جرائم المليشيات تدفع القبائل لإغلاق المياه عن الغرب الليبي
اضطرت القبائل الليبية جنوب البلاد لإغلاق المياه في مشروع النهر الصناعي عن العاصمة والغرب الليبي جراء انتهاكات المليشيات.
وأجبرت انتهاكات المليشيات من احتجاز سياسيين ليبيين مشمولين بقانون العفو العام وتمنع عنهم الدواء مع تدهور وضعهم الصحي، القبائل على التصعيد للإفراج عنهم.
وأعلن جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي في ليبيا إيقاف ضخ المياه اعتبارا من اليوم السبت عن جميع المدن والقرى الواقعة في مسارات منظومة الحساونة سهل الجفارة –العاصمة والغرب الليبي- استجابة لضغوطات تطالب بالإفراج عن مدير المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي.
وكانت القبائل الليبية -خاصة المقارحة- في الجنوب الليبي قد أمهلت الخميس الماضي، الحكومة الليبية 72 ساعة للإفراج عن المسؤول الأمني السابق عبد الله السنوسي، المحتجز من قبل المليشيات في العاصمة طرابلس بعد تدهور وضعه الصحي جراء إصابته بالسرطان ومنع المليشيات الدواء عنه، حسب بيانهم.
مطالبات حقوقية
ومن جانبها طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا رئيس حكومة الوحدة الوطنية وبعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا بسرعة التدخل من أجل السماح بمنح السنوسي الدواء الخاص به، وفتح الزيارات الطبية الدورية له بشكل عاجل.
وأكدت أن منع وحرمان السجناء والمحتجزين من حقوقهم وعلى رأسها تلقي العلاج والرعاية الصحية والزيارات الطبية واجراء الفحوصات، يشكل انتهاكا جسيما لسيادة القانون والعدالة وما نصت عليه المواد (42) و (43) و (44) و (46) من الفصل السابع فيما يتعلق بالرعاية الطبية للنزلاء في أحكام القانون رقم (5) لسنة 2005.
وأكدت في الوقت نفسه أن إغلاق منظومة النهر الصناعي، وقطع إمدادات المياه عن مليوني نسمه بمدينة طرابلس وضواحيها، من شأنه أن يفاقم من معاناة الليبيين المدنيين الإنسانية، وأن قطع إمدادات المياه عن السكان يمثل جريمة يعاقب عليها القانون الوطني والدولى.
السنوسي والمليشيات
وكان مشايخ ومكونات اجتماعية من المنطقة الجنوبية في ليبيا قد نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة - سبها لمساندة المعتقلين والأسرى في سجون المليشيات.
وأدانوا المعاملة السيئة التي يتعرض لها السجناء السياسيون وفي طليعتهم عبدالله السنوسي، مدير المخابرات الليبية السابق، الذي يعاني مرض السرطان دون التفات سجانيه إلى حالته الصحية المتدهورة ومنع الدواء عنه وزيارات الأطباء.
وهدد أهالي المنطقة الجنوبية بتصعيد كبير ضد قادة المليشيات في حال لم يتم إخلاء سبيل السنوسي الذي شمله قانون العفو العام الصادر من البرلمان الليبي في عام ٢٠١٧.
وأكدت عائلة السنوسي أنهم فقدوا الاتصال بوالدهم منذ قرابة ٨ أشهر، ولم يتمكنوا من التواصل معه بسبب الحصار الشامل الذي تفرضه المليشيات عليه داخل سجنه بقاعدة معيتيقة الجوية بالعاصمة الليبية طرابلس.
شريان الحياة
والنهر الصناعي العظيم هو مشروع ضخم وضع حجر أساسه عام 1984 لنقل المياه الجوفية إلى المناطق الزراعية والكثافة السكانية في الشمال بتكلفة 35 مليار دولار.
يتكون من 1300 بئر عميقة أغلبها 500 متر، وتمتد الأنابيب لمسافة 4000 كيلومتر في 6 منظومات، من الجنوب الشرقي والغربي إلى الشمال، لنقل 6.5 مليون متر مكعب من المياه يوميا إلى المدن الرئيسية الكبرى، خاصة "الزاوية وطرابلس وبنغازي وطبرق وسرت وإجدابيا".