الحزب الحاكم بالجزائر ينفي "نية أو طموح" شقيق بوتفليقة لخلافته
الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس قال إن البعض ينسى أن "السعيد بوتفليقة مستشار الرئيس منذ 18 عاما.. فاتركوه وشأنه".
"السعيد بوتفليقة لا ينوي الترشح.. اتركوه وشأنه"، بهذه العبارات وضع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم في الجزائر) جمال ولد عباس، حدا لتكهنات بشأن الطموح السياسي لشقيق الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.
ويعد تصريح الحزب الحاكم في الجزائر هو أول تعليق ذو طابع رسمي للرد على تساؤلات وتوقعات وتنبؤات ظلت لصيقة بالمشهد السياسي في الجزائر، وحديث الطبقة السياسية والرأي العام لأزيد من ثلاث سنوات، بشأن عزم سعيد خلافة شقيقه في السلطة.
وفند ولد عباس "بشكل قطعي" رغبة شقيق الرئيس الجزائري في الترشح للرئاسيات القادمة، وما راج في السنوات الأخيرة عن "دور غامض" لشقيق الرئيس، وذلك في مؤتمر صحفي نقلته وسائل إعلام محلية.
وأضاف قائلا إن البعض ينسى أن "السعيد بوتفليقة مستشار الرئيس منذ 18 سنة ويقوم بمهامه على غرار المستشارين الآخرين، فاتركوه وشأنه، فهو ليس لديه أي نية أو طموح لخلافة أخيه أمد الله في عمره".
وذهب الأمين للحزب الحاكم في الجزائر أبعد من ذلك، عندما وصف الجدل الذي ظل قائما في الجزائر حول رغبة محتملة لشقيق الرئيس الجزائري في الترشح للرئاسيات المقبلة، واصفا ذلك "بالأكاذيب والتراهات".
ويرى مراقبون في تصريح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، رسالة واضحة تحمل في طياتها "طمأنة للداخل والخارج"، "وتبرئة ذمة للرجل" الذي التصقت به منذ مجيء شقيقه إلى الحكم صفات عدة وقيل عنه الكثير، من بينها أنه "الشخصية الأكثر نفوذا في الجزائر"، أو "رجل الظل والغموض".
كما يعتبر المراقبون أن الحديث الصادر عن حزب يعتبر عبد العزيز بوتفليقة "رئيسه الشرفي" بمثابة "الرسمي"، رغم تصريحات سابقة أدلى بها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الوزراء الحالي، أحمد أويحيى، منذ سنتين عن الموضوع ذاته.
ففي يونيو/حزيران 2015، قال أحمد أويحيى "إن توريث الحكم في الجزائر غير وارد، والذين يعرفون السعيد بوتفليقة يعلمون دون أي شك أنه لا يعلب في هذا الاتجاه".
وفي العام ذاته من شهر أبريل/نيسان، أدلت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون "بدلوها في الموضوع"، حيث قالت إن شقيق الرئيس الجزائري "أكد لها استحالة أن يفكر في موضوع التوريث أو إنشاء حزب سياسي".
ومنذ تعرض بوتفليقة للوعكة صحية في 2013، التي حدّت من ظهوره ونشاطه، ظهرت ملامح الأستاذ الجامعي تدريجيا، فكان المرافق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مكاتب الاقتراع ليدلي بصوته إلى جانب شقيقهما الأصغر "عبد الغني"، ومن ثم أصبح ظهوره منحصرا في بعض المناسبات والجنازات الرسمية، آخرها تشييع جثمان الجنرال الأسبق، محمد عطايلية الشهر الجاري.
كما يوصف ظهور السعيد بوتفليقة في مختلف المناسبات "بالهادئ والصامت"، ولم يسبق له أن أدلى بأي تصريح.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز