واشنطن تسعى لإنهاء سيطرة روسيا على سوق الغاز الأوروبي عبر الجزائر
مسؤولون أمريكيون يشجعون حكومة الجزائر على ضرورة رفع صادرات الطاقة إلى السوق الأوروبي.
شجع مسؤول أمريكي خلال الاجتماع الثاني للمنتدى الجزائري الأمريكي حول الطاقة المنعقد بمدينة هيوستن، حكومة الجزائر على ضرورة رفع صادرات الطاقة إلى السوق الأوروبي.
وقالت نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية والتجارية، ساندرا أودكيرك، إن بلادها تدعو الجزائر لرفع صادرات الطاقة نحو أوروبا.
كما أقرت المسؤولة الأمريكية في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، بوجود رغبة أمريكية في إطلاق شراكة مع الجزائر .
تصريحات الدبلوماسية الأمريكية، رأى فيه خبراء اقتصاديون، سعياً أمريكياً جديدا لكسر هيمنة روسيا على سوق الغاز الأوروبي عبر "بوابة الجزائر"، وهو البلد الذي يعد المنافس الثالث لموسكو بعد النرويج على تلك الأسواق منذ عقود.
وخصصت المسؤولة الأمريكية معظم حديثها عن الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي، حيث أكدت أن "مكتب استراتيجيات الطاقة الأمريكي يدعم مجهودات تنويع التموين وسبل نقل الطاقة نحو أوروبا، خاصة وأن الجزائر مزود كبير بالطاقة لهذه القارة".
ويرى خبراء ومختصون في الجزائر، أن السعي الأمريكي قد يجد ما يشجعه لدى الطرف الجزائري، خاصة وأنهما يتقاسمان المخاوف من المشروع الروسي الذي كشفت عنه نهاية العام الماضي.
وأطلقت روسيا شهر ديسمبر الماضي مشروع "يامال" وهو أكبر مشروع غازي في العالم بقيمة 27 مليار دولار، وهو المشروع الذي يهدف إلى إمداد القارة الآسيوية بنحو 54 % من الغاز الروسي، و46 % منه إلى أوروبا، خاصة وأنه مشروع مشترك مع شركات فرنسية وصينية.
وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور جمال بركات، لـ "بوابة العين الإخبارية"، " عرض واشنطن مدروس جيدا، فهو يتزامن من جهة مع قرب انتهاء العقود الطويلة الأجل مع الأوروبيين التي باتت نقطة خلاف بين الجانبين، وأي تعاون وثيق مع واشنطن يزيد من حظوظ الجزائر في الاستفادة من أسواق جديدة وبأسعار تنافسية ترضي جميع الأطراف، خاصة وأنه مطلب رئيسي للأوروبيين".
وأضاف " زحف غاز بروم الروسية الذي يستهدف السيطرة على السوق الأوروبي على المدى البعيد، بات مصدر قلق للجزائر أيضا، التي تعاني من أزمة اقتصادية وتعول على زيادة صادرتها النفطية"
في الوقت نفسه شكك اقتصاديون في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الجزائر وواشنطن على الأقل في المدى القريب، ويؤكدون على ذلك بالتعهد الذي قدمه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شهر يوليو الماضي في القمة التي انعقدت بحضور 12 رئيساً أوروبياً "بترقية صادرات الغاز الطبيعي نحو هذه البلدان".
وكانت شركة سوناطراك قد كشفت في 2016 عن مخطط استثماري بقيمة 73 مليار دولار، يهدف إلى زيادة إنتاجها من الطاقة إلى أكثر من 143 مليار متر مكعب في 2018، و165 مليار متر مكعب في 2020.
كما يهدف إلى ضمان بقاء الجزائر كممون موثوق لأوروبا من الغاز، حيث تستورد أوروبا من الجزائر 30 % من احتياجاتها من الجزائر، عبر ثلاثة أنابيب.