تقارير إعلامية: شهر عسل بين الجزائر والسعودية
الزيارة التي أداها الوزير الأول الجزائري إلى السعودية تحظى باهتمام الصحافة الجزائرية ووصف البعض علاقات البلدين بـ"شهر عسل".
لا تزال الزيارة التي أداها الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال إلى المملكة العربية السعودية، تحظى باهتمام الصحافة الجزائرية، التي ذهب بعضها إلى حد اعتبار أن العلاقات بين البلدين تعيش "شهر عسل" غير مسبوق.
تفاعلت الصحافة الجزائرية مع تصريحات الوزير الأول عبدالمالك سلال في السعودية، وخصصت حيزا واسعا من صفحاتها لتحليل الزيارة وأبعادها الاستراتيجية والتعليق على حفاوة الاستقبال، خاصة أنها تأتي بعد فترة من الفتور في العلاقات ميزت البلدين، عقب اختلافها حول عدد من قضايا الصراع الإقليمية في المنطقة العربية.
وبحسب الصحيفة الإلكترونية "كل شيء عن الجزائر" الناطقة بالفرنسية، فإن الجزائر والسعودية تعيشان شهر عسل جديد، ظهر من خلال التقارب بينهما في عدد من القضايا، خصوصا اتفاق النفط الأخير الذي رعته الجزائر وأسهمت السعودية بشكل واضح في إنجاحه عبر التنازلات التي قدمتها فيما يتعلق خفض الإنتاج.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها الديبلوماسية الخاصة أن العلاقات بين الجزائر والسعودية، تتحسن بشكل ملموس، وهو ما انعكس بوضوح في حجم الحفاوة التي استقبل بها عبدالمالك سلال في الرياض ومقابلته الملك سلمان بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين في المملكة، وكذلك استقبال الجزائر في المقابل ولو بشكل غير رسمي مسؤولين سعوديين كبار على غرار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع الذي قضى فترة إجازة طويلة في الجزائر مؤخرا لممارسة هوايته في الصيد.
كما اهتمت صحيفة "الخبر" الجزائرية هي الأخرى لزيارة سلال إلى السعودية، وتوقفت مطولا عند تصريحاته التي ذكر فيها أن "الجزائريين سيهبون كرجل واحد للدفاع عن البقاع المقدسة"، وربطت بين ذلك وبين تصريحات سابقة كان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد ذكرها بخصوص اعتبار الحوثيين في اليمن شريكا في إيجاد حل للأزمة، وهو ما قد يعني مراجعة موقف الجزائر من الحوثيين بعد محاولة قصفهم مكة المكرمة.
وتناولت صحف أخرى هذه التصريحات من زاوية أخرى، تتعلق بعقيدة الجزائر القتالية التي ترفض إيفاد جيشها للقتال خارج الحدود، وقالت إن الوزير الأول الجزائري، لما تعلق الأمر بالدفاع عن مكة المكرمة، لم يعر اهتماما كبيرا لهذا المبدأ ربما لخصوصية ومكانة البقاع المقدسة بالنسبة للجزائريين.
وفي مقال تحليلي لها، أشارت صحيفة "البلاد"، إلى إمكانية أن تكون الجزائر، بما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية عديدة، شريكا موثوقا للسعودية، في هذا الوضع الدولي الضاغط، وذكرت أنها تتوقع أن تشهد الجزائر استثمارات سعودية مالية كبيرة وارتفاع مستوى التنسيق في مجالات محاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى ليبيا؛ حيث تعد الجزائر لاعبا إقليميا لا غنى عنه، مع إمكانية حلحلة الوضع مع المغرب.