للحد من ظاهرة "الحرقة".. اتفاق جزائري إسباني على هجرة "منتظمة"
اتفقت الجزائر وإسبانيا، الثلاثاء، على خطوات جديدة للحد من ظاهرة الهجرة غير القانونية عبر "هجرة منتظمة ومنظمة" بين البلدين.
وفي ختام زيارة رسمية دامت يومين، اتفق وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ونظيرته الإسبانية أرانتتشا قونزاليس لايا على فتح طريق هجرة جديد بين البلدين "منتظم ومنظم" مخصص لرجال الأعمال والطلبة والعمال.
- الهجرة السرية تنشط في الجزائر.. وخبير: 3 أسباب عميقة
- الجزائر توقف أحد أباطرة الهجرة غير الشرعية بمستغانم
وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية أن الجانبين بحثا آليات جديدة للحد من وصول المهاجرين غير الشرعيين من الضفة الجنوبية إلى الشمالية "لاسيما من منطقة الساحل"، خصوصاً وأن الجزائر كانت خلال السنوات الأخيرة منطقة منشأ وعبور في آن واحد للظاهرة التي تسمى في الجزائر بـ"الحرقة".
غير أن وزير الخارجية الجزائري نفى أن تكون بلاده بلد منشأ للمهاجرين غير النظاميين، مشيرا إلى أنها "بلد عبور لآلاف المهاجرين من أجزاء أخرى من أفريقيا قبل عبورها مضيق جبل طارق"، وشدد بوقادوم على أن بلاده "تعمل بشفافية ومستمرة مع إسبانيا بشأن هذه القضية".
وفي تغريدة له بعد اختتام زيارته لمدريد ولقائه كبار المسؤولين فيها بينهم الملك فيليب السادس، أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم "وجود إرادة مشتركة للتعاون بين البلدين في كل المجالات، بغية تحقيق علاقات متوازنة تحفظ مصالح الطرفين إلى جانب تعزيز التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا التي تخص المنطقة مع تعزيز التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا التي تخص المنطقة".
كما شددت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتتشا قونزاليس لايا على ضرورة العمل بين البلدين ضد الهجرة غير القانونية و"تفكيك شبكات الاتجار بالبشر ومنع الشبكات الإجرامية التي تستفيد من محنة الآخرين" وفق ما ذكرته في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الجزائري.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى التزام مدريد والجزائر في محاربة الهجرة غير الشرعية، كما نوه بأهمية العلاقات التي تربط بلاده بالجزائر.
وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسبانية، وصف سانشيز الجزائر بـ"الدولة الصديقة والجارة والشريك الاستراتيجي في المنطقة المغاربية سياسياً واقتصادياً"، وأبدى في المقابل رغبة مدريد في أن "تصبح شريكاً تجارياً معيارياً للجزائر".
كما كشف بأن إسبانيا "الدولة الأوروبية الوحيدة التي عقدت معها الجزائر أكثر الاجتماعات رفيعة المستوى وبوتيرة عالية خلال العامين الأخيرين"، معتبرا ذلك "مؤشرا على كثافة العلاقات الثنائية".
وتخوض الجزائر "حرباً" على الهجرة غير الشرعية، إذ تكشف مختلف البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع عن تكثيف العمليات الأمنية التي مكنت من إحباط عدة محاولات للهجرة عبر قوارب مطاطية أو كما تسمى بـ"قوارب الموت" من مختلف سواحل البلاد الشرقية والغربية والوسطى باتجاه إسبانيا وإيطاليا، معظمهم من جنسيات جزائرية وأفريقية، وسط مؤشرات على عودة تنامي الظاهرة منذ نهاية العام الماضي.
ووفقاً لأرقام قدمتها الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود المعروفة بـ"فرونتكس" في سبتمبر/أيلول 2020 فقد بلغ عدد المهاجرين الجزائريين السريين الذين سلكوا طريق غرب البحر المتوسط باتجاه إسبانيا نحو 5225 "خلال الأشهر الثمانية الأولى" من 2020، مقابل 865 باتجاه وسط البحر المتوسط نحو إيطاليا.
ووصلت ذروة الهجرة السرية من الجزائر إلى إسبانيا شهر يونيو/حزيران الماضي، عندما أعلنت السلطات الإسبانية وصول نحو 800 جزائري بطريقة سرية إلى أراضيها "خلال الأسبوع الأخير من يونيو".
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز