تبون في موسكو.. 4 أهداف على رادار الجزائر
بعد تأجيلها أكثر من مرة، توجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم الثلاثاء إلى روسيا في زيارة دولة تستغرق 3 أيام.
وقال بيان للرئاسة الجزائرية اليوم إنه "بدعوة من رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، يشرع اليوم، الرئيس عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى روسيا، تدوم 3 أيام، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين".
وأشار البيان إلى أن تبون سيشارك خلال الزيارة في المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ.
وفي مايو/أيار 2020، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، لزيارة موسكو، لكن جائحة كوفيد -19 منعته من القيام بالرحلة.
غير أن روسيا جددت الدعوة في يوليو/تموز 2022، خلال مكالمة هاتفية بين الرئيسين، وبدأت المشاورات التحضيرية للزيارة.
وبخلاف المشاركة في المنتدى الاقتصادي، فإن للزيارة 3 أهداف أخرى.
ففي وقت سابق، قالت وسائل إعلام جزائرية إن الزيارة ستتضمن التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، في خطوة من شأنها أن تعزز العلاقات المشتركة.
ووفق المصدر ذاته، فإن وثيقة "التعاون الاستراتيجي" التي سيتم توقيعها خلال زيارة تبون لموسكو، ستؤدي إلى دعم العلاقات الجزائرية الروسية سياسيا واقتصاديا، إضافة إلى زيادة التعاون العسكري، القوي أساسا، بين البلدين.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الجزائر ستوقع عقدا ضخما مع روسيا لتوريد أسلحة بقيمة تتراوح ما بين 12-17 مليار دولار خلال الزيارة تبون لموسكو.
وتعتمد الجزائر في تسليح جيشها بنسبة كبيرة على السلاح الروسي، كما يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وسياسية متميزة تجلت مع الأزمة الأوكرانية، حيث دعمت الجزائر موقف موسكو سياسيا، فيما تحرص روسيا على استمرار وتطوير علاقتها بالجزائر خاصة في ظل ما يشهده جوارها من أزمات في ليبيا ومالي ودول الساحل، حرصا من موسكو على دورها في المنطقة.
وبخلاف التعاون الدفاعي والشراكة الاستراتيجية، يسعى الرئيس الجزائري خلال زيارته إلى روسيا، لبحث سبل الحصول على دعم أكبر من موسكو لانضمام الجزائر لمنظمة "البريكس".
ومنذ 2020، زار الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري روسيا، مرتين، كما شارك عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الندوة العاشرة للأمن الدولي، التي نظمتها موسكو.
وبموجب الدستور الجزائري فإن الرئيس يشغل أيضا منصب وزير الدفاع الوطني.
وتربط الجزائر وموسكو علاقات قوية في كافة المجالات، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في 2021، 3 مليارات دولار رغم أزمة جائحة فيروس كورونا.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط "أوبك +".
وسبق لتبون أن وصف العلاقات الثنائية بين بلاده وروسيا، بأنها "علاقات معروفة لدى العام والخاص"، واصفا في الوقت ذاته علاقات الجزائر مع أوكرانيا بأنها "عادية".
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلن الرئيس الجزائري إعادة فتح سفارة بلاده في كييف التي أغلقت بسبب العملية العسكرية الروسية التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
وفي وقت سابق، قال تبون إن الجزائر لا تدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكونها بلدا "غير منحاز".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "لدينا برنامج تعاون واسع النطاق وطويل الأمد، فالجزائر وروسيا شريكان ومهمان لبعضهما البعض".
وأضاف لعمامرة "نجري حوارًا سياسيًا رفيع المستوى، ونأمل أن تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا".