"الكمامة" وسيلة الغش الأولى في زمن الكورونا بالجزائر
جزائريون يتداولون عبر منصات التواصل صورة لكمامة تحتوي على دروس من مادة التاريخ لجأ لها أحد طلبة البكالوريا.
لم يكن قطع الإنترنت لـ5 أيام كاملة الحدث الوحيد في امتحانات شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) بالجزائر، بل كان هناك أنواع غش مبتكرة بين الجزائريين.
وتداول جزائريون عبر منصات التواصل الاجتماعي صورة لكمامة مكتوب عليها ملخصاً لدروس مادة التاريخ لأحد طلبة البكالوريا.
- بكالوريا الجزائر.. السجن 15 سنة عقوبة الغش وقطع الإنترنت احترازيا
- الجزائر تقاوم "غش البكالوريا" بقطع الإنترنت.. اقتصاد يخسر وشعب غاضب
وأجمعت كثير من تعليقات الجزائريين على صور الكمامة على أنها "أحدث أنواع الغش في زمن الكورونا".
وكان تفاعل رواد مواقع التواصل يتراوح بين السخرية تارة وانتقاد ما يصفونه بـ"الوضع الذي آلت إليه المدرسة الجزائرية" تارة أخرى.
وعلق أحدهم ساخراً بالقول: "سبحان الله حتى كورونا فيها فوائد للممتحنين في البكالوريا ولم تخل من الغش، لا حول ولا قوة إلا بالله"، وآخر كتب: "سنة سعيدة 2020، لي فيها إلا الجديد، ربي يجيب الخير".
فيما وصف مغرد صاحب الكمامة بـ"المبدع"، واعتبر "أن عدم استغلالهم من قبل السلطات خسارة للاقتصاد، والاعتماد عليهم يعني الاستغناء عن عائدات النفط".
بينما اعتبر آخرون أن عمليات الغش الحقيقية تتم باستعمال "تقنية البلوتوث" باستعمال الهواتف النقالة، منتقدين عدم اللجوء إلى أجهزة التشويش لمنع ظاهرة الغش في الامتحانات.
فيما دعا آخرون إلى "عدم التركيز على ظاهرة الغش، والاهتمام بالحلول التي بإمكانها القضاء على هذه الظاهرة".
وراح آخرون للتشكيك في حقيقة الصورة أو أنها من الجزائر، معتبرين أن طلبة البكالوريا "عانوا كثيرا بسبب تأجيل الامتحانات وكورونا وإجراءات الحراسة المشددة عليهم طيلة فترة الامتحانات التي تبدأ من مدخل الثانوية إلى غاية دخوله الصف".
ولجأت السلطات الجزائرية، الأسبوع الماضي، وللعام الخامس على التوالي لقطع شبكة الإنترنت طيلة فترة الامتحانات، في محاولة منها للحد من ظاهرة الغش وتسريب أسئلة الامتحانات.
كما أقرت قانوناً يعد سابقة في تاريخ البلاد، لردع ظاهرة الغش في الامتحانات تصل عقوباته بين 3 سنوات و15 سنة سجناً.
وأثار قرار قطع الإنترنت موجة استياء وغضب عارمين في الجزائر، ما اعتبره كثير من الجزائريين بـ"السياسات الخاطئة والتي تسبب خسائر اقتصادية"، فيما قدرها خبراء اقتصاديون بنحو 150 مليون دولار خلال الأيام الـ5 للامتحانات.
واعتبر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أن قطع الإنترنت لمنع الغش في الامتحانات "مسيء لصورة الجزائر".
وأعلن في مقابلة، الأحد، مع وسائل إعلام عدم اللجوء إلى قطع الإنترنت فترة الامتحانات اعتباراً من العام المقبل، وتعهد في المقابل بـ"استعمال وسائل تقنية عصرية مثل المستعملة في الدول المتقدمة لمنع الغش"، وانتقد سرعة تدفق الإنترنت وكشف عن مساع حكومية لتحسين خدماتها عبر كامل مناطق البلاد.