إيطاليا تبدد مخاوف الجزائر بخصوص عقود الغاز
السفير الإيطالي في الجزائر يؤكد أن المفاوضات بين البلدين حول عقود الغاز تسير بشكل جيد، وأن موقف سوناطراك من الأوروبيين لا يخص إيطاليا.
أكدت إيطاليا على لسان سفيرها في الجزائر، باسكالي فيريرا، أن التصريحات الأخيرة للمدير العام لمجمع سوناطراك "لا تخص إيطاليا"، وأنها ترغب في إقامة علاقات في مجال الطاقة دائمة مع الجزائر.
وخلال تصريح أدلى له السفير الإيطالي لوكالة الأنباء الجزائرية، عمد فيريرا على تبديد مخاوف الجزائر بخصوص عقود توريد الغاز بين الجزائر وإيطاليا التي ستنتهي في 2019، وأكد أن "العلاقات التجارية مع الجزائر فيما يتعلق بعقود الغاز ستسفر عن نتائج جيدة، والمفاوضات بيننا تسير بشكل جيد، لأن الأمر يتعلق بطريق طويلة، ويمكننا بعد ذلك التفاوض حول التفاصيل الصغيرة والصعوبات"، مشيرا إلى أنه "لا يتكلم باسم الأوروبيين وإنما باسم إيطاليا".
- الجزائر.. الشرط الأوروبي لاستيراد الغاز "غير مقبول"
- واشنطن تسعى لإنهاء سيطرة روسيا على سوق الغاز الأوروبي عبر الجزائر
وأشار الدبلوماسي الإيطالي إلى وجود رغبة كبيرة لدى شركة "إيني" الإيطالية للاستثمار في الجزائر بشكل "أكبر من السابق"، خاصة في مجالات البتروكيمياويات والتنقيب عن النفط والغاز "خارج اليابسة، بهدف البحث عن فرص طاقوية جديدة".
وكان المدير العام لمجمع سوناطراك عبدالمؤمن ولد قدور أدلى بتصريح مفاجئ بداية هذا الأسبوع من هيوستن الأمريكية، صعد من خلاله لهجة الجزائر مع الأوروبيين فيما يتعلق "بأزمة عقود الغاز"، حيث اتهم من خلالها الأوروبيين بممارسة مساومات على الجزائر فيما يتعلق بعقود الغاز التي ستنتهي غالبيتها ما بين 2019 و2022.
كما اعتبر ولد قدور أن الشروط الأوروبية لضمان تأمين تزويدها بالغاز الجزائري "غير المقبولة"، خاصة ما تعلق بتحرير السوق واشتراط أسعار منخفضة وعقود قصيرة الأمد، وهي الشروط التي تراها الجزائر أنها تعجيزية، خاصة أنها تمد أوروبا بالغاز عبر 3 أنابيب عابرة للقارات من بينها أنبوبان يربطان الجزائر بإسبانيا، والثالث يربط الجزائر بإيطاليا، وهو ما يضمن للأوروبيين 30% من احتياجاتهم الغازية من الجزائر، حيث تعد شركة سوناطراك الجزائرية ثاني أكبر ممون لأوروبا بالغاز بعد غاز بروم الروسية.
وقال ولد قدور في تصريحات صحفية "إن موقف أوروبا غير واضح بشكل كاف، فتارة يُبدون رغبتهم في إقامة علاقات طويلة الأمد من أجل ضمان أمن التموين، وتارة أخرى يطالبون بتحرير السوق".
وأضاف "أن أوروبا تفرض شروطاً غير مقبولة، ويجب عليها أن تعرف ماذا تريد بالضبط، لكنها لم تعد تريد عقوداً طويلة الأمد، بل سوقاً حرة يتم فيها شراء الغاز عندما تجد نفسها في وضعية صعبة في مجال التموين من روسيا".
وتقود الجزائر والاتحاد الأوروبي مفاوضات منذ شهر إبريل/نيسان 2017، للتوصل لصيغة ترضي الطرفين، غير أن الملف بقي عالقا بسبب إصرار الأوروبيين على تغيير مدة العقود إلى عقود قصيرة الأجل، وبأسعار تنافسية.
في هذه الأثناء، كشفت الجزائر عن احتياطاتها من النفط، حسب ما صرح به نائب المدير العام لسوناطراك المكلف بنشاطات الاستكشاف والإنتاج، صالح مكموش، في تصريحات صحفية، التي قدرها بنحو 4 ملايين طن "كاحتياطات ثابتة منذ 2005".
بينما قدر المسؤول الجزائري الموارد غير المستغلة من النفط بحوالي 300 مليار برميل من النفط الخام، موضحا في السياق أن نسبة الإنتاج الجزائري من الغاز تمثل 65% ومن البترول 35%.
وكانت الصادرات الجزائرية من الغاز شهدت ارتفاعا طفيفا في 2017، إذ بلغت 55 مليار متر مكعب، مقابل 54 مليار متر مكعب في 2016، في حين فاقت صادرتها من المحروقات الـ90% من حجم الصادرات الإجمالي في 2017، وبلغت 32.86 مليار دولار، مرتفعة عن عام 2016 بـ6.64 مليار دولار، حيث وصلت إلى 28.22 مليار دولار.
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA==
جزيرة ام اند امز