8 ألوان ترسم أغنية الجزائر.. الشاوي والتارفي والراي أبرزها
الجزائر تزخر بموروث موسيقي أخرج أنماطا موسيقية وغنائية في كل منطقة يفوق عمرها عمر موسيقى "الراي".
الجزائر ليست بلدا لموسيقى "الرّاي" فقط، فهي تزخر بموروث موسيقي أخرج مقامات موسيقية وغنائية في كل منطقة من الجزائر، يفوق عمرها موسيقى "الراي"، ويمتد بعضها إلى مئات السنين، ورغم قدمها إلا أن لديها ملايين المولعين بها الذين حافظوا على بعضها وطوروا البعض الآخر.
- بالفيديو.. ريبيري يرقص على إيقاع الراي الجزائري في وهران
- "الرَّحَّابَة" و"البَارودْ".. توابل الأعراس الجزائرية الأصيلة
ورغم أن موسيقى "الراي" واحدة من أهم وأقدم الأنواع الجزائرية، إلا أن الموسيقى الجزائرية الأخرى تشتهر بثرائها وتنوعها؛ فهي غنية بالأنماط الموسيقية المستمدة من تاريخ وخصوصية كل منطقة في الجزائر، مثل القناوي والأندلسي والقبائلي والشعبي والسطايفي والشاوي.
وإضافة إلى تنوعها، نجد أيضا أنها تتميز بتنوع النص ومرجعيتها اللغوية، من خلال المزج بين اللغة العربية والعامية الجزائري، وبمختلف اللهجات مثل القبائلية والشاوية والتارقية (الأمازيغية).
الطابع التارفي (سكان الطوارق)
يتميز الجنوب الجزائري بأنواع موسيقية فريدة في كلماتها وآلاتها ورقصاتها، حيث نجد الطابع الموسيقي "التارفي"، الذي يُعَد من أقدم المقامات الموسيقية في الجزائر، حيث ذكرت دراسات تاريخية أنه يندرج ضمن الموسيقى القديمة من إفريقيا إلى الشمال الإفريقي من قبل الأسر الحاكمة للمغرب العربي.
كما يُستمد نص الموسيقى "التارفية"، من العادات والتقاليد الشفاهية لقبائل الطوارق، ومن مجموعة القصائد الشعرية الممزوجة بين اللهجة المحلية والعربية.
التيندي
من بين الموسيقى التي تتفرع عن "التارفية" نجد "التِّـيـنْـدي"، وهو نوع موسيقي يشتهر به سكان أقصى الجنوب الجزائري؛ حيث تقوم النساء في الأفراح ومختلف الأعياد بتشكيل حلقة دائرية، ويقوم الرجال بتزيين الجمال، لتتم مرافقة النسوة من خلال الرقص على الألحان والغناء التي تطلقها.
ومن أشهر الفنانين الذين حافظوا على هذا النوع الموسيقي العريق، وعَرَّفوا بها في العالم، الراحل عثمان بالي، الذي أقام حفلات في عدد من دول العالم، من بينها اليابان والنمسا.
اللون "الشَّعْبي"
يُعد الفن "الشَّعْبي" أحد أكثر الألوان الموسيقية شهرة ومتابعة من قبل ملايين الجزائريين، حيث تتميز نصوص هذا النوع الأصيل بالتلقائية والارتجالية، وحتى بالنصوص الشعرية المتوارثة عن الأجيال، وتتنوع بين القصص والملاحم وأساطير الأمم، وأغاني الأفراح، وحتى الإنشاد الديني، وأغانٍ رياضية وعسكرية.
ورغم أنه النوع الأكثر استماعا في منطقة الوسط الجزائري، إلا أن حدوده تعدت هذه المنطقة، إلى مناطق أخرى من الجزائر، ومن بين أهم شيوخها، نجد عميد الأغنية الشعبية، الحاج محمد العنقى صاحب رائعة "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا"، إلى جانب دحمان الحراشي وبوجمعة العنقيس، الهاشمي قروابي، وأسماء كبيرة أخرى.
الأغنية البدوية
هو فن فلكلوري يتميز بأدائه ولحنه ولباسه التقليدي وآلاته الموسيقية، وتقرن الدراسات التاريخية ظهوره بتاريخ ظهور الأزجال والموشحات، حيث جاء إلى الجزائر في القرن الـ4 هجريا.
إلا أن هذه الأغنية البدوية تتنوع أيضا في كل مناطق الجزائر؛ حيث نجد الأغنية البدوية الوهرانية في غرب البلاد الذي يُعد "لخضر بن خلوف" و"حمادة وولد الزين" من أبرز أعمدتها، والأغنية الشاوية ومن أعمدتها "عيسى الجرموني" و"بقار حدة"، والأغنية البدوية الصحراوية حيث يُعد "خليفي أحمد" و"محمد عبابسة" من أهم كبارها.
أما في الأغنية البدوية للعاصمة الجزائرية التي تحتضنها مدينة بومرداس فيوجد الشيخ "محمد البومرداسي"، وفي منطقة القبائل، نجد أن الأغنية البدوية باللهجة القبائلية، ومن أهم روادها "سي محند أو محند".
الفن "الأندلسي"
الموسيقى الأندلسية هي الموسيقى الكلاسيكية بمنطقة المغرب العربي، بقسمين دنيوي وديني متصل بمدائح الطرق الصوفية؛ حيث نشأ هذا الطابع بالأندلس خلال العصر الإسلامي، فهو لا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي، والمعروف عن الموسيقى الأندلسية الجزائرية أنها تستعمل اللغة العربية الفصحى.
يشير مختصون في الموسيقى الأندلسية، إلى أن الجزائر هي وريثة هذا النوع الموسيقي العربي الأصيل، بعد أن استقر في الجزائر بعد سقوط غرناطة سنة 1492، فأصبحت جزءا من الهوية الثقافية الجزائرية، ويستدلون على ذلك بأن الجزائر تُعَد البلد المغاربي الوحيد الذي ضم 3 مدارس فنية أندلسية، وحافظ على أكبر عدد من نوبات هذا النوع.
الفن "القبائلي"
من أشهر الألوان الغنائية التقليدية في الجزائر، التي تلقى رواجا خارج منطقة القبائل، إذ يُستمد هذا النوع الغنائي من "موسيقى أشويق"، حيث كانت بداياتها في خمسينيات القرن الماضي حتى السبعينيات، حينما قدم عدد من مطربي هذه المنطقة أعمالا موسيقية كلاسيكية، حيث كانت المغنية القبائلية "نوارة واحدة" من رواد هذا النوع باللهجة القبائلية.
وبعد ظهور الفنان "إيدير" الذي قدم أغنية "أفافا ينوفا" التي انتشرت عالميا والفنان الراحل، معطوب لوناس، والفنان "لونيس آيت منقلات"، وانتقل الطابع القبائلي إلى مرحلة جديدة، كسرت الحواجز المحلية والعالمية، بكلمات مستوحاة من واقع الجزائري السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعاطفي.
كما يُعَد اللون القبائلي من أهم وأنجح الألوان التي نجدها في مختلف الأعراس والأفراح والمناسبات، نظرا لإيقاعها الخفيف وآلاتها المستعملة.
الفن "السْطايْفي"
الأغنية "السطايفية" نسبة إلى مدينة "سطيف" (شرق الجزائر) من أشهر الأنواع الغنائية في الجزائر؛ إذ تحتل المرتبة الثالثة من حيث الشعبية، حيث تعتمد على إيقاعات "الزنداني القسنطيني" وآلات أخرى جديدة، حيث تلقى رواجا كبيرا في حفلات وأعراس الجزائريين.
ومن أبرز روادها "سمير السطايفي"، و"بكاكشي الخير"، و"نور الدين بن تومي"، وأسماء كثيرة أسهمت في الحفاظ على النوع الموسيقي الجزائري التراثي.
الفن "الشَّاوي"
هو نوع غنائي "أمازيغي بربري"، تشتهر به منطقة الأوراس (شرق الجزائر)، حيث يُعد من الموسيقى الجزائرية التقليدية الأصيلة، التي تؤدى بآلة "القصبة" (نوع من الناي) و"البندير" (الدف).
تستمد الأغنية "الشاوية" كلمتها من قصائد عن الثورة التحريرية الجزائرية ومدائح دينية، وقصائد عاطفية، حيث يُعد "عيسى الجرموني" رائد هذا الطبع الغنائي التراثي، وهو أول عربي وقف في "أولمبياد فرنسا"، حيث أثار الجدل بعد أدائه أغنية "إحنا شاوية لا تقولوا دلو جينا حواسه ونولوا" خلال فترة الاحتلال الفرنسي، ويقصد بهذه الجملة أن سكان الشاوية (يقصد نفسه وفرقته) لم يأتوا إلى باريس مذلولين، بل جاؤوا من أجل النزهة والاستجمام، وهي الأغنية التي تسببت في طرده من فرنسا.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز