تصدرتها ليبيا.. أول مباحثات جزائرية أمريكية بعهد بايدن
دخلت الجزائر وواشنطن في مباحثات للمرة الأولى مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول أزمات المنطقة الأفريقية خاصة ليبيا ومالي.
وأجرى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم أول اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بحسب تغريدة لـ"بوقادوم" عبر تويتر.
وتضمنت المباحثات بين بوقادوم وبلينكن "تقوية الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر والولايات المتحدة في مختلف المجالات".
وتبادل الوزيران الجزائري والأمريكي وجهات النظر حول القضايا الإقليمية بمنطقتي المغرب العربي وأفريقيا ذات الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في ليبيا ومالي.
وغداة تعيينه وزيرا جديدا للخارجية الأمريكية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعرب وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم لنظيره أنتوني بلينكن عن تطلع بلاده "للعمل بشكل مشترك حول العديد من المسائل، لا سيما تلك المتعلقة بالسلام والأمن في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط".
وتعتبر الولايات المتحدة الجزائر شريكاً استراتيجياً و"حليفاً موثوقاً" في الحرب على الإرهاب بمنطقة أفريقيا عموماً والساحل خصوصاً.
كما أكدت التقارير الصادرة عن الخارجية الأمريكية في الأعوام الأخيرة أن الجزائر "تعد حصناً منيعاً في مواجهة الإرهاب"، وتضمنت تقييمات إيجابية لخبرة هذا البلد العربي ومجهوداتها في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، زار الجزائر وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر للمرة الأولى منذ 15 عاماً، وحظي باستقبال رئاسي لافت من قبل الرئيس عبدالمجيد تبون.
وبحث الجانبان تطورات الوضع في ليبيا والساحل الأفريقي، واتفقا على ضرورة متابعة التشاور والتنسيق من أجل توطيد أركان الأمن والسلم في المنطقة، في إطار احترام وحدة وسيادة دولها.
وقبلها، قام الجنرال ستيفن تاون ساند قائد القوات الأمريكية لأفريقيا "أفريكوم" بزيارة مماثلة للجزائر تباحث خلالها مع الرئيس الجزائري وقائد أركان الجيش.
ووصف قائد أفريكوم الجزائر بـ"الشريك ذي الثقة والقوي" في مجال مكافحة الإرهاب، داعيا إلى توسيع الشراكة بينهما إلى المسائل التي تتعدى إلى أمن واستقرار المنطقة، وأن تلعب الجزائر دوراً في حل مشاكل المنطقة.
كما شدد على أن "الجزائر شريك ذو ثقة وقوي، ونحن هنا لأننا نعلم بأن الجزائر باستطاعتها لعب دور هام من أجل ضمان الأمن والسلام في كل المنطقة".
وأطلقت الجزائر وواشنطن عام 2015 "حوارا استراتيجياً في المجالين السياسي والعسكري ومكافحة الإرهاب".
ويأتي الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الجزائري مع نظيره الأمريكي بعد يومين فقط من الطلب الذي قدمه الرئيس النيجيري محمد بخاري من واشنطن، لنقل مقرها العسكري المشرف على أفريقيا من ألمانيا إلى القارة السمراء، معتبرا أن ذلك "يشكل أفضل حل للحد من العنف المسلح المتزايد في المنطقة".
ويعتبر نقل قاعدة "أفريكوم" إلى أفريقيا من المسائل الخلافية بين الجزائر وواشنطن.
وأعربت الجزائر مرارا عن رفضها استقبال القاعدة الأمريكية على أراضيها، واشترطت أن يكون التعاون بين الجانبين "فنياً" ورفضت أي "تواجد عسكري".
وكانت واحدة من الدول الأفريقية التي أبدت تحفظاً على نقل "أفريكوم" إلى أفريقيا، تقول واشنطن إنها "ستسهل من تتبع ورصد أنشطة الجماعات الإرهابية خصوصاً فرع تنظيم القاعدة بالمنطقة".
وتشترك الجزائر والولايات المتحدة في رفضهما أي تواجد عسكري أجنبي في الأراضي الليبية، مطالبا بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا والتي تعتبرها "أحد أبرز أسباب تأزم الوضع" في الجارة الشرقية للجزائر، وتنامي الخطر الإرهابي بالمنطقة.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA=
جزيرة ام اند امز