انخفاض أسعار النفط يضع سوناطراك الجزائرية في"ورطة استثمارية" بـ2019
المدير العام لشركة سوناطراك يعتبر الأسعار الحالية للنفط معرقلة لخطط الشركة المستقبلية ومعقدة لتوقعات الاستثمار للعام المقبل.
أعربت الجزائر عن خشيتها من استمرار تراجع أسعار النفط وبقائها دون 60 دولاراً للبرميل على مستقبل الاستثمارات في قطاع النفط بالبلاد.
وقال المدير العام لشركة سوناطراك النفطية الحكومية في الجزائر عبدالمؤمن ولد قدور إن "أسعار النفط بين 50 و60 دولاراً أمريكياً هي صعبة جداً، والسعر المناسب بين 70 و80 دولاراً أمريكياً حتى يتسنى لنا رؤية ما الاستثمارات الواجب مباشرتها".
- الجزائر تعلن مشروع شراكة ضخم بين "سوناطراك" و"سابك"
- سوناطراك ترصد 59 مليار دولار للاستثمار بقطاع الطاقة حتى 2022
واعترف المسؤول الجزائري في ندوة صحفية من منطقة تيميمون (جنوب الجزائر) بأن التذبذب الذي تشهده أسعار النفط في الأسواق العالمية يعقد التوقعات الخاصة بواقع الاستثمار للعام المقبل، وقال إن "أسعار النفط ترتفع وتنخفض بشكل كبير جداً، وإن التوقعات بالنسبة للعام المقبل أمر معقد جداً".
وتراهن سوناطراك بحسب ولد قدور في 2019 على تجسيد المشاريع التي أطلقتها ورفع قدرات الإنتاج.
ويرى عدد من خبراء الاقتصاد أن مخاوف الجزائر من استمرار تراجع النفط في الأسواق العالمية له ما يبرره، خاصة بعد إعلان سوناطراك عن استراتيجيتها الجديدة للطاقة، وذلك حتى عام 2022 التي رصدت لها 59 مليار دولار، بهدف تطوير قطاع النفط في البلاد ورفع إيراداته التي بلغت 31.795 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من 2018.
وتواجه الجزائر البلد العضو في منظمة أوبك صعوبات في الانتقال باقتصادها من "الريعي إلى المتنوع"، حيث أجبرها انهيار أسعار النفط منذ نهاية 2013 على إقرار موازنات عامة تقشفية بهدف ترشيد النفقات في السنوات الأربع الأخيرة، في وقت ما زالت الجزائر منذ استقلالها تعتمد على نحو 97% من صادراتها على النفط، فيما تشكل عائداته 60% من موازنة البلاد.
في سياق آخر، كشف المدير العام لسوناطراك الجزائرية عبدالمؤمن ولد قدور في ندوته الصحفية، عن اعتزام الجزائر وقف استيراد المنتجات النفطية المكررة لتلبية الاحتياجات المحلية اعتباراً من العام المقبل، الأمر الذي سيمكن الجزائر من توفير 25 مليار دولار كل عشرة أعوام.
وأرجع قدرة سوناطراك على تجسيد الخطوة إلى "إنتاج المصافي المختلفة التابعة لسوناطراك، خاصة مصفاة أوغوستا بإيطاليا والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 10 ملايين طن سنوياً".
يذكر أن الحكومة الجزائرية أقرت موازنة ضخمة للعام المقبل والأقل تقشفاً مقارنة بالسنوات الأربع الماضية، وقدرت نفقاتها الإجمالية بـ72.10 مليار دولار، وعلى أساس سعر مرجعي للنفط بـ50 دولاراً للبرميل، مع توقعات بأن تصل نسبة النمو إلى نحو 2.6% ومعدل تضخم بـ4.5%، وعجز في الموازنة بنحو 16 مليار دولار.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg
جزيرة ام اند امز