الجزائر.. سر تفاؤل بوتفليقة بعهد ماكرون
الباحث السياسي الجزائري، جلال مناد، قال إن الجزائر راهنت منذ البداية على إيمانويل ماكرون في السباق الرئاسي نحو قصر الإليزيه.
قال الباحث السياسي الجزائري، جلال مناد، إن الجزائر راهنت منذ البداية على إيمانويل ماكرون في السباق الرئاسي نحو قصر الإليزيه، وقد جرى استقباله في خضم الحملة الانتخابية التي كانت مشتعلة وقتها مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وتاريخيا الجالية الجزائرية وهي الأكبر بفرنسا كانت فاعلاً مهمًا في الوعاء الانتخابي الفرنسي.
وأضاف مناد، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن الرسميين الجزائريين تبنوا الخطاب الانتخابي لإيمانويل ماكرون باعتباره مُجددا في الطرح ومبنيًا على رؤية مصلحية مشتركة قائمة على علاقات تبادل تُراعي مصالح الجزائر وفرنسا، مشيرا إلى أنه قد جرى الاتفاق على ضرورة فتح ملفات الذاكرة المعقدة لتجاوز التوتر الذي يطبع منذ عقود العلاقات الجزائرية الفرنسية بسبب ترسبات الماضي الاستعماري ومخلّفات مرحلة الاحتلال الفرنسي التي ارتكبت فيها قوات الجيش الاستعماري جرائم إبادة، يصنفها المؤرخون في خانة جرائم حرب ضد الإنسانية، ومعلوم أن فرنسا الرسمية ترفض الاعتراف بها خوفًا من المتابعة الجنائية أمام المحاكم الدولية، لكن الرئيس ماكرون باعتباره سياسيًا من الجيل الجديد يؤمن بأن العلاقات بين الدول يجب أن تخضع لمنطق تبادل المنفعة بما يخدم المصالح المشتركة ولذلك أصبح أكثر ساسة فرنسا الحاليين تمسكًا بتكتل الاتحاد الأوروبي كفضاء مشترك لمجتمعات القارة.
وأوضح الباحث الجزائري، أن خطابات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وهو المحدد الوحيد لتوجهات سياسة الجزائر الخارجية واتجاهاتها بحكم الدستور، طغت عليها لغة التفاؤل بفتح مرحلة جديدة مع فرنسا لتدارك الفرص الضائعة، لكنه تفاؤل حذر على خلفية أن قطاعًا واسعًا من الساسة الفرنسيين ودوائر صنع القرار في هذا البلد لا تزال رهينة تفكير "الجزائر فرنسية" وهذه النمطية قد تعطل توجه الرئيس ماكرون للاعتراف الجدي والعملي بجرائم الاستعمار الفرنسي وبالتالي تفوت الفرصة على بناء علاقات شراكة استثنائية واستراتيجية بين البلدين.
وأشار إلى أن الجزائر قد قطعت في عهد الرئيس بوتفليقة أشواطًا مهمة ضمن "تنويع الشراكات"؛ إذ لم تعد فرنسا هي الشريك الاقتصادي الوحيد لها كما لم تبق الحليف السياسي رقم واحد، وهذا يؤهل الجزائر لتكريس منطق "الندية" مع مستعمرتها السابقة، وحتما فانفتاح الجزائر على شراكات أخرى أوروبيا وآسيويا وأمريكيا لن يكون بصالح فرنسا، ولذلك فخطب الرئيس بوتفليقة ووزرائه تنطلق من هذه الخلفية.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز