مباريات رمضانية.. مؤامرة تطيح بالجزائر من مونديال 1982
تقرير لـ"العين الرياضية" يستعرض ذكرى أشهر مؤامرة في تاريخ كأس العالم والتي حدثت ضد منتخب الجزائر في كأس العالم 1982.
يعد خروج منتخب الجزائر من دور المجموعات لكأس العالم 1982 أحد أكثر الحوادث الكروية المؤسفة في تاريخ المونديال، حين خرج "محاربي الصحراء" بسبب تواطؤ بين لاعبي المنتخبين الجارين ألمانيا والنمسا.
وفازت الجزائر 3-2 على تشيلي في 24 يونيو/ حزيران 1982، والذي وافق الثالث من شهر رمضان لعام 1402 هجريا، ورغم وصول الفريق يومها إلى 4 نقاط من فوزين، إلا أنهم خرجوا في اليوم الثاني الموافق الرابع من رمضان 1402 هجريا، بسبب ما وصف بالمؤامرة أو العار بين الجارين الأوروبيين.
احتلت الجزائر المركز الثالث وخرجت مبكراً من المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن المتصدرة ألمانيا الغربية والوصيف النمسا ولكل منتخب 4 نقاط.
حملة تاريخية للجزائر
كانت المشاركة المونديالية الأولى لمنتخب الجزائر في كأس العالم في 1982، تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من المعنى.
في أول لقاء لها فازت الجزائر يوم 16 يونيو/حزيران بنتيجة 2-1 على ألمانيا الغربية، بطلة العالم مرتين وقتها والتي خاضت نهائي المونديال في نفس السنة، وذلك عبر ثنائية رابح ماجر والأخضر بلومي مقابل هدف لكارل هاينز رومينيجه أفضل لاعب في أوروبا في 1980 و1981، والرئيس التنفيذي الحالي لبايرن ميونيخ.
الفوز كان الأول لأي منتخب عربي في تاريخ كأس العالم على أحد منتخبات المستوى الأول في العالم، وكذلك كان الانتصار الأول عربياً وإفريقيا على منتخب أوروبي في تاريخ البطولة.
الانتصار على ألمانيا الغربية فتح شهية الجزائر، لتفوز في مباراتها الثانية بالمجموعة على تشيلي بنتيجة 3-2، لتصبح أول منتخب عربي يحقق انتصارين في المونديال في بطولة واحدة بعدما كانت تونس قد حققت أول انتصار عربي في البطولة على حساب المكسيك 3-1 في نسخة 1978.
مؤامرة في رمضان
في تلك الفترة من تاريخ المونديال، لم تكن مباريات الجولة الأخيرة تقام في نفس التوقيت، حيث لعبت الجزائر مع تشيلي يوم 24 يونيو/حزيران قبل 24 ساعة من لقاء ألمانيا والنمسا.
بعد فوز الجزائر 3-2 على تشيلي بات يكفي لألمانيا الغربية الفوز على النمسا 1-0، حتى يتأهلا معا لمرحلة خروج المغلوب، وإقصاء "الخضر"، وهو ما حدث في المباراة التي انتهت بهدف نظيف من توقيع هوست هروبش بعد 10 دقائق من بداية اللقاء.
وقد تلاحظ بصورة واضحة، أنه عقب هدف هروبش، تميزت الدقائق الـ80 المتبقية بانعدام التنافسية بين الفريقين وغياب الفرص الحقيقية، ليتم توجيه اتهام للمنتخبين بأنهما انتهكا لوائح اللعب النظيف ولكن الفيفا أكد أنهما لم يخرقاه.
وصفت الجزائر ما جرى في تلك المباراة بأنه "فضيحة خيخون"، في إشار لمدينة خيخون الإسبانية التي استضافت المباراة.
تداعيات المؤامرة
تسببت تلك المباراة في أن يقرر الفيفا إقامة مباريات الجولة الأخيرة من كأس العالم في توقيت واحد، خاصة أن موقعة النمسا وألمانيا الغربية تعد تكرارا لما حدث في مونديال 1978.
في مونديال 1978، حدث أمر اعتبره البعض تواطؤا من نوع آخر، حيث كان يتوجب على الأرجنتين الفوز بفارق 4 أهداف على بيرو في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات الثانية لتتأهل للنهائي على حساب الجار البرازيل.
وبالفعل حقق التانجو الفوز ليتأهل للمباراة النهائية، وتلعب البرازيل على المركز الثالث مع إيطاليا، بعدما تساويا في رصيد 5 نقاط لكل منتخب ولكن الألباسيليستي تفوق بفارق الأهداف بفوزه 6-0.