ناخبو الجزائر.. "سمّع" أم "امنع" صوتك؟
"بوابة العين الإخبارية" استقصت آراء بعض الجزائريين قبل ساعات قليلة من التصويت لانتخاب سادس برلمان تعددي بالبلاد.. فماذا قالوا؟
ساعات قليلة تفصل الجزائر عن انتخاب سادس برلمان تعددي في تاريخها، إلا أنه رغم ذلك فهناك تباين في آراء الجزائريين حول الذهاب للتصويت في الانتخابات أو المقاطعة.
ورغم أن كثيرين قرروا الاستجابة للشعار الانتخابي "سمع صوتك"، الذي أطلقته الحكومة للتشجيع على التوجه إلى مراكز الاقتراع، إلا أنه في المقابل قرر آخرون الامتناع عن الذهاب للإدلاء بأصواتهم.
"بوابة العين الإخبارية" استقصت آراء بعض الجزائريين خاصة الشباب، الذين يمثلون 60% من الهيئة الناخبة في الجزائر التي تفوق 23 مليون ناخب، حيث رصدت تبايناً في مواقفهم ما بين المشاركة أو الامتناع، وتردد البعض لحد الآن في التصويت من عدمه وترك القرار ليوم الاقتراع.
"سأنتخب لأول مرة"
البداية كانت مع زينو، (19عاماً)، الذي أكد أنه "ليس له أي انتماء سياسي لأي حزب أو تيار في الجزائر"، معرباً عن استغرابه لما وصفه بـ"تضييع الشباب وقتهم في الحديث عن الانتخابات في وقت يُفترض العمل بجد وتقديم الأفضل لأنفسهم ولأماكن عملهم وترك قرار التصويت ليوم الانتخاب".
وأضاف أنه منذ بداية الحملة الانتخابية لم يفرض رأيه على زملائه لا بالمشاركة أو بالمقاطعة، لأنه يؤمن أن لكل واحد رأيه الخاص، وأن له مبدأ في حياته بأن التغيير يأتي من الفرد قبل أن يأتي من الجماعة.
وتابع زينو: "سأنتخب لأول مرة في حياتي، وعليّ أن أقوم بواجبي الانتخابي وأن أصوت لمن أريد وحتى بورقة بيضاء، فهذا شأني حتى وإن كان صوتي لن يغير شيئاً، فكما درست مجاناً من الابتدائي إلى الجامعي، فعليّ أن أتعامل مع كل الإيجابيات والسلبيات التي تعيشها الجزائر بوعي، وألا أغلب مصلحتي الشخصية على المصلحة الوطنية".
أما سمية، (30 سنة)، تعمل متصرف إداري في إحدى الإدارات، فقالت: "في كل مرة تؤكد العملية الانتخابية أن مناخ الثقة غائب بين السلطة والأحزاب من جهة وبين الشعب من جهة أخرى، ورغم ذلك سأصوت ولن أترك صوتي للعبث، والتغيير لا يأتي بالمقاطعة والامتناع، ولو كل جزائري فكر في التصويت لتغيرت كثير من الأمور، وعلينا على الأقل أن نعطي الفرصة لمن لم يسبق لهم أن تولوا مناصب المسؤولية أو لم يشاركوا في الوضع الاقتصادي الذي وصلنا إليه".
مضيفة: "عندي إحساس أن هذه الانتخابات رغم كل السلبيات الموجودة فيها ستكون بداية التغيير في الجزائر، وعلينا نحن الشباب ألا نبقى نلقي المسؤولية على الحكومة والأحزاب، فالشعب أيضاً مسؤول عن تغيير وضعه، والظروف الحالية تستدعي منا فرض التغيير السلمي عبر صناديق الاقتراع بدلاً من المكوث في البيوت أو في المقاهي ولعن الظلام".
"لن أصوّت لنفس السياسات"
"لن أصوت لأنني لم أستفد شيئاً لا من هذه الانتخابات ولا من البرلمان السابق"، هذا ما قاله أيمن، (25 سنة)، متابعاً: "هؤلاء المترشحون لا نراهم إلا في وقت الانتخابات فقط، ويخرجون علينا بوعود كثيرة ما هي إلا أكاذيب للمرور إلى البرلمان".
رضا، (36 سنة)، لا يشارك أيمن فقط في رأيه، بل تحدث بحرقة عن وضعه، حيث قال: "لدي شهادة دكتوراه في الرياضيات، وشاركت في الكثير من مسابقات التوظيف، لكن في كل مرة تدخل المحسوبية على الخط وأجد نفسي مرة أخرى على موعد مع البطالة".
وأضاف: "أعيش البطالة منذ 10 سنوات تقريباً، وعملت لبعض الوقت لكن دون تأمين أو حتى راتب محترم".
العم إسماعيل، (70 سنة)، فيقول: "عدم التصويت لا يتعلق بعدم حب للوطن، فأنا أعشق وطني، وأنا من عائلة ثورية تعرف جيداً معنى الوطنية وحب الوطن، لكنني لن أسهم في خراب البلاد، وأسهل على فئات الصعود إلى البرلمان ليعبثوا مجدداً بهذا الشعب، ولن أصوت مادامت نفس السياسات والوجوه موجودة".
أما السيدة زليخة، (60 سنة)، فقالت: "لم أقرر حتى الآن التصويت أو الامتناع، لأنني تعودت على اتخاذ هذا القرار مع زوجي". وتابعت: "المهم بالنسبة لي.. الله يحفظ الجزائر".
مواقع التواصل.. هل تنتخب؟
"بوابة العين الإخبارية" لم تكتفِ بالنزول إلى الشارع الجزائري فقط، بل استقصت آراء بعض الشباب من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي تقول آخر الإحصائيات، إن 10 ملايين جزائري يرتدونها يومياً.
سمير، (40 سنة)، يقول: "شاركت في كل الانتخابات، لكن ماذا استفادت الجزائر من هذه الانتخابات؟ وماذا استفدنا نحن منها؟.. لا شيء".
وأضاف: "قررت لأول مرة مقاطعة هذه الانتخابات.. فلن تكون مجدية.. لأن من يطغى على غالبية القوائم الانتخابية أشخاص انتهازيون ولا يفقهون لا في السياسية ولا في هموم الشعب".
إسلام، (27 سنة)، يقول: "لا أسمع بهذه الانتخابات، ولم يسبق لي التصويت، ولا أثق في الجميع، فلا أحد يوفي بوعوده حتى لأولئك الذين تعودوا على التصويت، ومادام الوضع لايزال على حاله لن أصوت في أي انتخابات".
أما عبد الصمد (39 سنة) فقال لنا "لا أنحاز عن مبدأ ورثته عن والدي وهو أن الجزائر خط أحمر، لذا سأصوت لمن أراه مناسباً، وعلى الشباب أن يعي أن الظروف الخارجية المحيطة بالجزائر أخطر علينا من الظروف الداخلية".
أما عبد المؤمن، (24 سنة)، فيوضح: "لن أترك صوتي للتزوير أو للتهميش، سأصوت لحزب غير الأفلان والأرندي، لأنني مقتنع ببرنامجه الانتخابي الذي أرى فيه البديل الحقيقي، ومن أراد التغيير الجذري فعليه بصناديق الاقتراع، وكلما كانت المشاركة قوية كانت الفرصة للتغيير كبيرة".