أزمة دبلوماسية بسبب مباراة اتحاد الجزائر والقوة الجوية العراقي
مواجهة اتحاد العاصمة الجزائري مع مضيفه القوة الجوية العراقي تتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين الشقيقين.. تعرف على التفاصيل
تسببت المباراة التي جمعت (الأحد) بين فريقي اتحاد الجزائر وضيفه القوة الجوية العراقي، في إياب دور الـ32 لبطولة كأس العرب للأندية الأبطال، في نشوب أزمة دبلوماسية غير متوقعة بين البلدين، بسبب هتافات بعض الجماهير الجزائرية التي اتخذت طابعا سياسيا تجاه العراق، بعدما قامت الجماهير بالهتاف باسم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
- اتحاد العاصمة يتأهل إلى دور الـ16 في البطولة العربية
- الجزائر تعرب عن "قلقها" من اشتباكات مليشيات طرابلس
وأصدرت وزارة الخارجية العراقية (الاثنين) بياناً استنكرت فيه سلوك بعض الجماهير الجزائرية الرياضية خلال مباراة القوة الجوية واتحاد الجزائر، والذين وصفهم البيان بـ"المغرضين"، معتبرا أن هتافات أنصار فريق اتحاد الجزائر "أساءت إلى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين.
ولم يتوقف بيان وزارة الخارجية العراقية عند الاستنكار، حيث أعلنت بغداد عن استدعاء السفير الجزائري "وأبلغته احتجاج ورفض العراق حكومة وشعباً لما بدر من بعض الجماهير الجزائرية.
وحمّلت وزارة الخارجية العراقية السلطات الجزائرية مسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين بالجزائر، ودعت إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الشعب العراقي المحب لأشقائه الجزائريين؛ والذي كان وما زال مثالاً ونموذجاً في التعامل الأخوي بعيداً عن أي لغة طائفية.
ودعا بيان الخارجية العراقية إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز في تلميع الوجه القبيح للنظام الديكتاتوري الصدامي البائد"، كما جاء في البيان، في وقت لم يصدر فيه بعد أي موقف جزائري رسمي.
وكانت مباراة اتحاد الجزائر والقوة الجوية، والتي أقيمت بملعب عمر حمادي بالعاصمة الجزائرية، شهدت قبل نهايتها بأقل من 20 دقيقة مغادرة لاعبي الفريق العراقي أرض الملعب، بعد أن ردد أنصار اتحاد الجزائر عبارات فيها "اسم الرئيس العراقي السابق صدام حسين" قالوا فيها "الله أكبر.. الله أكبر.. صدام حسين"، بحسب ما رصدته "بوابة العين الرياضية".
وتوقف اللقاء لعدة دقائق، غادر بعدها لاعبو الفريق العراقي إلى غرف تغيير الملابس، وتوجه حينها السفير العراقي المؤقت بالجزائر أركان حردان عبد الغفار إلى اللاعبين لإقناعهم بالعودة إلى الملعب، غير أنهم أصروا على إيقاف المباراة.
وانتظر الحكم الإماراتي محمد عبد الله حتى الدقيقة 88 قبل أن يطلق صافرة النهاية، معلناً فوز اتحاد الجزائر بهدفين لصفر، وتأهله إلى دور الـ16 من كأس العرب للأندية الأبطال.
وعقب ما حدث في الملعب، التقت "بوابة العين الرياضية" عددا من أنصار اتحاد العاصمة، حيث أعرب كثيرون منهم عن تفاجئهم من ردة فعل اللاعبين العراقيين بالانسحاب من المباراة.
وأكد عدد من أنصار الفريق الجزائري أن الشعارات التي أطلقوها لم يكن القصد منها الإساءة أو استفزاز الضيف العراقي، وأنها كانت عن حسن نية، وأجمعوا على أن "الغاية من تلك الهتافات كانت تشجيع الفريق العراقي والترحيب به وليس الإساءة له كما فُهم"، وبأنهم "اعتقدوا أن صدام حسين من رموز الشعب العراقي"، وشبهوا هتافاتهم "بتلك التي يطلقونها عن فلسطين في مختلف المباريات".
من جانب آخر، سارع عدد كبير من الجزائريين للدعوة إلى ضرورة احتواء الأزمة مع العراق، وأجمعت تعليقات الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على "التأكيد على حب العراق وعلى التاريخ المشترك بين الشعبين والبلدين منذ الثورة الجزائرية ومكانة العراق وشعبه في قلوب الجزائريين".
كما دعا عدد من الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي "إلى تجنب كل ما يثير حساسية الأشقاء في العراق وكل الدول العربية في المستقبل بالملاعب الجزائرية تفادياً لأي خلافات مع الدول العربية الشقيقة"، بحسب الردود التي رصدتها "بوابة العين الرياضية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك".
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز