"فراولة بشرية".. حين تغضب نساء الجزائر من رئيس حزب
يقول مثل جزائري شائع: "إذا حلفت فيك امرأة بات قاعد، وإذا حلف فيك رجل بات راقد"، بمعنى "إذا توعدتك امرأة نم واقفاً".
قد يبدو المثل مجازياً لارتباطه بـ"الجنس اللطيف" لكنه يحذر من ردة فعل المرأة الغاضبة إذا أهينت كرامتها، وقد يسقط ذلك المجاز في الحدث الأخير بالجزائر من خلال ردود الفعل الغاضبة من تصريحات انتخابية لرئيس حزب خصوصاً من النساء "دفعته لعدم الظهور" أو لتقليله، ربما خشية تحولهن إلى "الجنس يا لطيف في وجهه" وفق تعليقات جزائريين.
- انتخابات الجزائر.. "طوفان" المستقلين ينافس 28 حزبا
- الجزائر.. حملات الإخوان الانتخابية في مرمى السخرية
وانتشر مؤخرا فيديو عبر منصات التواصل لأمين عام حزب "جبهة الحكم الراشد" عيسى بلهادي، تضمن كلمة له خلال تجمع انتخابي وهو يتحدث عن مرشحات حزبه وشبههن بـ"الفراولة".
وخلال شرحه برنامجه الانتخابي ومحاولته إقناع الحاضرين بالتصويت على حزبه في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 12 يونيو/حزيران المقبل، قال بلهادي "إن من بين مرشحات الحزب المهندسة والطبيبة والمديرة، والمقصد الثاني من مشروع الحكم الراشد هو إبراز النخب الشعبية".
قبل أن يستطرد بالتصريح الذي أثار جدلا واسعاً في الجزائر والذي قال فيه: "جبنالكم لفراز ولكن سسيليكسيوني وليس الفراز الذي يتم تصديره إلى جنوب أفريقيا" ويقصد "أحضرنا لكم الفراولة المختارة والمنتقاة".
وسرعان ما ألهب تشبيه السياسي الجزائري مواقع التواصل وصدرت ردود أفعال غاضبة من مرشحات وحتى من خارج الوسط السياسي، وامتد سخط النساء إلى الفنانات والصحفيات.
وأجمعت مختلف ردود الأفعال على اتهام رئيس الحزب بـ"تقديم المرأة المرشحة كسلعة لترويج الانتخابات"، وبأنها "إهانة وإساءة للمرأة الجزائرية"، وطالبوا بتدخل جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة.
ودعت دلال كاوج وهي إحدى المرشحات في القوائم المستقلة إلى "تغيير نظرة المجتمع للمرأة، وأن لا تكون نظرته سطحية لها أو لشكلها" وأن "يبني نظرته على ما يسمعه منها".
كما طالبت الفنانة نضال الجزائري من مرشحات حزب "جبهة الحكم الراشد" الانسحاب من الترشح أو من الحزب، واعتبرت بأن ذلك "الوسيلة المثلى لرد اعتبارهن"، واتهمت رئيس الحزب بـ"عرضهن كسلعة رخيصة" على حد وصفها.
أما الإعلامية الجزائرية صوريا بوعمامة (التلفزيون الحكومي) فقد عبرت عن غضبها في منشور عبر موقع "فايسبوك" رصدته "العين الإخبارية" شبهت فيه تصريح السياسي بـ"حوادث اغتصاب المرأة".
وقالت في منشورها: "ما هذا الانحطاط !..لا فرق بين فعل اغتصاب معلمات في وضح النهار ووصف مناضلات بالفريزة، أين هي منظمات الدفاع عن حقوق المرأة وترقيتها؟".
بينما اعتبر محمد شرفي رئيس السلطة المستقلة لمراقبة وتنظيم الانتخابات بالجزائر بأن تصريح رئيس الحزب "لا يعاقب عليه القانون ولم يمس بشرف أي أحد".
لكنه أكد في المقابل أن من يعاقب على مثل هذه التصريحات "هو الناخب"، وبأن "الحملة الانتخابية وُضعت ليعرف الناخب من يتماشى خطابه وسلوكه وشخصيته وبرنامجه مع ما يطمح إليه".
ويتنافس على سابع برلمان تعددي في تاريخ الجزائر أكثر من 1400 قائمة، تحتكر غالبيتها قوائم المستقلين في سابقة هي الأولى من نوعها منذ تنظيم أول اقتراع تشريعي في يناير/كانون الثاني 1991.
وتتسابق 1483 قائمة على 407 مقاعد برلمانية المكونة للمجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان)، بينها 837 قائمة للمستقلين، و646 قائمة تمثل 28 حزباً عبر 58 محافظة و4 مناطق مخصصة للجالية الجزائرية بالخارج، فيما فشل 25 حزباً في الحصول على التوقيعات اللازمة للترشح.