استنفار أمني في الجزائر بعد رصد تحركات مجموعة إرهابية
أجهزة الأمن الجزائرية أبلغت وحداتها في شرق البلاد عن رصد تحركات لـ"كتيبة الغرباء" الإرهابية الموالية لتنظيم داعش.
أعلنت أجهزة الأمن الجزائرية حالة الاستنفار في مدينتي قَسَنْطينَة وسْكيكْدَة (شرق الجزائر)، بعد رصد تحركات لمجموعة إرهابية تنتقل بين المناطق الجبلية.
وقالت وسائل إعلام جزائرية، نقلا عن مصادر أمنية، الثلاثاء، إن قوات الأمن "رصدت تحركات مشبوهة لمجموعة إرهابية تنتقل بين جبل الوحش في قسنطينة والمناطق الجبلية بولاية سكيكدة".
وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن أبلغت وحداتها في شرق الجزائر عن رصد تحركات لقياديين من "كتيبة الغرباء" الإرهابية، التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش الإرهابي بعد انشقاقها عن تنظيم القاعدة، والتي قضى الجيش الجزائري على أميرها الملقب بـ"أبو الهمام" في شهر مارس/آذار 2017 بولاية قسنطينة.
وجاء في المعلومات الأولية، أن الأمر يتعلق بإرهابيين اثنين يخططان للقيام بعمليات انتحارية، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية الجزائرية من تحديد هويتهما.
الإرهابي الأول هو المكنى بـ"أبو الهيثم" الذي غيّر اسمه إلى "المُعوق"، بعد فقدانه ذراعيه "في انفجار قنبلة كان بصدد تعبئتها وانفجرت فيه"، أما الإرهابي الثاني فيسمى "صقر عادل"، الذي تطارده قوات الأمن الجزائرية منذ العام الماضي.
واستنادا إلى المصادر الإعلامية والأمنية ذاتها، فإن المجموعة الإرهابية التي ينتمي إليها "المعوق وصقر"، خططت أيضا لتنفيذ عمليات إرهابية في مدينة قسنطينة عشية رأس السنة، قبل أن يتم إجهاضها من قبل الأمن الجزائري.
اختيار "كتيبة الغرباء" الإرهابية تلك المنطقة بين مدينتي قَسَنْطينَة وسْكيكْدَة، ليس صدفة بحسب الخبراء الأمنيين، حيث يؤكدون أن ما تحتويه المدينتان من منشآت نفطية واقتصادية، جعل التنظيم الإرهابي "يبحث عن الفرقعة الإعلامية"، خاصة مع الضربات الاستباقية والموجعة التي وجهها الجيش الجزائري لهذه الكتيبة وفلول الجماعات الإرهابية طوال العام الماضي.
مصادر إعلامية وأمنية أكدت أن المعلومات الاستخباراتية في الجزائر "أكدت أن كتيبة الغرباء كلفت الإرهابيين الاثنين بتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية في عدد من الأماكن".
وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية قررت اتخاذ إجراءات استباقية، من خلال نشر أعداد إضافية من الشرطة والدرك في محيط المقرات الأمنية ومطار قسنطينة، الذي يعتبر أكبر مطار في شرق الجزائر، وميناء سكيكدة والمركب البترولي، خاصة أن مدينة سكيكدة تعتبر ثاني أهم مدينة اقتصادية وبترولية بعد حاسي مسعود الواقعة جنوب البلاد.
وكان الجيش الجزائري قد أعلن مع بداية السنة الجديدة، حالة استنفار أمني "غير مسبوق ودائم" على الحدود الشرقية مع تونس، وعلى كافة المعابر الحدودية بين البلدين، بعد "بروز نشاط مشبوه للجماعات الإرهابية على طول جبال الشعانبي، وهي المرتفعات الجبلية المشتركة بين البلدين".