"الأموال المشبوهة" تضرب حركة "رشاد" الإخوانية بالجزائر
كشفت مصادر جزائرية مطلعة في أوروبا لـ"العين الإخبارية" عن حدوث انشقاقات واسعة داخل حركة "رشاد" الإخوانية برئاسة محمد العربي زيتوت.
وذكرت المصادر أن سبب الانشقاقات يعود إلى "تلقي قيادات بالحركة الإرهابية دعماً مالياً كبيرا من مخابرات أجنبية للتهجم على الجزائر وجيشها وتخصيص حسابات بنكية سرية لها في سويسرا".
- تحذيرات من مخطط إخواني في ذكرى الحراك الشعبي بالجزائر
- "إخوان الجزائر".. خنجر تركيا في خاصرة بلد "المليون شهيد"
وأوضحت بأن "المال القذر وعربون الخيانة "شكل نقطة الخلاف الكبير بين قيادات الحركة الإخوانية التي تكاد تعصف بها"، وطالبت قيادات "رشاد" من الإخواني زيتوت "توجيه تلك الأموال في حسابات الحركة الإخوانية".
يأتي ذلك، فيما كشفت مصادر أمنية جزائرية خاصة لـ"العين الإخبارية" عن رصد الأجهزة الأمنية في الأسابيع الأخيرة تحركات مشبوهة لخلايا ""رشاد النائمة في عدة محافظات لضرب استقرار البلاد عبر المسيرات الشعبية، والإعداد لـ"حراك تخريبي" عبر عناصر مأجورة أوكلت لها مهمة التصادم مع الشرطة.
وشرعت السلطات الأمنية الجزائرية – وفق المصادر ذاتها – في التحقيق مع عناصر من الحركة الإخوانية عن محاولتها تحريك الشارع، بعضهم نشطاء وآخرون ينتمون لجمعيات مشبوهة، ورصدت "تواصلا بينها وبين قيادات من حركة رشاد الإخوانية وجهات أجنبية" فضلت المصادر الأمنية عدم ذكرها.
وأكدت المصادر الأمنية الجزائرية لـ"العين الإخبارية" بأن تحرك حركة رشاد الإخوانية يهدف "لاستغلال الذكرى الثانية للحراك الشعبي لتفجير الجبهة الداخلية بإخراج الجزائريين للشارع وتكثيف الأكاذيب والأخبار المضللة وتحميل الحكومة الجزائرية المشاكل التي تعانيها البلاد منذ استقلالها أو التي ورثتها عن عهد النظام السابق".
وتمكن الأمن الجزائري من رصد عشرات صفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي تدار من دول أوروبية من قبل قيادات إخوانية وأخرى تابعة لحركة "الماك" الانفصالية مهمتها "بث الفتنة في الشارع الجزائري عبر مخطط تخريبي بالتزامن مع الذكرى الثانية للحراك الشعبي" لتكون فرصة لهم فيما بعد على تقديم الجزائر "في صورة البلد الذي يعم فيه القمع والفوضى عبر شكاوى جاهزة تقدمها الحركة الإخوانية الإرهابية للمنظمات الدولية".
ما هي حركة رشاد؟
حركة رشاد هي حركة إخوانية إرهابية انبثقت عن "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية التي تسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي عرفت بـ"العشرية السوداء" أو "المأساة الوطنية" وفق المصطلح الرسمي الوارد في قانون السلم والمصالحة الوطنية الصادر عام 2005.
تزعم الحركة الإخوانية "معارضة النظام الجزائري"، وتأسست في أبريل/نيسان 2007 من قبل 5 إخوان هاربين من العدالة الجزائرية في تهم تتعلق بالإرهاب والسرقة.
وبجانب زيتوت، هناك أيضاً: مراد دهينة الذي أصدرت الجزائر بحقه مذكرة توقيف دولية عام 2012 في قضية "تكوين جماعة إرهابية" سنوات التسعينيات، ومحمد سمراوي وعباس عروة ورشيد مصلي.
اختار أعضاء الحركة الإخوانية جنيف مقرا لهم تفادياً لأي ملاحقة قضائية من الجزائر بعد أن استفادوا من اللجوء السياسي في بين سويسرا وبريطانيا.
وخلال أشهر الحراك الشعبي عام 2019 المطالب بالتغيير الجذري، كشفت الحركة الإخوانية عن وجهها الإرهابي مجددا، عندما دعا عناصرها صراحة إلى ما أسموه "ضرورة حمل السلاح لمواجهة قوات الأمن وإقامة الدولة الإسلامية".
وهي الدعوات التي أثارت موجة غضب شعبية عارمة، اعتبرتها تحريضاً على العودة "لسنوات العشرية السوداء".
مصادر التمويل
واستنادا إلى المعلومات الكثيرة والدقيقة التي حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر مختلفة بينها أمنية وأخرى في أوروبا، فإن لحركة "رشاد" الإخوانية مصادر تمويل متعددة سمحت لعناصرها بتكوين ثروة طائلة.
عائدات العمالة
أبرز تلك المصادر، عائدات التخابر مع مخابرات أجنبية، بعد تكليفهم بجمع معلومات من عملائهم في الجزائر عن الوضع الداخلي، وكذا من خلال التحريض على العمل المسلح والصدام مع الأمن، وتكثيف الأخبار المضللة والكاذبة عبر منصات التواصل.
ورصدت أجهزة الأمنية الجزائرية منذ 2019 عشرات الصفحات عبر منصات التواصل من دول أوروبية، وتقف ورائها حركة رشاد عبر عناصرها وعائلاتهم، تركز عل بث الفتنة والفرقة في المواضيع الحساسة أبرزها الجيش والهوية والعلاقات مع فرنسا.
تبرعات "الباي بال"
مصدر كبير آخر تجني منه حركة رشاد الإرهابية عائدات ضخمة وفق ما تسرب من وثائق ومن شهادات منشقين عنها، والمتعلقة بـ"عائدات مواقع التواصل على رأسها اليوتيوب".
ويعتمد عناصر الحركة الإخوانية الجزائرية خصوصاً المدعو محمد العربي زيتوت على جمع التبرعات المزعومة من المشتركين في موقع اليوتيوب عبر الموقع الخدمي "Pay Pal" أو ما يعرف بـ"البنك الإلكتروني"، عبر الاحتيال واستعطاف متابعيهم بقضايا إنسانية أو حقوقية.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز