الشركات الوطنية كلمة السر.. كيف تخطط الجزائر لإحداث نهضة كروية؟
تخطط الجزائر لإحداث نهضة كروية تسمح للأندية المحلية بالمنافسة على الألقاب الإقليمية والقارية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفشلت الأندية الجزائرية في فرض نفسها على الساحتين المحلية والقارية خلال السنوات الأخيرة، مما أثار موجة كبيرة من الانتقادات لدى الملاحظين والمتابعين.
ولم يتوج أي ناد جزائري بلقب دوري أبطال أفريقيا منذ نسخة عام 2014 التي فاز بها وفاق سطيف على حساب فيتا كلوب الكونغولي. كما لم يسبق لأي فريق جزائري أن فاز بلقب النسخة الجديدة من كأس الكونفدرالية الأفريقية منذ عام 2004.
على الصعيد العربي، لم يفز أي ناد جزائري بلقب بطولة كأس العرب للأندية الأبطال منذ نسخة عام 2013 التي توج بها اتحاد العاصمة.
وتستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية أسباب إخفاقات الفرق الجزائرية، والخطة المرتقبة من أجل إعادتها مجددا إلى طريق البطولات.
أزمات مالية خانقة
تعاني معظم الأندية الجزائرية من مشاكل مادية كبيرة أثرت على تنافسيتها على الصعيدين القاري والإقليمي خلال السنوات الأخيرة.
واضطرت الفرق الجزائرية لبيع معظم نجومها للأندية العربية والأوروبية طوال السنوات الأخيرة جراء الأزمات المادية التي ضربتها والتي هزت استقرارها.
وباستثناء أندية مولودية الجزائر، واتحاد الجزائر، وشباب بلوزداد، وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة المملوكة من قبل الشركات الوطنية، فإن باقي الفرق ترزح تحت طائلة الصعوبات المالية الخانقة.
وتحتفظ الذاكرة في هذا الإطار بعدة مشاكل حصلت للأندية الجزائرية جراء الأزمات المالية، حيث كاد نادي اتحاد العاصمة ينسحب من بطولة دوري أبطال أفريقيا لعام 2019 بسبب فشله في توفير طائرة تقله للنيجر من أجل ملاقاة نادي سونيديب.
كما شهد نادي وفاق سطيف هجرة جماعية لنجومه بسبب عدم حصولهم على مستحقاته المادية، على غرار حسام الدين غشة الذي رحل لنادي أنطاليا سبور التركي.
كما تعرض نادي شبيبة القبائل لعقوبة المنع من التعاقد مع لاعبين جدد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بسبب عدم خلاص مستحقات لاعبين ومدربين سابقين.
الشركات الوطنية هي الحل
هذه الوضعية الرياضية الصعبة التي تعيشها معظم الأندية الجزائرية دفعت بالسلطات الجزائرية للتدخل من خلال تكليف الشركات الوطنية برعايتها.
وفي هذا الصدد، قام مشغل هاتف شهير بشراء أغلبية أسهم النادي القبائلي وأصبح المالك الرسمي له على أمل ضخ أموال طائلة انطلاقا من الموسم المقبل بهدف بناء فريق قوي.
من جهته، اقترب نادي وفاق سطيف من الخروج من النفق المظلم، حيث اقتربت إحدى الشركات الوطنية الكبرى المتخصصة في مجال التزويد بالطاقة الكهربائية والغازية من الاستحواذ على معظم أسهمه.
وتؤكد كل المؤشرات أن كل أندية الدوري الجزائري في الجزائر ستستفيد من الدعم العمومي عبر الشركات الوطنية صاحبة الإمكانات المادية الضخمة.
هذه القرارات التاريخية تبشر بحصول نهضة كروية في الجزائر قد تسمح للأندية المحلية باستعادة عافيتها المالية، وهو ما سيسمح لها بالمنافسة الجدية على الألقاب العربية والأفريقية.
يذكر أن الدولة الجزائرية قامت في وقت سابق بالاستثمار في البنية التحتية من خلال بناء عدة ملاعب تستجيب للمواصفات العالمية.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA== جزيرة ام اند امز