مساجد الجزائر تستعيد صلاة الجمعة.. والجامع الأعظم يصنع الاستثناء
توافد 10 آلاف مصل على مسجد الجزائر الأعظم بأول يوم لصلاة الجمعة منذ 8 أشهر بإجراءات صحية صارمة لاحتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وبلهفة وشوق وفرح عادت صلاة الجمعة إلى كافة مساجد الجمهورية بالجزائر، بعد انقطاع استغرق 8 أشهر كاملة عقب تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.
وفي مارس/آذار الماضي، قررت السلطات الجزائرية جملة من التدابير الاحترازية الطارئة لمنع تفشي جائحة كورونا، كان من بينها إغلاق المساجد والمدارس وغيرها.
- الجزائر تحدد موعد افتتاح "الجامع الأعظم".. ما قصته؟
- إنفوجراف.. جامع الجزائر الأعظم يضم أكبر ثريا في العالم
لم يعد المؤذن مجبرا على إضافة "الصلاة في بيوتكم" مع أذان كل صلاة، ولم تبق صلاة الجمعة في المنازل، فتوافد مئات الآلاف على مئات المساجد المنتشرة في كافة ربوع الجزائر.
وفرضت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية إجراءات صحية صارمة في المساجد، بدءا من تحديد توقيت فتحها إلى غلقها، إذ فُتحت لصلاة الجمعة لفترة ساعة واحدة فقط من 12.55 بالتوقيت المحلي (11.55 بتوقيت جرينتش) إلى 13.45 دقيقة.
كما أُجبر المصلون على ارتداء الكمامات وجلب سجاداتهم الخاصة بهم، وتعقيم اليدين عند مدخل المساجد، ووضع خطوط في قاعات الصلاة للتباعد الجسدي بين المصلين.
أول صلاة بالمسجد الأعظم
وشهد "مسجد الجزائر الأعظم" أول صلاة جمعة منذ تدشينه ليلة المولد النبوي الشريف، وهو ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين.
وتوافد المئات على الجامع الأعظم الواقع بمنطقة "المحمدية" بالعاصمة الجزائرية، وقدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية عدد المصلين الذين أدوا صلاة الجمعة بنحو 10 آلاف مصلٍ.
ووضعت الشرطة الجزائرية مخطط عمل خاص، في جانبيه الأمني والتنظيمي، من خلال تنظيم حركة المرور بالمسالك المؤدية لمرافق "جامع الجزائر الأعظم".
ووفقاً لبيان المديرية العامة للأمن الجزائري (الشرطة) حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فقد خصصت فرقا متحركة على متن سيارات ودراجات نارية، وأعوانا راجلين لتسهيل حركة المرور بالمسالك المؤدية إلى هذا الصرح الديني والمعماري.
وكذا الوقوف الصارم على تطبيق قواعد البروتوكول الصحي الخاص بالحد من انتشار فيروس كورونا.
تحفة معمارية ودينية
بالربوة الحمراء في منطقة المحمدية قبالة خليج العاصمة الجزائرية، يطل مشروع صرح ديني وثقافي ومعماري عملاق، إنه مسجد الجزائر الأعظم، ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبأطول مئذنة في العالم، إذ يجمع بين الأصالة والحداثة، ويُبرز الثقافة الإسلامية والهوية الجزائرية، وقلعة للوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف الديني، في المنطقة العربية والإسلامية والقارة الأفريقية ومنطقة المتوسط.
قُدرت تكلفة المشروع بمليار و400 مليون دولار، وأشرفت على إنجازه شركة صينية، يمتد لمساحة تفوق 25 هكتارا، وبه أطول مئذنة في العالم بارتفاع يقدر بـ300 متر وستكون منارة أيضا، وبها 43 طابِقا، وقُبة عملاقة قطرها 50 مترا وارتفاعها 70 مترا محمولة على أعمدة وصل عددها إلى 680 عمودا.
