التسوية في ليبيا.. تنسيق تونسي جزائري مصري لحل سلمي
تنسيق تونسي جزائري مصري من أجل حل سلمي لأزمة ليبيا يساعد هذا البلد على إخراج المرتزقة واستكمال خارطة طريقه نحو الاستقرار.
وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي التقى، الإثنين، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في العاصمة تونس، للتنسيق المشترك للاجتماع المرتقب لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، أواخر الشهر أغسطس/ آب الجاري.
وبحسب الحساب الرسمي لوزارة الخارجية التونسية عبر موقع فيسبوك، أكد الوزيران التزام البلدين بالتنسيق والتشاور في أهمّ القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وبحث أفق الاستحقاقات المنتظرة كاجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وفي وقت سابق، التقى الوزير الجزائري، في تونس، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا يان كوبيتش، للتحشيد لإنجاح المؤتمر الوزاري المرتقب لدول الجوار الليبي.
يأتي ذلك فيما أعلنت واشنطن ترحيبها بمبادرة الجزائر كجزء من الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا والمنطقة، وتأمين انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
وأفادت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا بأن وزير الخارجية الجزائرية رمطان العمامرة أطلع السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند على خطط بلادة لاستضافة وزراء خارجية دول الجوار دعما لانتخابات ليبيا.
الكاتب والمحلل السياسي التونسي المختص بالشأن الليبي، رافع الطيب، يرى أن المؤتمر يأتي عقب ترسخ القناعة لدى دول الطوق الليبي بأن المسار السياسي دخل مأزقا وأن الحرب الاهلية بدأت تطل برأسها.
وقال الطيب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الجزائر قررت -بتنسيق مسبق مع تونس والقاهرة- عقد المبادرة لفتح مسالك جديدة للحل السياسي بعيدا عن إملاءات البعثة الأممية التي أصبحت منذ مدة جزءا من المشكلة عوض الانخراط في البحث عن الحلول".
وأشار إلى أن "الملفت في المبادرة هو التقارب المتسارع بين القاهرة والجزائر، وارتفاع منسوب التنسيق بين العاصمتين المؤثرتين في الجوار كما في الداخل الليبي".وأوضح أن هذا التنسيق في المواقف جعل العديد من القوى الإقليمية تعيد حساباتها وتعمل على إرباك الوضع الأمني بما في ذلك تحريك الأذرع المليشياوية على غرار ما أقدمت عليه تركيا مؤخرا من تثبيت تمركزات المرتزقة في الغرب الليبي على مشارف الحدود التونسية والجزائرية، إضافة إلى التدخل في ملفات داخلية سياسية وسيادية لتونس.
من جانبه، اعتبر نائب وزير الخارجية المصري السابق للشئون الإفريقية، السفير علي الحفني، أن العلاقات المصرية الجزائرية حققت طفرة كبيرة في مجال التفاهم والتنسيق في كافة الملفات وعلى رأسها الملف الليبي.
وأوضح أن الأوضاع الأمنية في شمال أفريقيا وخاصة ليبيا تدفع دول الجوار إلى مزيد من التفاهم والتنسيق الأمني والسياسي فيما بينهم، لافتا إلى أن الدول الثلاث تضغط من أجل استكمال خارطة الطريق وتنفيذ قرارات اللجنة العسكرية المشتركة الخاصة بدمج المليشيات وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية نهائيا.