الجزائر وتونس.. مساع لحل ليبي "خال" من التدخلات الخارجية
الرئيس التونسي قيس سعيد يستقبل وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الذي يقوم بثاني زيارة إلى تونس لبحث الأزمة الليبية.
جددت الجزائر وتونس، الإثنين، رفضهما التدخلات الخارجية في جارتهما المشتركة ليبيا، وأكدتا على استمرار التحرك الدبلوماسي لتوصل الفرقاء الليبيين إلى صيغة حل سياسي تنهي أزمة قاربت العقد.
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد بقصر قرطاج، وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم في ثاني زيارة بعد الأولى في يوليو/تموز الماضي، وذلك تحضيرا لزيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى تونس.
- الجزائر: نسعى مع تونس لاستضافة حوار بين فرقاء ليبيا
- خبراء: تنسيق الجزائر وتونس يكبل أطماع أردوغان بليبيا
وكشف وزير الخارجية الجزائري عقب الاستقبال في تصريح لوسائل إعلام تونسية محلية بأنه ناقش مع الرئيس التونسي الوضع في المنطقة والتحديات التي يفرضها لا سيما الوضع في ليبيا.
واتفقت الجزائر وتونس – وفق تصريح بوقادوم – على "مواصلة الجهود المشتركة للدفع بمسار الحل السياسي بعيدا عن التدخلات الأجنبية من خلال حوار شامل وبناء بين الليبيين أنفسهم حفاظاً على أمن ليبيا ووحدتها وسيادتها".
ووصفت الرئاسة التونسية العلاقات مع الجزائر بـ"الطابع الاستثنائي" فيما أشار بوقادوم إلى توجه البلدين نحو "إخراج هذه العلاقات عن النمط الكلاسيكي ومقاربتها وفق نظرة جديدة تعكس تميز هذه العلاقات ومتانتها من خلال العمل على مزيد تعزيز أطر التعاون وتنسيق المواقف بخصوص المسائل ذات الاهتمام المشترك".
وأكدت الرئاسة التونسية في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، على "الانسجام" القائم في مواقف البلدين حيال عديد القضايا الإقليمية والدولية، في قدمتها الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية.
وأكد خبراء في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" بأن تحرك الدبلوماسيتين الجزائرية والتونسية لإيجاد مخرج سلمي لأزمة جارتهما المشتركة ليبيا خلط أوراق أجندة النظام التركي وحد من أطماعه في المنطقة، وعلى أهمية وضع مصر خطا أحمر لها.
وشددوا على أن حديث البلدين عن "تنسيق مصيري مشترك" بينهما يعكس فهم البلدين لخطورة ما يحاك ضد ليبيا وكل المنطقة من قبل تركيا والإخوان.
وأوضحوا أن مواقف البلدين "المتطابقة" في رفض التدخلات العسكرية الأجنبية ورفضهما الانسياق وراء مغامرات أردوغان "كبلت أطماعه" وزادت من عزلته إقليمياً ودولياً.
واتفقت الجزائر وتونس على طرح مبادرة سلام بين الفرقاء الليبيين يتم خلالها إشراك جميع الأطراف دون الكشف عن تفاصيلها.
وكانت عدة نقاط محط توافق بينهما عقب تنشيط محور تونس – الجزائر بزيارات رفيعة المستوى، كان خلالها ملف الأزمة الليبية على رأس أجندتها.
وكشف وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم في تصريح سابق لقناة "فرنسا 24" عن سعي الجزائر وتونس لاستضافة حوار بين فرقاء الأزمة الليبية "مع ضرورة إشراك دول الجوار وعلى رأسها مصر والدول المحيطة بالجنوب الليبي، فضلاً عن إيطاليا ومالطا واليونان".