الجزائر تعلن تحضيرها لدخول نادي الطاقة النووية
وزير الطاقة الجزائري يكشف عن استراتيجية الأمن النووي لتلبية احتياجات الجزائر من الطاقة وعن تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة ودول أخرى.
أعلن وزير الطاقة الجزائري، مصطفى قيتوني، أن الجزائر تطمح لاستغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية من خلال استراتيجية الأمن النووي.
وكشف قيتوني أن وزارته تحضر لإعداد مشروع الطاقة النووية السلمية لتلبية احتياجات الجزائر من الطاقة في الفترة الممتدة من 2030 إلى 2050، مشيرا إلى "وجود تعاون بين الجزائر والوكالة الدولية للطاقة ومع دول رائدة من بينها الصين والولايات المتحدة وفرنسا".
وذكر وزير الطاقة الجزائري في ندوة صحفية عقدها بالجزائر العاصمة مساء الأحد، أن الجزائر تستغل حالياً مفاعلين نوويين للبحث والتدريب في مجال الطاقة النووية السلمية، "يقعان في درارية بالعاصمة الجزائرية والثاني في منطقة البيرين بولاية الجلفة جنوب البلاد".
كما كشف قيتوني أن الجزائر أنشأت معهدا جديداً للهندسة النووية عام 2011 خصص "للتكوين في مجال الهندسة النووية والبحث وتوليد الكهرباء، ومركزاً آخر للتدريب في الأمن النووي عام 2012 يعمل على تكوين الجزائريين في مجال الأمن النووي".
ويأتي كشف الجزائر عن اعتزامها دخول نادي الدول المستغلة للطاقة النووية لأغراض سلمية في إطار سعيها للبحث عن بدائل اقتصادية وطاقوية جديدة، تضمن لها تجاوز سيناريو الأزمة الاقتصادية التي تعيشها حالياً بفعل انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وكذا انخفاض الانتاج الجزائري من الغاز والبترول.
وأكد على ذلك وزير الطاقة الجزائري، مصطفى قيتوني، في ندوته الصحفية، عندما تحدث عن الغاز الصخري، وقال إن "استغلال الغاز الصخري أمر لا بد منه، لكنه لن يكون قبل 10 سنوات"، ونفى في المقابل "أي خطر قد يشكله استغلال هذا النوع من الطاقة على حياة الإنسان"، مذكرا بالتجارب التي قامت بها الولايات المتحدة في استغلال الغاز الصخري.
وكانت الجزائر قد جمدت سنة 2015 مشروعاً لاستغلال الغاز الصخري بمنطقة عين صالح (جنوب الجزائر)، بعد أن قوبل مشروع الحكومة الجزائرية بمعارضة شديدة من المجتمع المدني للمنطقة ونشطاء حقوقيين، اعتبروا أن استغلاله مضر بصحة الإنسان والبيئة، مستندين في ذلك إلى تقارير تحليلية لخبراء أجانب وجزائريين في مجال مخاطر استغلال الصخري.
وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالمياً من حيث احتياطات الغاز الصخري القابلة للاسترجاع التي تقدر بـ 707 ترليونات قدم مكعب، تتركز في سبعة أحواض رئيسية جنوب البلاد.
- "صدمة" تدفع "سوناطراك" الجزائرية لمضاعفة قدراتها الإنتاجية
- كهرباء الجزائر تضيء إفريقيا في النصف الثاني من 2018
من جانب آخر، كشف مصطفى قيتوني أن "الجزائريين يستهلكون 15 مليون طن سنوياً من أنواع الوقود خاصة البنزين، في مقابل إنتاج جزائري سنوي يقدر بـ 11.5 مليون طن منها، وتستورد 3.5 مليون طن من الوقود".
وسبق للحكومة الجزائرية أن أقرت بأن فاتورة استيراد البنزين بلغت مستويات قياسية، وصلت إلى حدود 2.5 مليار دولار مع نهاية العام الماضي، رغم أن الجزائر بلد منتج ومصدر لكثير من أنواع الطاقة.
وذكرت شركة سوناطراك أنها تخطط لوقف استيراد مادة البنزين في غضون العامين المقبلين، بعد تسلمها مصفاتين ستدخلان حيز الخدمة خلال عام 2021.