كما يحتوي المسجد على قاعة صلاة رئيسية تتسع لـ120 ألف مصلّ، إذ يمكن للمصلين الوصول إلى المسجد بالسيارات أو الترام أو حتى بالقوارب لقربه من البحر.
يحتوي المسجد الأعظم بالجزائر أيضا على قاعة وضوء مخصصة للرجال وأخرى للنساء، وخزان مياه يسع 16 ألف لتر.
أما باحة المسجد فهي امتداد لقاعة الصلاة بمساحة 20 ألف متر مربع، بها قاعة للمطالعة.
المجموعة المعمارية الألمانية التي صممت المشروع حرصت كذلك في تصميمها على إحاطة هذا المشروع العملاق بمراكز تقنية، وثكنة للحماية المدنية، وفندق من خمسة نجوم، ومسرح، ومتحف للفنون والتاريخ، إضافة إلى مطاعم وملاعب لمختلف الرياضات.
كما يضم المسجد الأعظم، الذي ساهم في إعداد مشروعه أكثر من ألف خبير، على 3 طوابق تحت الأرض مخصصة لأكثر من 6 آلاف سيارة، وقاعتين للمحاضرات والمؤتمرات مساحتهما 16 ألفا و100 متر مربع، وكذا مكتبةٍ من ألفي مقعد وتضم مليون كتاب.
مجمع ثقافي
مسجد الجزائر الأعظم، بحسب تصميمه، نواة لمجمع ثقافي يضم 25 واجهة، ومركبا يضم دارا للقرآن الكريم ومعهدا عاليا للدراسات الإسلامية يستوعب 3 آلاف طالب، ومكتبة تتسع لألفي شخص، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وعلومه، إضافة إلى مجموعة من الحدائق والمائيات والأبنية الإدارية ومساكن للموظفين، ومركزا صحيا.
مسجد وملجأ كبير في حال الكوارث
جامع الجزائر الأعظم ليس مجرد مكان للصلاة فقط، فإلى جانب تخصيصه مركزا كبيرا للبحث العلمي، فإنه يمكن لهذا المسجد أن يتحول إلى ملجأ كبير في حال الكوارث لا قدر الله خاصة الزلازل منها، فهو مضاد لزلزال بشدة 9 درجات على مقياس ريختر، مما سيجعله تحفة تتحدى الزمن والكوارث الطبيعية.
تصميم المشروع أخذ بعين الاعتبار كذلك إمكانية استغلال هذا الصرح لأسباب إنسانية، حيث تقرر أن يحتوي على قاعة كبيرة للإغاثة ومواقع لإيواء عدد كبير من اللاجئين، وأماكن لتخزين الألبسة والأفرشة والأغطية، ومركزا للحماية المدنية.
مسجدٌ ومصدرٌ للطاقة
ووضع بمسجد الجزائر الأعظم نظام كهربائي يخفف من الأعباء المالية للخزينة العمومية، إذ تقرر الاستعانة بالغاز لإنتاج الكهرباء وبالطاقتين الشمسية والهوائية لتوليده، مع العمل على ضمان توليد طاقة ذاتية للجامع.
كما يضم المسجد مجموعة من المراكز الكهربائية، ولكل مركز مُولده الخاص، وبالنظر إلى تفاوت حجم استهلاك الكهرباء زمنياً، فإن جامع الجزائر الأعظم مؤهل في بعض الفترات لإنتاج فائض من التيار الكهربائي، وهو الفائض الذي ستقوم الوكالة المشرفة على المشروع ببيعه للشركة الوطنية للكهرباء والغاز، وفق اتفاق موقع بين الطرفين.
أرقام قياسية
وسجل مسجد الجزائر الأعظم 4 أرقام قياسية بعد تشييده وتدشينه، حيث تعتبر مئذنته الأكبر في العالم بطول 300 متر.
وبه أيضا أعلى قبة في العالم وقُبة عملاقة قطرها 50 مترا وارتفاعها 70 مترا محمولة على أعمدة وصل عددها إلى 680 عمودا، فضلا عن أن به أكبر ثريا في العالم بطول 12 متراً.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA==
جزيرة ام اند امز