الجزائر تنهي "ورطة سبوتنيك".. وطائرات عسكرية لجلب لقاحات كورونا
تسلمت الجزائر، الجمعة، الشحنة الأولى من لقاح "سبوتنيك V" الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتنتهي بذلك "قصة ورطة صحية" كادت أن تتحول إلى أزمة أكثر تعقيدا من تفشي فيروس كورونا.
وحطت مساء الجمعة، بمطار بوفاريك العسكري وسط الجزائر طائرة عسكرية تابعة للجيش الجزائري قادمة من روسيا، محملة بالشحنة الأولى من لقاح "سبوتنيك V" والمقدرة بـ500 ألف جرعة بقيمة 20 مليار دينار (نحو 11 مليون دولار أمريكي).
- تطعيم كورونا ينطلق في الجزائر السبت.. والإصابات تتراجع
- مسؤول جزائري يكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل "ورطة" اللقاح الروسي
وأعلنت السلطات الجزائرية تخصيص أسطولها الجوي العسكري لاقتناء الكميات الكافية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا من 3 دول، والمتعلقة بـ"سبوتنيك V" و"أسترازينيكا– أكسفورد" من الهند التي ستصل أولى شحناته، الأحد المقبل، إلى جانب لقاح "سينوفارم" الصيني.
وأشرف عدة وزراء في الحكومة الجزائرية على استقبال الطائرة العسكرية القادمة من روسيا، على رأسهم وزير الصحة، وكذا وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة.
ومن المرتقب أن تنطلق عملية التلقيح اعتبارا من السبت من مستشفى البليدة التي كانت بؤرة لفيروس كورونا منذ تفشيه في الجزائر وسجلت بها أول حالات "كوفيد – 19" نهاية فبراير/شباط 2020.
وخصصت السلطات الصحية الجزائرية 47 مركز تلقيح جاهزا لاستقبال المواطنين على أن يتم إخضاعهم للفحوص الطبية لمدة 30 دقيقة قبل التلقيح وبعده، على أن تستمر عملية التلقيح لمدة "عام كامل".
وتقرر إعطاء الأولوية في أول عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا في الجزائر للعاملين في القطاع الصحي، والمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن.
وتستهدف الجزائر من عمليات التلقيح الوصول إلى تحقيق "المناعة الجماعية" وتلقيح نحو 60% من الجزائريين بهدف العودة التدريجية للحياة الطبيعية ورفع إجراءات الحجر الصحي بشكل نهائي، وفق اللجنة الحكومية لرصد ومتابعة فيروس كورونا.
ومنذ تفشي فيروس كورونا في الجزائر أوائل السنة الماضية، لجأت السلطات الجزائرية للقوات المسلحة عبر طائرات الشحن العسكرية لجلب العتاد الطبي الخاص بمجابهة جائحة كورونا، وأقامت جسورا جوية مع الصين وروسيا لاقتناء المستلزمات الطبية، خصوصاً الكمامات وأجهزة التنفس.
وكشف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الجزائري عبدالرحمن بن بوزيد عن وضع بلاده موازنة ضخمة و"مفتوحة" لاقتناء لقاحات مضادة لـ"كوفيد– 19"، وتوقع أن تصل إلى 150 مليون دولار.
ويجمع الاختصاصيون على تحسن الحالة الوبائية في الجزائر، مع تسجيلها تراجعا كبيرا في معدل الإصابات والوفيات اليومية بفيروس كورونا، مقابل تزايد عدد حالات الشفاء.
وسجلت الجزائر في الشهرين الأخيرين تراجعا كبيرا في إجمالي الإصابات والوفيات اليومية بفيروس كورونا المستجد، ووصل عدد المصابين الإجمالي حتى الجمعة 106 آلاف و887 إصابة مؤكدة، والوفيات 2884، فيما بلغ عدد المتعافين من الفيروس 72 ألفا و956 حالة شفاء.
تدخل دبلوماسي
وكشف مسؤول جزائري في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" عن تأخر استيراد لقاح "سبوتنيك V" الروسي، مما وضع السلطات الصحية في ورطة دفعتها للجوء إلى شركة متعددة الجنسيات لسد حاجاتها من لقاح فيروس كورونا.
والخميس، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية بأن صبري بوقادوم وزير الشؤون الخارجية بحث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرجي لافروف عددا من الملفات على رأسها لقاح "سبوتنيك V"، بالإضافة إلى محادثات هاتفية أخرى أجراها بوقادوم مع وزير الخارجية الهندي سوبرامنيام جاي شانكار بهدف التسريع في اقتناء لقاح "أسترازينيكا– أكسفورد".
وأقرت اللجنة الحكومية لرصد ومتابعة فيروس كورونا في الجزائر بما أسمته "دور الجهاز الدبلوماسي" في إنهاء أزمة تأخر وصول اللقاح الروسي، وأشارت إلى "الدور الرائد الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية للتعجيل في اقتناء اللقاح".
وحمّل الدكتور بقاط بركاني عضو اللجنة الصحية الحكومية في تصريح سابق لـ"العين الإخبارية" مسؤولية تأخر الجزائر في اقتناء لقاح مضاد لفيروس كورونا إلى "وزارة الصحة" ودعا إلى أن "تكون الجزائر موجودة بقوة في السوق الدولية لاقتناء اللقاح".
"فتوى اللقاح"
وعقب الجدل الذي أحدثته الأنباء التي تحدثت عن "مخاطر اللقاح" على صحة الإنسان، أصدرت اللجنة الوزارية الجزائرية للفتوى، مساء الخميس، "فتوى" بددت فيها مخاوف الجزائريين، ودعتهم للإقبال على التطعيم من فيروس كورونا.
وأكدت لجنة الفتوى في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه بعد "التنسيق والتعاون مع اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا حيث عقد اجتماعا مع ناطقها الرسمي البروفيسور جمال فورار الذي أوضح جملة من المعطيات العلمية تؤكد أن التلقيح ضد فيروس كورونا ضروري لمواجهة هذه الجائحة وأنه لا يسبب خطرا على صحة المواطنين".
وشددت على أن جميع اللقاحات المتوفرة "لا تحتوي على مكونات تحرمها الشريعة الإسلامية".