حصيلة رسمية.. الجزائر تحبط مليون هجمة إلكترونية في 2021
حرب متعددة الجبهات تخوضها الجزائر، لم تعد مقتصرة فقط على فلول الإرهاب، بل لما بات يعرف بـ"حروب الجيل الجديد".
حقائق كشفت عنها الجزائر بالأرقام تضمنت "حصيلة ضخمة" لنجاح الأجهزة الأمنية في إحباط مئات آلاف محاولات القرصنة والهجمات الإلكترونية خلال 2021.
- الجزائر تستنفر.. منظومة متكاملة للحرب الإلكترونية
- "بيجاسوس" يفجر العلاقة.. مراسلون بلا حدود تعتذر للجزائر
وفي تصريح لمجلة "الجيش" التابعة لوزارة الدفاع الجزائرية، كشف العميد تيتوش نبيل يوسف رئيس "دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية" عن إحباط مصالحه مليون و242 ألف و801 محاولة هجوم إلكتروني وقرصنة في 2021 ومن "مختلف مناطق العالم" استهدفت مواقع إلكترونية جزائرية.
المسؤول العسكري الجزائري وصف النتائج المحققة بـ"المُرضية والمقبولة" مقارنة مع الأهداف التي سطرتها الوحدة التي يشرف عليها.
لكنه أقر في المقابل بـ"بعض الصعوبات" والتي ربطها بتنفيذ العقود مع الشركاء الأجانب التي تأخرت أو تعطلت بعد تفشي جائحة كورونا في العالم.
في المقابل، كشف العميد تيتوش عن تزود مخابر "دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية" والضباط العاملين بـ"أحدث الوسائل والأجهزة التعليمية المعتمدة في مجال التكوين، من بينها محاكيات متخصصة بمعايير دولية لاستعمال واستخدام وسائل وأدوات الحرب الالكترونية".
وكذا "تعزيز المدرسة العليا للإشار بأكاديمية سيسكو التي تقدم حاليا تكوينا عالي المستوى في تسيير وتأمين الشبكات".
كما كشف العميد بالجيش الجزائري عن تجهيز الدائرة العسكرية بـ"وسائل وتجهيزات جد متطورة تستجيب للمعايير الدولية، مما يؤهلها اليوم إلى إنتاج كميات معتبرة من المعدات التي من شأنها تلبية بشكل فعال احتياجات المستخدمين".
علاوة على "توفير ورشتين ميكانيكيتين مجهزتين بآلات تحكم رقمية عالية الدقة، تُستخدم لتصنيع الأجزاء وقطع الغيار الميكانيكية اللازمة في مجال التصليح والصيانة".
ومن المرتقب – بحسب المسؤول ذاته – إبرام دائرة الحرب الإلكترونية بالجيش الجزائري عقود تطوير بالشراكة مع كبرى الشركات العالمية. في حال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، دون أن يعطي تفاصيل عن طبيعة هذه الشركات.
نظام متطور
ومع نهاية 2021، تعززت قدرات الردع للجيش الجزائري بنوع آخر، بحسب ما ذكره موقع "مينا ديفينس" المختص في أخبار التسلح، إذ كشف عن حصول الجيش الجزائري على نظام حرب إلكتروني حديث "منذ نهاية العام الماضي".
ووصف النظام بـ"المتكامل في الحرب الإلكترونية"، واستوردته الجزائر من الصين، وتم انتاجه من قبل شركتين صينيتين وهما "ELLNC" و"CEIC".
إلا أن الموقع المختص في الشؤون العسكرية، نبه إلى أن المعلومات المتوفرة حول هذا النظام الإلكتروني الدقيق "قليلة جدا"، لكنه لفت إلى عدم الخلط بينه وبين نظام التشويش المضاد للطائرات المعروف باسم "CHL-903".
ومن بين الميزات المتوفرة عن هذه المنظومة الإلكترونية الجديدة و"المعقدة" التي سردها المصدر "كشف رادارات العدو لمسافة 600 كليومتر، وتحديد المواقع وتصنيف تحركات العدو على هذه المسافات، وحماية الرادارات والأنظمة المضادة للطائرات من الصواريخ المضادة للإشعاع من خلال تغطية ترددات الرادار".
وكذا "منع الاتصالات لمسافة 300 كيلومتر، ومنع العدو في الجو والبحر والبر من استخدام أنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية لمسافة 300 كيلومتر".
علاوة – وفق الموقع المختص – فإن هذا النظام الجديد "ليس نظام الحرب الإلكترونية الوحيد الذي يستخدمه الجيش الجزائري، بل تجمع بين ترسانة من المعدات الصينية والروسية.
حرب سيبرانية
وفي مايو/أيار الماضي، حذرت وزارة الدفاع الجزائرية مما سمته "خطورة مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي"، وشددت على أنها باتت "ملاذا آمنا لشبكات إجرامية منظمة"، وكشفت عن إحباطها "جميع" الهجمات السيبرانية استهدفت مواقع حكومية وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية استراتيجية، تضاعفت بشكل كبير منذ 2021.
وقال قائد أركان الجيش، الفريق السعيد شنقريحة: "عرفت بلادنا الجزائر، العديد من الهجمات السيبرانية، التي استهدفت مواقع حكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية استراتيجية، وازدادت هذه الهجمات حدة وكثافة في الآونة الأخيرة، مع خروج بلادنا من أزمتها ودخولها مرحلة بناء الجزائر الجديدة".
وأكد في السياق أنه "بفضل وعي مواطنينا، وتجنّد جميع الهيئات المختصة في الأمن السيبراني، تمكّنا من مواجهة وإحباط كل هذه الهجمات، وإفشال جميع المخططات والمؤامرات المُنفّذة عبر الفضاء السيبراني".
كما حذر قائد أركان الجيش الجزائري من أن مواقع التواصل وتطبيقاتها أصبحت "ملاذا آمنا لشبكات إجرامية منظمة" واتهمها بـ"الحقد وكراهية الدولة الجزائرية التي ما فتئت تشن حملات تحريضية، بغرض ضرب استقرار بلادنا، وزرع الفتنة بين أفراد الشعب الواحد".
وقال في هذا الشأن: "كما شكلت مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي ملاذا لشبكات إجرامية منظمة معروفة بحقدها وكراهيتها للدولة الجزائرية المشهود لها بمبادئها الثابتة، وقيمها الإنسانية النبيلة، وثورتها التحريرية الفريدة من نوعها في التاريخ، لتشن حملات تحريضية".
ونوه إلى أن أهداف تلك الشبكات الإجرامية المنظمة "ضرب الاستقرار وزرع الفتنة بين أفراد الشعب الواحد، وباتت اليوم واضحة غايات محاولات التلاعب وبث الرسائل الدعائية، والتسويق للأفكار الهدّامة، من طرف تلك الشبكات، خدمة لأجندات خبيثة أضحت مكشوفة للجميع".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز