بالصور.. "التَّصْديرَة"و"المْحَزْمَة" طقوس العروس الجزائرية
فصل الصيف في الجزائر هو الوقت الأمثل والأفضل للعائلات الجزائرية لإقامة حفلات زفاف أبنائهم وبناتهم.
فصل الصيف في الجزائر هو الوقت الأمثل والأفضل للعائلات الجزائرية لإقامة حفلات زفاف أبنائهم وبناتهم، وهي الفترة التي تشهد بشكل يومي حفلات الأعراس، ولا صوت يعلو على أصوات أجراس مواكب السيارات التي تتزين أيضا لنقل العروس إلى بيت زوجها.
وانتقال العروس إلى بيت العريس ما هي إلا المرحلة الأخيرة في "رحلة التحضيرات" التي تبدأها الفتاة في سن مبكرة في كثير من المناطق الجزائرية، أي حتى قبل التعرف على الزوج، وهو ما يميز العروس الجزائرية بشكل كبير عن أي عروس في بقية الدول العربية.
حيث تحرص كثير من الأمهات عند بلوغ بناتهن 18 سنة، على شراء بعض المستلزمات، كالقطع الذهبية بمختلف أنواعها، ولا تكتفي الفتيات بذلك، بل تلجأ أيضا إلى شراء الملابس التقليدية الجاهزة، ومنهن من تشتري أفخر أنواع الأقمشة لأنهن يفضلن ملابس تقليدية على أذواقهن، من خلال التعامل مع الخياطات المتخصصات في هذا النوع من الملابس.
وتهدف العائلات الجزائرية من خلال "هذا التحضير المسبق" لزواج بناتهن، إلى التخفيف من مصاريف الزواج أولا، وثانيا، لتفادي أي إحراج للعائلة وللبنت أمام "عائلة الزوج المستقبلي" فتظهر جاهزة بكل ما يلزم العروس من الحلي والملابس التقليدية التي تفتخر بها النساء، والأهم مما سبق، المحافظة على عادة متوارثة تهدف بشكل كبير على مساعدة البنت في تغيير نظرتها للحياة وتغيير سلوكها من فترة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وتحضيرها نفسيا على حياة جديدة من خلال تدريبهن على تحمل المسؤولية الزوجية.
وما يميز العروس الجزائرية تحضيرها المسبق لما يعرف بـ "التَّصْديَرة" و"المْحَزْمَة"، التي تعتبر من صميم عادات وتقاليد الأعراس الجزائرية، فلا يمكن للفتاة المتزوجة أن تنتقل إلى بيت زوجها دون أن تحمل في "الجْهَازْ" والشُّورى".
"الجْهَازْ"
هي مجموعة من الألبسة التقليدية وألبسة المنزل وقطعة من الذهب ومجموعة كبيرة من العطور والماكياج تشتريها العروس من مال مهرها الذي يقدمه العريس يوم عقد القران الشرعي أو كما يعرف في الجزائر "يوم الفاتحة".
"الشُّورى"
كل ما يخص "الشُّورى" من لوازم تشتريه العروس من مالها الخاص، ولا علاقة للزوج به، حيث يظم ألبسة تقليدية وألبسة صيفية وشتوية، ومجموعة من أغطية بيوت المنزل وأغطية خاصة بقاعة الاستقبال وأفرشة ووسادات مصنوعة من الصوف، وستار لكل نوافذ المنزل، إضافة إلى سجادات مختلفة الحجم، وبعض التحف النحاسية التقليدية الجزائرية، وقطع من الذهب من أساور والخواتم، وكل ما يخص الحمام، ومجموعة من الأحذية النسوية خاصة ما تعلق منها بأحذية الأعراس.
"التَّصْديرَة"
في كل مناطق الجزائر وعلى اختلاف تفاصيل تحضيرات العروس وعادات وتقاليد كل منطقة، نجد أن "التَّصْديرَة" مشتركة بين كل المناطق الجزائرية، لكنها تختلف بتنوع الموروث الثقافي لكل منطقة في الجزائر.
فهي عبارة عن ملابس تقليدية، حيث تقوم العروس بشراء ملابس مختلفة جاهزة تباع بمحلات خاصة باللباس التقليدي، أو تلجأ إلى شراء أقمشة راقية وتعمل على خياطتها عند خياطات متخصصات في اللباس التقليدي.
فالعروس الجزائرية ليلة زفافها أو في "يوم الحناء" تظهر بشكل مميز، إذ تقوم بتغيير حلتها لترتدي حلة أكثر جمالا، ليتحول العرس إلى ما يشبه عرضا للأزياء، فتقوم العروس بإبهار الحاضرات بأجمل وأرقى أنواع الألبسة التقليدية والتقليدية والعصرية.
"المْحَزْمَة"
يمكن وصف "المْحَزْمَة" بأنها تاج العروس الجزائرية، وتعرف أيضا في الجزائر بـ"مَحَزْمَة اللْويزْ"، وهي عبارة عن مجموعة من قطع الذهب على شكل قطع نقدية أو دنانير الذهب، ومترابطة فيما بينها على قطعة من الحرير، وتلف على الخصر، حيث تعتبر أهم قطعة ذهبية للعروس وترتديها في اليوم الثاني بعد دخولها إلى بيت زوجها.
حيث تتميز بكثرة الزخارف والنقوش، ومصنوعة من الذهب الخالص، أما وزن كل واحدة منها فمن 1 جرام إلى 5 جرامات.
و"للمْحَزْمَة" أهمية كبيرة خاصة عند كثير من العائلات الجزائرية، حيث تخصص الفتيات العاملات جزءً كبيرا من رواتبهن لشراء "المْحَزْمة"، ومن الأمهات أيضا من تشتري في كل ومرة "ويزة من الذهب" منذ صغر الفتاة حتى تجمع لها العدد لتكوين "المْحَزْمَة".
والأكثر من هذا، فإن في عُرف منطقة الشرق الجزائري عدم ارتداء العروس لهذه "المْحَزْمَة" يصنف في خانة "النقيصة وبالأمر المهين للعروس ولعائلتها".