزائرية، كالحايك والكاراكو وغيرهما.
صاحب المعرض قال: "إن الصورة القديمة لا تقتصر فقط على الأشخاص، بل حتى لكل ما كانوا يتعاملون به ويسهم في التأريخ لمرحلة ما من هذا التاريخ الطويل".
كان من أهمها العملات الورقية القديمة لعدد من دول العالم، التي كانت تحمل غالبيتها صورا لزعمائها وقادتها، بدءا من الجزائر والمغرب وتونس والسعودية والعراق وليبيا وسلطنة عمان، إلى الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والصين والفييتنام والاتحاد السوفيتي وجنوب إفريقيا والهند وكوبا، وغيرها من دول العالم.
واللافت في هذا المعرض، أن صاحبه، عزوق فاروق، يبيعها "بثمن رمزي" رغم أنها تحف مصورة نادرة ترقى إلى الثروة، حيث قال في حديثه مع بوابة "العين" الإخبارية: "إن هذه الصور هي مصدر رزقي، لكنني لا أبحث من ورائها عن الثراء، فأنا أجمع بين هواية مفضلة أتقنها وأحافظ عليها منذ 35 سنة، وبين أن جعلت منها مصدر رزقي".
وعن مصدر هذه الصور، قال فاروق: "هناك من الناس من يهديني هذه التحف المصورة، ومنهم من يبيعني إياها، وبعدها يتم تحديد ثمن كل واحدة منها حسب قدمها وأهميتها وندرتها".
وبما أنها تعد مصدر رزق له، استفسرت بوابة "العين" الإخبارية كيف لهذه الصور أن تعيل عائلة كاملة، وعن مدى إقبال الناس على هذا النوع من الصور؛ حيث قال فاروق: "يمكن اعتبارها تجارة، فكما تمر علي أيام بيض تمر أخرى سود دون بيع أي واحدة منها".
وأضاف: "لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد اهتمام بها، وإلا لما جعلت منها قوت أولادي؛ فهناك اهتمام كبير عند الجزائريين والأجانب بهذه الصور، بل هناك مهووسون بها، وعندي زبائن دائمون من كل ربوع الجزائر وخارجها".
ويقول فاروق: "من بين زبائني طيار من دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبح مع مرور الوقت أخا وصديقا؛ حيث كان يأتي إليَّ كل ثلاثاء من كل أسبوع لاقتناء كل ما يجذبه من صور تاريخية".
ويضيف: "هناك إقبال كبير أيضا من قبل الجالية الجزائرية في الخارج، إضافة إلى الأشقاء من تونس ومصر والسعودية والأردن وفلسطين وسوريا، ومن أوروبا عندي زبائن أيضا من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وصربيا وحتى من الولايات المتحدة والصين".
عزوق فاروق ختم حديثه مع بوابة "العين" الإخبارية بمفاجأة، عندما قال: "إنه كان يعمل صحفيا في التسعينيات بألمانيا، حيث عمل صحفيا محررا لعدد من الصحف الناطقة بالعربية ومراسلا لعدد منها في العاصمة الألمانية".
وعن أسباب تركه لهذه المهنة قال فاروق: "ظروف أجبرتني على تركها، وإن كنت أرى نفسي اليوم في المهنة التي أعشقها".