"شخشوخة الظفر".. طبق جزائري تقليدي يجمع العائلة في رمضان
لا يتميز المطبخ الجزائري بتنوع وثراء أطباقه التقليدية ولذتها وحسب؛ بل بتصنيفاته لها لكل مناسبة خاصة بالعائلة الجزائرية.
ولم يعد ذلك مجرد تصنيف؛ بل هو "عُرف" تلتزم به العائلات الجزائرية لـ"لمّتها" حسب منطقتها لإعداد تلك الأطباق في مختلف مناسباتها مهما كان نوعها أو عدد الحاضرين فيها.
- طبق "الرشتة".. معشوقة أهل عاصمة الجزائر في رمضان
- الحريرة.. "أميرة أندلسية" على مائدة رمضان في الجزائر
ومع تغير ظروف الحياة المعيشية والزمان أيضا، أصبح اجتماع العائلات "نادرا"، بل "أمنية صعبة التحقق" عند البعض، لانشغالهم بهموم ومتاعب الحياة، عكس ما كانت عليه في العقود الماضية.
لكن يُحسب لأطباق وأكلات شعبية وتقليدية أن أعادت تلك اللمة الجماعية، وكانت "سبباً" في صلة الرحم بينهم، على مائدة واحدة وطبق واحد يتقاسمون لذته وفوائده في أجواء من "النية الصادقة" كما يقول كثير من الجزائريين.
ولعل من بين أكثر وأشهر وأشهى الأكلات الشعبية في الجزائر التي تجمع العائلة وخاصة في شهر رمضان المبارك، توجد "الشخشوخة"، وهي الطبق التقليدي الذي "لا يختلف عليه اثنان من الجزائريين على أنه العشق الدائم ونقطة الضعف"، لا مكان معه لـ"العداوة" أو "الريجيم"، ويعتبرون تذوقه "لذة لا تتكرر".
أصل الشخشوخة
لا توجد دراسات دقيقة بحثت في أصول طبق "الشخشوخة" التقليدي الجزائري، لكن كل ما توفر منها يؤكد أنها أكلة لعرب وأمازيغ الجزائر، وتوجد أنواع مختلفة منها سواء في معجناتها التي تعتبر مكونها الأساسي أو طرق تحضيرها.
وتذكر بعض المراجع التاريخية أن لطبق "الشخشوخة" قصة "صراع بين الغني والفقير"، وأوردت بأن ظهورها كان نتيجة "صراع طبقي بين الفقراء والأغنياء"، وأعده الفقراء ردا منهم على طبق كان مخصصاً للأغنياء فقط كان يسمى "المْصَوَّر".
وتشتهر عدة مناطق بشرق الجزائر بـ"شخشوختها" الخاصة بها والتي تميزها عن بقية مناطق الجزائر، إذ نجد "الشخشوخة الشّاوية" وهم أمازيغ شرق الجزائر، وكذا "الشخشوخة المسيلية" نسبة لولاية المسيلة، وكذا "شخشوخة بسكرة" وهي ولاية في شمال صحراء الجزائر، وأيضا "الشخشوخة البوسعادية" نسبة لمنطقة بوسعادة.
ومن أشهر أنواع هذه الأكلة التقليدية التي تتمتع بشعبية واسعة في جميع محافظات الجزائر، توجد أيضا "شخشوخة الظفر"، وهي علامة مسجلة بمطبخ ولاية قسنطينة العريقة التي تسمى "عاصمة الشرق الجزائري".
و"الشخشوخة" التي تصنف كـ"إرث جزائري خالص" من المعجنات، وهو ما يعاب أحياناً على المطبخ الجزائري الذي يضم في قائمته الطويلة عدة أكلات من المعجنات، مثل "الكسكسي" و"لمحور" و"التريدة" و"الرشتة" وغيرها.
وتتميز كل أنواع "الشخشوخة" الجزائرية بمذاقها الحار واللذيذ كونها تعد بالفلفل الحار ومختلف أنواع البهارات القوية.
وتعود تسمية "شخشوخة الظفر" إلى حجم وشكل رقائق العجين التي تصنع منها، وذلك نسبة لـ"الظفر"، حيث يتم تقطيع رقائق من العجين اليابس بالأظافر ويكون حجمها وشكلها تقريباً متساوياً وصغيرا ومشابها لحجم ولون الأظافر.
وتصنع تلك الرقائق في ما يسمى بـ"طاجين الطين" أو "طاجين المعدن" وهو عبارة عن صفيحة معدنية مصنوعة من الحديد أو من الطين المقاوم للحرارة.
وتقدم "العين الإخبارية" في هذا التقرير واحدة من طرق تحضير طبق "شخشوخة الظفر" التقليدية الجزائرية المشهورة في ولاية قسنطينة بلحم الدجاج.
طريقة تحضير أكلة "شخشوخة الظفر" التقليدية الجزائرية
المكونات
- 500 جرام من الدجاج
- 3 حبات طماطم مفرومة
- ملعقتان كبيرتان من الطماطم المعلبة
- حبة بصل واحدة مفرومة
- 100 جرام زبدة
- فلفل أسود
- 4 فصوص من الثوم
- حمص مغلي
- زيت طبيعي
- ملح
طريقة التحضير
- في قِدر متوسط، ضعي البصل والطماطم والبهارات والحمص واللحم مع كمية الزبدة ونصف كوب من الماء واتركيها على نار هادئة لمدة 15 دقيقة.
- أضيفي بعدها 1.5 لتر من الماء.
- بعد أن تلاحظي غليان المرق أضيفي ملعقتين كبيرتين من الطماطم المعلبة واتركي المكونات على نار هادئة حتى تتأكدي من أن اللحم قد نضج.
- في هذه الأثناء، ضعي كمية من الزيت الطبيعي على رقائق الشخشوخة بشكل مكرر، وضعيها فوق القدر ليتم طهيها على البخار.
- اسكبي بعدها المرق على الشخشوخة حتى يتغير لون العجين إلى الأحمر.