بحيرة "أم لحناش".. لوحة أوروبية نادرة على أرض الجزائر
هل أخذت أوروبا جمال طبيعتها من الجزائر أم العكس؟.. المؤكد أن هذا البلد العربي يجتمع فيه السحر الطبيعي للقارات الخمس.
ولم يخطئ من قال إن الجزائر "عملاق سياحي نائم"، فهو بلد ينام على ثروة سياحية يصعب جردها أو حصرها في منطقة دون الأخرى.
- شاطئ "المريسة".. "مالديف الجزائر" ينتظر السياح
- "تيزغلبان".. الغابة "الساحرة" التي قهرت تغير المناخ في الجزائر (صور)
ولا غرابة في أن تجد بهذا البلد العربي والأفريقي والمتوسطي الضارب في التاريخ سحرا طبيعيا، حتى وإن كان بعضه يشبه مناطق أخرى من هذا العالم، إلا أن معظمه "سحر جزائري خالص".
ومن بين أشهر الأماكن في الجزائر التي تجذب مئات السياح سنوياً توجد بحيرة "أم لحناش"، الواقعة في الساحل الشرقي للجزائر، التي تعد لوحة طبيعية تستقطب الكثير من السياح، خاصة هواة التخييم.
بحيرة لا يتشوه جمالها في أي فصل من فصول العام، بل تبدو كتلك الفتاة فائقة الجمال التي تتقن الحفاظ على جمالها مهما كانت الظروف.
وما يزدها جمالا مبهرا أنها تقع في غابة "جبل تامزقيدة" بمحافظة جيجل التي تسمى "عروس البحر المتوسط"، وهو الموقع الذي جعلها منطقة لواحدة من أجمل وأروع المناظر الطبيعية في الجزائر والعالم، خاصة إذا كان هذا الجمال محروس بأشجار من كل جهة.
من بين مميزات بحيرة "أم لحناش" أنها ثاني أعلى بحيرة في الجزائر، حيث ترتفع عن سطح البحر بـ1250 مترا.
أما ما يجعلها متفردة عن بقية بحيرات الجزائر أنها البحيرة الوحيدة التي تحيط بها مجموعة من السلاسل الجبلية، وهي سلسلة جبال "قروش" وسلسلة جبال "تبابورت"، و"سرج الغول".
سر التسمية
يا له من اسم غريب، بل مرعب، ورغم جمالها الخلاب إلا أن اسم هذه البحيرة "أم لحناش" قد يدعو البعض إلى التفكير قبل التوجه إليها.
"أم لحناش" أو "أم الأفاعي" هكذا هو اسم هذه البحيرة الجميلة في الجزائر، وتضاربت التفسيرات حول أسرار تسميتها بهذا الشكل، خصوصا من أهالي محافظتي جيجل وميلة.
ولا يعرف حتى الآن إن كانت حقيقة أم أسطورة، إلا أن ما يتم تداوله بين الأهالي هو أن هذه البحيرة كان بها "أفعى ضخمة" تعيش بها، بينما يذهب آخرون إلى القول إن البحيرة كانت "منذ مئات السنين موطئاً لمئات الأفاعي".
غير أن قاصدي بحيرة "أم لحناش" من السياح ينفون ذلك، ويؤكدون أنها خالية تماماً من الأفاعي، ويستدلون على ذلك بأنها منطقة للتخييم والرياضة الجيلية.
مقصد للتخييم
وعلى مدار جميع فصول العام حافظت بحيرة "أم لحناش" على وهجها السياحي، إذ تعد من أكثر البحيرات الجزائرية التي يقصدها هواة وعشاق التخييم والمغامرات.
ولا يقل عدد الخيم التي يتم نصبها في كل مرة عن 40 خيمة، تشرف عليها جمعيات سياحية محلية.
حتى إنها تستقطب الكثير من السياح والمخيمين من عدة محافظات جزائرية، بينها الجزائر العاصمة، عنابة، بجاية، قسنطينة، وهي النشاطات التي تستهدف إعادة تنشيط السياحة الجبلية في الجزائر.