الجزائر.. موجة استسلام كبيرة للإرهابيين وعائلاتهم
السلطات الأمنية الجزائرية تكشف عن استسلام 29 إرهابيا منذ بداية العام الحالي، والخبراء الأمنيون يعتبرونه نزيفا كبيرا للإرهابيين.
شهدت الجزائر في الأشهر الأولى من العام الحالي تزايداً كبيراً في أعدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية والأمنية الجزائرية، مقارنة مع عام 2017.
واعتبر خبراء أمنيون أن الأعداد الأخيرة تعتبر الأكبر منذ سنوات، حيث كان آخر من سلم نفسه إرهابي يدعى (د.عبدي) سلم نفسه صباح الأربعاء للسلطات العسكرية بمدينة تمنراست (1981 كلم جنوب الجزائر العاصمة)، وبحوزته سلاح رشاش من نوع "كلاشنيكوف"، ومخزني ذخيرة مملوئين، وفق ما ذكره الجيش الجزائري.
وبحسب بيان وزارة الدفاع الجزائرية، الذي اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، فقد سَلَّم 13 إرهابياً أنفسهم وعائلة إرهابي آخر تتكون من 10 أفراد خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، من بينهم 7 إرهابيين في الأسبوع الأخير من الشهر نفسه ينتمون إلى فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في المغرب العربي، سلموا أنفسهم بمنطقة تمنراست الجنوبية.
في حين بلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم منذ بداية شهر يناير الماضي 29 إرهابياً، وهو رقم قياسي جداً بالمقارنة مع عدد الإرهابيين الذين وضعوا السلاح في 2017، والذين بلغ عددهم 30 إرهابياً "في عام كامل".
وأشار بيان وزارة الدفاع الجزائرية، إلى أن استسلام الإرهابيين كان في أكثر من منطقة بالجزائر، وأن غالبيتهم سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية والأمنية بالمناطق الصحراوية والحدودية القريبة من دولتي مالي والنيجر .
وأكد عدد من الخبراء الأمنيين في حديثهم مع "العين الإخبارية" أن ارتفاع عدد الإرهابيين المستسلمين بشكل كبير يعود إلى "فعالية الاستراتيجية الأمنية التي اتبعتها الجزائر لإقناع الإرهابيين المسلحين بإلقاء السلاح، والاستفادة من تدابير قانون المصالحة الذي أقر عام 2005.
كما أجمعوا على أن الأرقام التي كشفت عنها وزارة الدفاع الجزائرية "تعد من الناحية الاستراتيجية الأمنية ضربة كبيرة لفلول الجماعات الإرهابية في الجزائر، وتؤكد حدوث نزيف كبير وسط التنظيمات الإرهابية".
من جانب آخر، وجهت وزارة الدفاع الجزائرية "نداءً" إلى الإرهابيين وعائلاتهم لتسليم أنفسهم للسلطات الجزائرية، وجاء في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على محتواه: "تدعو وزارة الدفاع الوطني جميع من تبقى من العائلات وبقايا الإرهابيين للتوبة والرجوع إلى جادة الصواب والاندماج في المجتمع واغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية".
كما دعت وزارة الدفاع الجزائرية إلى "الاقتداء بالكثير ممن سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية في الآونة الأخيرة بعدما تأكدوا أن طريق الإرهاب مسدود، وأن الحل هو التعجيل بالنزول والعودة للمجتمع قبل فوات الأوان".
وبخصوص عائلات الإرهابيين، فاجأت عائلة مكونة من 10 أفراد المتابعين للشأن الأمني في الجزائر، عندما قررت الجمعة الماضي تسليم نفسها للسلطات العسكرية بمدينة "جيجل" الواقعة شرق الجزائر.
- بالصور.. اكتشاف صواريخ مضادة للدبابات على حدود الجزائر مع ليبيا
- مؤتمر بالجزائر: 14 ألف إرهابي عادوا لدول أفريقية
وبحسب ما ذكرته العائلة في اعترافات نفلها التلفزيون الجزائري، فهي عائلة واحد من أقدم وأخطر الإرهابيين في الجزائر وهو "ف. صالح" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1998، وتتكون العائلة من الزوجة ونجله الإرهابي "ف. أسامة" وطفل وخمس بنات، إحداهن أمٌّ لرضيعين.
وذكر الجيش الجزائري بعد استسلام العائلة، أنها "كسرت حاجز الخوف والتردد وقررت الدخول من جديد في مسار الحياة الطبيعية في المجتمع".
وأشارت في السياق ذاته إلى "الحالة النفسية والصحية والاجتماعية المتدهورة للعائلة خاصة الأطفال الرضع لحظة استسلامها"، وهي العائلة السادسة التي تسلم نفسها منذ 2005 بمنطقة جيجل.
يذكر أن الجزائر أقرت في استفتاء شعبي جرى في 29 سبتمبر/أيلول 2005 ميثاقاً للسلم والمصالحة الوطنية ودخل حيز التنفيذ في 28 فبراير 2006، وأشارت التقارير الأمنية الجزائرية إلى أن أزيد من 15 ألف إرهابي سلموا أنفسهم مقابل أكثر من 17 ألف إرهابي تم القضاء عليهم منذ سنوات العشرية السوداء في الجزائر.