بـ30 عرضا فنيا.. مسرح الشارع يخترق وهران الجزائرية (صور)
وهران الجزائرية، لم تعد هذه الأيام فقط قبلة متوسطية رياضية، بل مدينة ثقافية بامتياز أعادت إحياء المدينة التي لا تنام.
ومنذ السبت الماضي، بدأت وهران "عاصمة الغرب الجزائري" في استضافة الدورة الـ31 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بمشاركة 26 بلدا.
- معرض الجزائر للكتاب.. 1250 دار نشر وإيطاليا ضيف شرف
- "الطبابلة".. فلكور جزائري عريق لإحياء السنة الأمازيغية
هذا الموعد الرياضي الدولي، كان فرصة استغلتها السلطات المحلية للمحافظة لتحويل وهران إلى ما يشبه "العاصمة الثقافية والفنية".
معرض للكتاب
وتحتضن مكتبة "بختي بن عودة"، معرضاً للكتاب، تشارك فيه 300 دور نشر جزائرية بأكثر من 8 آلاف عنوان، معظمها إصدارات علمية وأكاديمية وفكرية وأدبية.
وفق إدارة المكتبة، فإن المعرض يهدف إلى ترقية الكتاب الجزائري و"معرفة تطور صناعة النشر في الجزائر"، بالإضافة إلى منح الفرصة للمؤلفين للتعريف بـ"إبداعاتهم في مختلف التخصصات"، وكذا تشجيع المطالعة.
مسرح الشارع
ومن بين أبرز النشاطات الثقافية التي تحتضنها محافظة وهران الجزائرية "أيام مسرح الشارع" و"أيام المسرح المتوسطي".
وبـ30 عرضاً فنياً، تزينت وهران بشوارعها ومقاهيها الشعبية بعروض مسرحية باستعمال الدمى والعرائس، وعروض الحكواتي المعروف في الجزائر باسم "القوال".
وخصصت السلطات المحلية لوهران مساحات واسعة لهذه النشاطات المسرحية غير المسبوقة في الجزائر، خصوصاً في الساحات الكبرى للمدينة من بينها ساحة "الدرب" والمقاهي، بالإضافة إلى سواحل المدينة على رأسها ساحل "سيدي الهواري".
بالإضافة إلى احتضان حدائق المدينة العروض المسرحية المتنوعة، وأيضا قطارات وهران التي استفاد زبائنها من عروض الحكواتي.
وأوضحت الجهات المنظمة للعروض المسرحية بأن الهدف منها هو أن "تصبح حدثاً دورياً تحتضنه وهران كل عام".
وكذا إعادة تكريس ثقافة المسرح في كل مكان ومنح مرافقة ثقافية وفنية للحدث الرياضي الدولي الخاص بألعاب البحر المتوسط.
وبمسرح "عبد القادر علولة" بُرمجت عدة أعمال مسرحية متوسطية من خلال "الأيام الوطنية للمسرح المتوسطي".
ويشارك فيه المسرح الجزائري بعرض "جي بي أس"، ومسرح محافظة وهران بـ"معروض للهوى".
بالإضافة عروض من تونس ومصر وإيطاليا، وكذا مسرحية "الطاعون" من فرنسا لألبير كامي.
مهرجانات فنية
وهران مدينة طابع الراي الجزائري والعالمي، تمكنت هذه المرة من اختطاف مهرجان الراي من جارتها محافظة سيدي بلعباس.
كما تحتضن وهران أيضا "المهرجان الدولي للرقص الشعبي"، و"المهرجان المحلي للأغنية الوهرانية".
وأكد منظمو هذه المهرجانات بأن هدفها "إضفاء حركية على المشهد الثقافي الراكد في وهران" منذ عدة سنوات، وإعادة وهج المدينة الفني الذي كان قبل تسعينيات القرن الماضي.
معرض ما قبل التاريخ
نشاط ثقافي مميز آخر، تحتضنه مدينة وهران في المتحف العمومي "أحمد زبانة"، والذي خصص لـ"حضارة عصور ما قبل التاريخ"، حيث أبرز "تألق الأسلاف الذين صنعوا الحضارة الجزائرية ونشروا أولى الثقافات الإنسانية"، وفق إدارة المتحف.
ولفتت وزارة الثقافة الجزائرية إلى أن المغرض "يحاكي كل تاريخ الجزائر في فترة ما قبل التاريخ، ويبرز الاكتشافات العديدة والمتعددة التي تثبت أن الجزائر قارة تضم عدة حضارات ومرت بحقب تاريخية".
واستدلت على ذلك بموقع "عين بوشريط" الذي كشفت عن أن به "بقايا حضارة إنسانية ضاربة في عمق التاريخ"، بالإضافة إلى الموقع الأثري "عين حنش" الذي يعود تاريخه إلى 1.8 مليون سنة قبل الميلاد.