الجزائر.. الكاميرا الخفية تهين روائيا شهيرا.. وشقيق الرئيس يتضامن معه
برنامج للكاميرا الخفية على قناة "إخبارية جزائرية" آثار موجة انتقادات واسعة بعد استضافة الروائي الجزائري والعالمي، رشيد بوجدرة
أحدث برنامج للكاميرا الخفية على قناة 'إخبارية جزائرية" موجة انتقادات واسعة في الشارع الجزائري بعد استضافة الروائي الجزائري والعالمي، رشيد بوجدرة، وإيقاعه في فخ الكاميرا الخفية بطريقة يرى كثيرون أنها كانت مهينة لشخصية يفترض على هذه القناة تكريمها لا إهانتها بهذا الشكل، حسب وصفهم.
قضية إهانة الروائي بوجدرة (البالغ من العمر 78 سنة) أخذت أبعادا أخرى بعد أن تحولت إلى قضية رأي عام في الجزائر، حيث نظم عشرات المثقفين والصحفيين والناشطين الحقوقيين والأكاديميين والمواطنين في العاصمة الجزائرية وقفة احتجاجية وتضامنية مع الروائي، رشيد بوجدرة، أمام مقر سلطة ضبط السمعي البصري، حيث طالبوا وزارة الاتصال الجزائرية وسلطة ضبط السمعي البصري باتخاذ إجراءات عقابية ضد "قناة النهار الإخبارية" لما تضمنه البرنامج (كما قال المحتجون) من إهانات بحق الرجل لا علاقة لها ببرنامج ترفيهي، وخروج فاضح عن هذا النوع من البرامج، متسائلين في الوقت ذاته: كيف يمكن لصحفي يعد تقارير إخبارية أن يقدم برنامجا من هذا النوع؟، ويستضيفون شخصية بهذا الحجم من أجل التسلية والترفيه؟ كما دعا المحتجون إلى منع بث هذا النوع من البرامج خاصة إذا كانت مسيئة لقيم المجتمع الجزائري.
من جانبه، قال الروائي رشيد بوجدرة، إن ما حدث له يعتبر "صدمة"، مضيفا أنه أبلغ مسؤولي القناة رفضه بث الحلقة، ومتعهدا بمقاضاة القناة ومعدي البرنامج، حيث برر قراره بأن القصية "تجاوزته وأصبحت قضية المجتمع الجزائري".
بدورها، أعربت الكاتبة الجزائرية ربيعة جلطي، عن تنديدها بما أسمته "العبث بالروائي رشيد بوجدرة"، حيث قالت: "حزنت جدا حين عبثوا بالروائي رشيد بوجدرة، لا غرو، فقد أمسينا نتفنن في صنوف الانتحار، ونتلذذ بثوانيه الأخيرة، نقطع أعضاءنا عضوا بعد الآخر، ونضحك مع الدم المتدفق من العروق المبتورة، إنه الانهزام العام، فليبحث كل واحد منا عن ضحية لطيفة، غير مؤذية، غير خطرة، غير مسلحة، غير مفخخة، ليعذب ذاته بكل أمان من خلالها، ونضحك على أنفسنا من خلال بوجدرة وعبر ما نملك من رموز".
أما الكاتب الجزائري، عاشور فني، فقد قال عبر صفحته على فيسبوك إن "ما حدث يعتبر جريمة تحت مسمى الكاميرا الخفية، التي أساءت إلى بوجدرة وكل المثقفين والروائيين والكتاب في الجزائر"، معتبر أن البرنامج التلفزيوني "كان بمثابة عنف رمزي ومعنوي في القنوات المحلية يجب الحد منه".
وفي سياق متصل، وتحت ضغط الوقفة الاحتجاجية، أدان مجلس السمعي البصري في بيان ما تعرض له الروائي بوجدرة من إهانة في برنامج الكاميرا الخفية على قناة "النهار الإخبارية"، ومعربا عن تضامنه معه، معتبرا أنها "تصرفات منتهكة لأحكام مدونة أخلاقيات المهنة"، كما أوضح البيان أن رئيس سلطة السمعي البصري في الجزائر، زواوي بن حمادي، قد استقبل الروائي رشيد بوجدرة. في المقابل، وقدم مدير قناة النهار الجزائرية أنيس رحماني، عبر صفحته على تويتر، اعتذارا إلى بوجدرة، معترفا بأن الحلقة تضمنت تجاوزات لأخلاقيات المهنة.
لكن المفاجأة التي لم يتوقعها الجميع في هذه الوقفة الاحتجاجية، عندما حضر شقيق الرئيس الجزائري سعيد بوتفليقة، إلى هذه الوقفة، حيث أعرب عن "تضامنه وتعاطفه مع الروائي والكاتب رشيد بوجدرة"، كما تبادل شقيق الرئيس الجزائري الحديث مع بوجدرة، حيث قال له "واش دارولك عار"، أي "ما تعرضت له يعتبر عارا"، وهي الخطوة التي رأى فيها البعض رسالة مشفرة إلى بعض الجهات ووسائل الإعلام المحسوبة على السلطة الجزائرية والتي أساءت لها أكثر مما نفعتها.
يذكر أن البرنامج الذي أثار استياء الجزائريين، كان قد استدعى الروائي والكاتب رشيد بوجدرة، لتسجيل حوار ثقافي معه، لكن الرجل تفاجأ باستفزازه من قبل صحفيين من خلال أسئلة تتعلق بتوجهاته الدينية وحرياته الشخصية، حيث حاولا إقناع الجمهور بأن بوجدرة شخص ملحد، في وقت سبق للروائي أن أكد أنه مسلم.
كما تفاجأ الروائي كذلك بخروج شخصين على أساس شرطيين جاءا لإلقاء القبض عليه بشكل ترهيبي، واستعمال السب والشتم وحتى العراك في البرنامج، لينسحب بوجدرة بعدها من البرنامج.