تأجيل القضية الأضخم بالجزائر.. 102 متهم في جريمة "حرق وسحل جمال"
أجّل القضاء الجزائري، الثلاثاء، محاكمة المتهمين في جريمة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل في العام الماضي.
الجريمة التي تعد الأضخم من نوعها في تاريخ القضاء الجزائري والمتورط فيها 102 شخص، دخلت أروقة المحكمة بعد عام كامل من التحقيقات الأمنية والقضائية.
- جريمة تهز الجزائر.. شاب سافر للمساعدة في إطفاء الحرائق فقتلوه وحرقوه
- الحكم الثالث.. السجن 3 سنوات لـ"أرشيف إخوان الجزائر"
وأصدرت محكمة الجنايات بمنطقة "الدار البيضاء" في الجزائر العاصمة قراراً بتأجيل المحاكمة إلى الدورة القضائية المقبلة التي تنطلق في سبتمبر/أيلول المقبل، وسط تعزيزات أمنية مشددة، بدأت منذ أمس الإثنين.
ومن أصل 102 متهم حضر إلى قاعة المحكمة 97 متهماً والبقية في حالة فرار، وهم المتهمون في جريمة قتل وحرق والتنكيل بالشاب جمال بن إسماعيل بمنطقة "ناث إيراثن" السنة الماضية، خلال تنقله لمساعدة أهاليها على إخماد نيران الغابات التي اندلعت بها.
وصدر القرار بعد أن طلبت هيئة الدفاع إحضار أقراص مضغوطة وتوفير أجهزة سمعية وبصرية لـ"الاستناد إليها كأدلة"، وكذا بعد غياب عدد من أعضاء هيئة الدفاع.
ومن بين المتهمين 30 شرطياً و9 في حالة فرار، ومسؤولون في شركة "اتصالات الجزائر" بمحافظة تيزيوزو.
وبدا والد المغدور جمال متأثراً بعد دخول المتهمين، حيث سارع لتغيير مكانه في قاعة المحكمة بعيداً عنهم.
11 تهمة ثقيلة
وتضم لائحة الاتهام "القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، وتعريض حياة الأشخاص وأمنهم للخطر والمساس بممتلكاتهم، وجناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد".
بالإضافة إلى "جناية الاعتداء الذي يكون الغرض منه المساس بوحدة التراب الوطني، وجناية المؤامرة التي يكون الغرض منها ارتكاب الجنايات، وجناية إنشاء وتأسيس وتنظيم وتسيير جماعة، وكذا جنحة التجمهر المسلح".
علاوة على "جنحة التعدي بالعنف على رجال القوة العمومية أثناء مهامها، وجنحة تخريب ملك الغير، وجنحة تمييز وخطاب الكراهية، وجنحة تلقي أموال من خارج الوطن".
الجريمة الوحشية
واهتزت الجزائر، صيف السنة الماضية، على وقع جريمة غير مسبوقة في توقيتها وطريقة تنفيذها، والتي تزامنت مع حرائق الغابات التي اجتاحت 20 محافظة وخلفت مقتل أكثر من 100 شخص.
جريمة بشعة راح ضحيتها الشاب والفنان جمال بن إسماعيل، الذي انتقل خصيصاً لإخماد النيران فقتلوه حرقاً ونكلوا بجثته بسحلها وسط المدينة.
ولم تكن صدمة الرأي العام في الجزائر من طريقة تنفيذ الجريمة فقط، بل في مكانها وزمانها، خاصة أن ضحيتها شاب قدم من محافظة أخرى للمساعدة في إخماد حرائق الغابات بمحافظة تيزيوزو، فكانت نهايته "القتل حرقاً".
وظهر أنه فنان موسيقي ومغنٍ وكاتب أغان وعازف على عدد من الآلات الموسيقية ورسام، ومتطوع أيضاً في جمعيات خيرية، ويُعرف في الوسط الفني المحلي بـ"جيمي"، وينحدر من منطقة "مليانة" التابعة لمحافظة عين الدفلى.
وأظهر النشطاء أغنيات أداها الفنان المغدور للجزائر من كلماته وألحانه، عبر فيها عن عشقه لبلاده وارتباطه بها.
وكشفت الاعترافات التي أدلى بها عدد من الموقوفين العام الماضي، وبثها التلفزيون الجزائري الحكومي تورط "حركة الماك الانفصالية" في قضية قتل الشاب جمال، وكانت القضية من أسباب تصنيفها "تنظيماً إرهابياً" مع حركة "رشاد" الإخوانية بعد ثبوت تورطهما أيضاً في حرائق الغابات المهولة التي ضربت الجزائر السنة الماضية.