"الطبابلة".. فلكور جزائري عريق لإحياء السنة الأمازيغية
يحتفل أمازيغ الجزائر بالسنة الأمازيغية الجديدة 2964، بطقوس وأجواء احتفالية مميزة تختلف من منطقة لأخرى.
واحتفالات السنة الأمازيغية تكشف عن ذلك التنوع والثراء الثقافي الذي تزخر به الجزائر، والمستمد منذ مئات السنين، لا يتوقف فقط عن أكلات تقليدية أو معارض فنية، بل يكون فيها الفلكور التقليدي ركيزته الأساسية.
ومن فرق "الرحابة" الخاصة بالشاوية الأمازيغ شرقي الجزائر، إلى "الطبابلة" الخاصة بمنطقة القبائل الأمازيغية، تتزين احتفالات الجزائريين وتتذوق أسماعهم طرباً أصيلا عبر تلك الفرق الفلكورية التي تترجم تاريخ بلد بحجم الجزائر.
"الطبابلة" من أشهر الفرق الفلكورية في الجزائر، مصدرها ومعقلها الرئيسي منطقة القبائل شرقي البلاد، يتعدى صيتها تلك المنطقة ليصل إلى معظم ربوع الجزائر، حتى إنها باتت مطلوبة في دول أوروبية لما لها من إيقاعات فريدة لا توجد إلا في الجزائر.
"العين الإخبارية" تنقلت إلى مطعم "القرية الكبيرة" في العاصمة الجزائرية، وهو المطعم الذي فضل مشاركة زبائنه بفرقة "الطبابلة".
هي فرقة مكونة من 4 أشخاص، أمتعت زبائن المطعم، بل إنها أوقفت كل من كان فيه من طاولاتهم، ولم يجدوا أنفسهم إلا وهم يرقصون على إيقاع هذه الفرقة الفلكورية.
اسمها "فرقة الشيخ بوزيد" وفق ما ذكره لـ"العين الإخبارية" قائدها مصطفى، فرقة قدمت تحديدا من منطقة "عزازقة" الواقعة بمحافظة تيزيوزو شرقي الجزائر.
يقول مصطفى إنها "فرقة مختصة في حفلات الأعراس واحتفالات السنة الأمازيغية"، هدفها أيضا الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي الجزائري، وتتنقل من منطقة لأخرى للتعريف به أيضا.
وبحسب مصطفى، فإن فرق "الطبابلة" الفلكورية تختلف أيضا فيما بينها، وفرقته من نوع "تعباسيت"، تتكون من 4 عازفين، اثنان منهم على يسمى "الغايطة" (من أنواع الناي)، وواحد يعزف على "البندير" (الدف) ورئيس الفرقة على الطبل.
هي فرقة فلكورية تعتمد على الإيقاع دون الغناء، لكنها تستمد ذلك الإيقاع القبائلي الأمازيغي من أغاني مشاهير الأغنية القبائلية بينهم آيت منقلات وثلجة وغيرهم، كما قال لنا مصطفى.
يضيف مصطفى: "إيقاعات فرقة الطبابلة تكون حسب طبيعة المناسبة، بعضها في الأعراس وتحديدا في ليلة الحناء بالنسبة للعروس أو للعريس".
وإيقاعات أخرى لموكب العرس، وبعضها مخصصة لاحتفالات السنة الأمازيغية كما أبدعت الفرقة القبائلية في تقديمه ليلة رأس السنة الأمازيغية.