تركيا تجند "ذباب الإخوان" ضد موقف الجزائر حول ليبيا
جزائريون يقودون حملات مضادة ضد الهجمة الإخوانية الإلكترونية على بلدهم والداعمة لأردوغان وإرهابه في ليبيا
ليست وحدها حشرة "البعوض النمر" وفيروس كورونا حاليا يهددان حياة الجزائريين، بل إطلاق تركيا ذبابها الإخواني في البلاد مؤخراً، خطر ثالث يحدق بهذا البلد العربي.
عملاء تركيا وذبابها الإلكتروني من الإخوان أطلقوا حملة ممنهجة للتهكم على الجزائر وقياداتها على خلفية رفضها وانتقادها للدور التركي المشبوه في ليبيا.
- "إخوان الجزائر".. خنجر تركيا في خاصرة بلد "المليون شهيد"
- تبون: ليبيا تتجه للسيناريو السوري والحل ليس عسكريا
وسجل الجزائريون في الأسابيع الأخيرة "ظهور بؤر" لما وصفوه بـ"سرب البعوض الإخواني" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدا عدم اصطفاف الجزائر مع الحلف التركي في ليبيا، كما يمجد السلطان العثماني أردوغان.
حملة الإخوان الإلكترونية ضد الجزائر، جاءت ممنهجة حيث كانت في توقيت واحد بداخل البلاد وخارجها، وتقودها صفحات إلكترونية إخوانية مجهولة المصدر، وأخرى لصحفيين ونشطاء سارعوا للكشف عن وجههم الإخواني القبيح، ودعمهم للإرهاب الذي يمارسه النظام التركي في ليبيا.
ووفقا لمراقبين فإن تلك الجهات ذاتها التي كانت وقوداً لحملات سابقة مدعومة من قطر ضد دول عربية، على رأسها مصر وسوريا والسعودية، عادت للظهور مجدداً بـ"أمر تركي" لاستهداف الجزائر وجيشها.
وتوحدت الصفحات الإخوانية للتشويش على موقف الجزائر من الأزمة الليبية ومقارنته بما يسمونه زورا وبهتاتاً بـ"وقوف أردوغان المشرف مع ليبيا"، وأخرى تدعو إلى "التسريع في التحالف بين دول المغرب وتركيا"، بالإضافة إلى وصف أردوغان بـ"زعيم الأمة"، معلنين بذلك "تبعيتهم المطلقة للنظام التركي على حساب وطنهم.
واللافت فيما وصفه المراقبون بـ"حملة التكالب الإخواني التركي" على الجزائر، أنها حملة منظمة وفق "أجندة محددة وسقف عالٍ من الخيانة"، تعتمد على مصطلحات موحدة وأفكار هدامة تخدم المخطط الشيطاني للنظام التركي.
خطر قادم
وأشار خبراء أمنيون لـ"العين الإخبارية" إلى أن مصطلح "أردوغان زعيم الأمة" يتعدى التسمية إلى "عنوان مشروع قادم"، ومؤشر على "شيء ما يتم التجهيز له في دهاليز الإخوان وعاصمتي الخراب أنقرة والدوحة، يتم من خلاله تهيئة الجزائريين وشعوب المنطقة لأسوأ الاحتمالات".
وأشار الخبراء إلى أن من يقف وراء تلك الهجمة الممنهجة يهدف لوضع الجزائريين أمام أسوأ الخيارات: إما قبول الدور التركي في المنطقة أو جر البلاد إلى السيناريو السوري والليبي.
كما كثفت تلك الصفحات الإخوانية في الجزائر من "الدروس الملغمة" للتأثير في موقف الجزائريين الرافض لدور أردوغان بليبيا، بينها منشورات التباكي على ما يسمونه "الخطر الذي يحاصر تركيا المسلمة في عدة دول".
هجوم مضاد
وبعد الحمة الإخوانية سرعان ما رد عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعى بالسخرية وتذكير أصحابها بـ"العلاقات الحميمية بين نظام أردوغان وإسرائيل" وحجم المبادلات التجارية والاستثمارات منذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا.
كما أبرز الجزائريون في تغريداتهم سياسة النفاق الذي ينتهجه أردوغان في المنطقة، مذكرين "الذباب الإخواني" بما أسموه بـ"وعد أردوغان الفاشوش" لإنقاذ غزة، وتوجيه جنوده إلى سوريا وليبيا، وخلق تنظيمات إرهابية تستهدف بلاد العرب وغيرها.
في مقابل ذلك، رد عددا من المثقفين والنشطاء بحملة إلكترونية مضادة، حذرت من خطر الأفكار التي يروج لها الإخوان، مؤكدين أن "المشروع الإخواني هدفه الوحيد كسر الدول والجيوش وإعادة إحياء الخلافة العثمانية الأردوغانية".
وأشار الصحفي بالتلفزيون الجزائري جمال معافة إلى السلوك العدواني الذي يقابل به الذباب الإخواني كل منشور ينتقد أردوغان ودور تركيا الخبيث في المنطقة،قائلاً بمنشور على صفحته بفيسبوك إن "كتابة منشورات عن المشاريع الإخوانية في الجزائر يحرك كتائبهم ومليشياتهم الذبابية الفايسبوكية".