"صورتك في الحراك" بالجزائر.. هاشتاق واحد و3 تفسيرات
جزائريون يطلقون حملة لاستذكار الحراك الشعبي الذي أطاح بنظام بوتفليقة وتحذيرات من اختراق حركة رشاد الإخوانية لتنفيذ مخطط مشبوه
أطلق جزائريون في الأيام الأخيرة "حملة تحدٍ" عبر منصات التواصل لاستذكار أضخم حراك شعبي في تاريخ البلاد العام الماضي، انتهى بسقوط نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وتداول رواد مواقع التواصل هاشتاق "#صورتك_في_الحراك" حث الجزائريين على نشر صورهم في المظاهرات الشعبية التي خرجت منذ 22 فبراير/شباط 2019 واستمرت لما يقرب العام.
- 4 أسباب ترعب إخوان الجزائر من تعديل الدستور.. "يكتب نهايتهم"
- "تصفية حسابات".. تبون يتهم رجال أعمال بوتفليقة
وتجاوب عدد كبير من الجزائريين مع حملة التحدي بنشر صورهم من مختلف أيام الجمع، التي كانت تشهد خروج ملايين المتظاهرين للمطالبة باستقالة بوتفليقة عقب ترشحه لولاية خامسة، ومحاسبة رموز نظامه.
ومن أبرز الصور المشتركة، التي نشرها رواد مواقع التواصل، تلك اللافتات التي حملت أبرز شعار اشتهر به حراك الجزائر وهو "يتنحاو قاع" أي "يرحلون جميعاً" وبات رمزا للمظاهرات في دول أخرى بينها لبنان والولايات المتحدة.
انقسام حول الهدف
وفي الوقت الذي يبقى فيه مصدر إطلاق هاشتاق "#صورتك_في_الحراك" مجهولاً، إلا أنه ترجم حالة الانقسام بين الجزائريين حول عودة المظاهرات الشعبية بين تيارين.
التيار الأول، أرفق الهاشتاق بكلمة "كي كان الحراك حراك" أي "لما كان الحراك حراكاً"، واعتبروا أن المسيرات الأخيرة خصوصاً منذ الانتخابات الرئيسية التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي "لا تمثل ذلك الحراك المليوني" الذي خرج مطالباً بالتغيير الجذري.
تحذير من اختراق الإخوان
ويرى أصحاب هذا التيار أن الحراك الشعبي في بلادهم "أصبح مخترقاً" منذ أغسطس/آب 2019، واتهموا أطرافاً موالية لما يسمونها "لوبيات فرنسية" وكذا جماعة الإخوان باختراق الحراك لتحقيق أجندات خارجية.
وصب جزائريون جام عضبهم على ما يعرف بـ"حركة رشاد" الإخوانية التي تضم في صفوفها عناصر هاربة تنتمي لـ"الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة التي تسببت في مقتل نحو ربع مليون جزائري خلال فترة التسعينيات.
وتتخذ الحركة الإخوانية المتطرفة من سويسراً مقراً لها، وينشط عناصرها بين إسطنبول ولندن وجنيف، وتمول من قبل النظام القطري، وفق ما أكدته مصادر أمنية جزائرية في وقت سابق لـ"العين الإخبارية".
واستغل رواد مواقع التواصل حملة التحدي بنشر صورهم للتحذير من خطورة اختراق جماعة الإخوان للمظاهرات الشعبية، مؤكدين أن الحراك الحقيقي كان "لما استجاب ملايين الجزائريين للخروج إلى الشوارع وبسلمية" أفشلت مخططات الإخوان وبقية التيارات الموالية لجهات أجنبية.
عودة الحراك
أما التيار الثاني الذي أبرزته حملة "#صورتك_في_الحراك" فكان من الداعين لعودة المظاهرات الشعبية الرافضة للنظام الحالي.
ودعا أصحاب هذا التيار إلى "مواصلة النضال لتحقيق جميع مطالب الحراك الشعبي" خصوصاً ما تعلق منها بـ"الحريات العامة".
وانتقدوا ما أسموه "حملات القمع التي طالت نشطاء من الحراك" في الأشهر الأخيرة، مطالبين بإطلاق سراحهم.
وشككوا في المقابل في نية السلطات الجزائرية الجديدة تحقيق التغيير الجذري الذي طالب به المتظاهرون، ووصفوا الإصلاحات السياسية بـ"إعادة رسكلة النظام القديم".
فيما ظهر طرف ثالث حذر من الهاشتاق في حد ذاته، واعتبر بعض رواد مواقع التواصل أنه مجرد "فخ من قبل الأجهزة الأمنية" للكشف عن دعاة عودة المظاهرات الشعبية.
واعتبروا أنها "خطة استباقية" للقبض على الراغبين في التظاهر قبل خروجهم في المسيرات الشعبية قبيل الاستفتاء الشعبي على التعديل الدستوري المقرر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.