الجزائر.. انتشار واسع لتطبيقات حجز سيارات الأجرة
الحكومة الجزائرية دعمت الشركات الناشئة في قطاع النقل من خلال تخفيف الأعباء القانونية والإدارية عليه.
تعتبر تطبيقات حجز سيارات الأجرة من التطبيقات الرائجة جداً في العالم، والتي تختلف من حيث أهدافها وأشكالها، إلا أنها لم تجد طريقا لها إلى الجزائر إلا في النصف الثاني من سنة 2017.
وتم ذلك بعد أن قررت وزارة النقل الجزائرية توفير الإطار القانوني المعترف بهذا النوع من التكنولوجيا الجديدة المعتمدة في مجال النقل، والاعتراف بجميع سائقي سيارات الأجرة التابعين للمؤسسات التي تتبنى تلك التطبيقات.
وفي خطوة تهدف إلى ضمان تحديث قطاع النقل، قررت الحكومة الجزائرية دعم الشركات الناشئة، من خلال تخفيف الأعباء القانونية والإدارية عليها، وإنشاء حاضنة للأعمال لمرافقة عدد من المشاريع المصنفة في خانة "الطموحة" بمنطقة "سيدي عبدالله" في العاصمة الجزائرية.
ومنذ توفير الإطار القانوني لنشاط الشركات الجزائرية المختصة في هذه التطبيقات، انتشر في الآونة الأخيرة عدد من التطبيقات الجزائرية، التي انتقلت إلى ولايات أخرى بعد أن كانت الجزائر العاصمة تحتكر نطاق عمل التطبيقات الخاصة بحجز سيارات الأجرة.
وفي أقل من نصف عام، تمكنت تطبيقات جزائرية من توفير آلاف السائقين والزبائن، من أبرزها 5 تطبيقات تسيطر على العدد الأكبر من السائقين والزبائن وحتى المناطق الجغرافية.
أكثر هذه التطبيقات نجاحا في الجزائر، نجد تطبيق (Yassir) الذي أطلق شهر سبتمبر/أيلول 2017، ورغم عدم توفره إلا في الجزائر العاصمة فقط، إلا أن مطوريه يؤكدون أن 5 آلاف سائق يعملون لدى هذا التطبيق، وأكثر من 30 ألف شخص حملوا التطبيق.
ومن التطبيقات التي "جازفت" خارج العاصمة الجزائرية، يوجد (Rebka)، الذي أطلق شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017، ويغطي الجزائر العاصمة، قسنطينة وسكيكدة وعنابة (شرق البلاد)، ووهران (غرب الجزائر)، ومن أبرز ما يقدمه "خدمة السيارات الفاخرة" الموجهة للشركات وكبار الشخصيات.
تطبيق (Wasselni) بمعني "وصلني" بالعربية، الذي خرج شهر يوليو من نفس العام، ويغطي مدن الجزائر العاصمة، قسنطينة وبجاية (شرق الجزائر)، ووهران (غرب البلاد)، ومن أهم مميزاته، عمله بنظام الدفع نقدا أو عن طريق البطاقات البنكية.
تطبيقات أخرى تحاول أن تجد لها مكانا في "سوق التطبيقات الواعدة"، من بينها تطبيقا (Atlaa) أي "اطلع"، و(TemTem) واسمه مستمد من العامية الجزائرية "ثم ثم"، بمعنى "في أسرع وقت".
تطبيقات عربية وأجنبية أيضا ستدخل هذا العام إلى السوق الجزائرية، أبرزها التطبيق الشهير (Careem) الذي أسس في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويستحوذ على حصص معتبرة في سبع دول عربية، ومن المرتقب أن يوسع نشاطه ليشمل الجزائر.
عوائق ونقائص التطبيقات
يؤكد المختصون في مجال البرمجيات والتطبيقات في الجزائر أن بداية انتشار تطبيقات خدمة حجز سيارات الأجرة لا يعني أنها حققت النجاح المطلوب لعدة عوامل وأسباب تؤكد نقائضها والعراقيل التي تعترضها.
ويذكر المختصون أن من أهم النقائض والعراقيل التي يجب أن تعالج لضمان نجاح هذه التطبيقات، توجد "خصوصية المجتمع الجزائري" الذي يحتاج بحسبهم إلى وقت أطول وضمانات أكثر حتى "يثق" في هذه التطبيقات الإلكترونية، ما يعني أن الأمر بحاجة إلى "تكيف متبادل" بين الشركة والجزائري.
إضافة إلى مسألة "الأسعار"، حيث يؤكد المختصون وعدد من زبائن هذه التطبيقات أن الأسعار التي يقترحها سائقو الأجرة من خلال هذه التطبيقات "باهظة جدا"، ما يعني "تنفيرا للجمهور المستهدف" من الخطوة الأولى، ويقترح المختصون ضرورة وضع سياسات ترويجية وأسعار تنافسية تضمن بقاء هذه التطبيقات في السوق المحلية.
كما يطرح المختصون مشكل "تغطية التطبيقات" الذي لا يتعدى 6 ولايات جزائرية من أصل 48، فسائقو الأجرة مطالبون بإيصال زبائنهم في الولايات الداخلية أو خارجها، وغالبيتها لا تشملها هذه التطبيقات، وهو الإشكال الذي يصر المختصون على ضرورة تجاوزه، معتبرين أنه يمثل "الحد الأدنى فقط" لنجاح هذه التطبيقات.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز