كريمة الشويخ لـ"العين الإخبارية": ترشيح فيلمي للأوسكار بدأ بدعم إماراتي
المنتجة الجزائرية كريمة الشويخ تكشف لـ"العين الإخبارية" عن الدعم الإماراتي لفيلمها "إلى آخر الزمان"، المرشح لتمثيل الجزائر في الأوسكار
بخطوات واثقة تواصل المنتجة الجزائرية الشابة كريمة الشويخ مشوارها في عالم السينما، حيث نجح فيلمها الأول "إلى آخر الزمان"، وهو من إخراج شقيقتها ياسمين الشويخ، أن يفرض نفسه في العديد من المهرجانات الدولية، فبعد العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان دبي العام الماضي، حصد العديد من الجوائز من أبرزها جائزة "الوهر الذهبي" بمهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر، وجائزة أفضل ممثل لبطل الفيلم جيلالي بوجمعة في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية، فضلا عن ترشيح الفيلم ليمثل الجزائر في التنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.
في حوارها مع "بوابة العين الإخبارية" كشفت المنتجة كريمة الشويخ، وهي ابنة المخرج محمد الشويخ والمخرجة يمينة بشير، عن دور مهرجان دبي السينمائي في تمويل فيلمها "إلى آخر الزمان"، والصعوبات التي واجهتها أثناء التحضير له، والمشاكل التي تواجه الأفلام الجزائرية، وإمكانية تقديم أفلام بنظام الإنتاج المشترك مع بعض الدول العربية.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في إنتاج فيلم "إلى آخر الزمان"؟
أصعب شيء كان البحث عن التمويل، حيث حاولنا الحصول على تمويل من جهات دولية ولم نتمكن من ذلك، لكن كان لدينا تمويل كامل من الجزائر باستثناء مرحلة ما بعد الإنتاج كانت من خلال صندوق إنجاز بمهرجان دبي السينمائي، ومهرجان دبي ساعدنا كثيرا في خروج هذا الفيلم للنور.
لماذا لم تحاولي البحث عن شركاء عرب آخرين في الإنتاج من خارج الجزائر؟
كنا مهتمين بالبحث عن شركاء لكن لم نتمكن من ذلك، وأتمنى أن يكون هناك إنتاج عربي مشترك مثلما يحدث في دول أوروبا، ويبدو أننا اعتدنا على أن تكون الشراكة في الإنتاج السينمائي بين الشمال والجنوب، لكن في السنوات الأخيرة بدأ يظهر هناك تفكير في أهمية أن يكون الإنتاج بين الجنوب والجنوب، ما بين الدول العربية أو مع دول أمريكا الجنوبية، و"إلى آخر الزمان" هو أول فيلم روائي طويل لي ولشقيقتي المخرجة ياسمين شويخ، ولم يكن لي العلاقات الكافية لإيجاد شراكات من خارج الجزائر، وأتمنى أن يتحقق ذلك في فيلمنا المقبل.
في فترات ماضية كان هناك إنتاج مشترك بين الجزائر ومصر في بعض أفلام يوسف شاهين.. لماذا غابت مثل هذه التجارب الآن؟
في ذلك الوقت كانت الدولة الجزائرية تساهم في الإنتاج بشكل كبير، لكننا مررنا بفترة صعبة وتراجع الإنتاج إلى فيلم أو فيلمين في السنة، والتعاون في الإنتاج بين الدول يحتاج إلى ثقافة وإرادة سياسية.
كيف ترين سوق توزيع الفيلم الجزائري وهل يحقق مردوده المادي من داخل الجزائر؟
نحن مثلا صنعنا فيلم "إلى آخر الزمان"، وليس له أي مردود مادي حتى الآن، فللأسف ليس لدينا دور عرض سينمائي كثيرة في الجزائر لكي تحقق الأفلام مردودا ماليا كبيرا، لذلك لا بد من عرض الأفلام الجزائرية في الخارج، مشكلتنا الكبرى هي دور العرض، لذلك الجزائريون لم يكن من عاداتهم الذهاب إلى السينما، وفي الوطن العربي يتحججون بأن اللهجة الجزائرية صعبة وغير مفهومة، لكن أعتقد أن ذلك ليس مقنعا لعدم عرض الأفلام الجزائرية، فمشكلة اللهجة موجودة في الوطن العربي من كل الجهات، ومن الممكن التغلب على ذلك بوضع ترجمة للأفلام، ونحن كجزائريين تعودنا على اللهجة المصرية بسبب الأفلام والمسلسلات، وأعتقد أن السينما تساعد الناس على التعاون والتواصل.
بما أن صندوق إنجاز بمهرجان دبي ساهم في إنتاج "إلى آخر الزمان".. هل لديك طموح أو رغبة في التعاون مع جهات إنتاجية إماراتية في الفترة المقبلة؟
نحن منفتحون على التعاون مع الجميع، والإمارات كان لها فضل كبير، فمهرجان دبي ساعدنا كثيرا في إنجاز الفيلم وكان العرض العالمي الأول للفيلم به، والمهرجان ساعدنا كثيرا بخلاف الدعم المالي حيث كان له الفضل بتعريف الناس بالفيلم.
كمنتجة شابة كيف تقيمين واقع السينما الجزائرية؟
الجزائريون لديهم طموح كبير ليصنعوا سينما، وهناك أفلام جيدة قدمت في السنوات الأخيرة، ولدينا عدد كبير من السينمائيين الشباب، وما نبحث عنه فقط تطوير للقاعات الخاصة بالعرض السينمائي لكي يشاهد الجمهور الجزائري الأفلام الجزائرية، فأفلامنا تحظى بمشاهدة أكبر في الخارج.
السينما الجزائرية تضم أسماء كبيرة مثل أحمد راشدي ومرزاق علواش ومحمد الأخضر حامينا لكن مردودها ليس على مستوى هذه الأسماء، فهل هناك تقصير من جيل الشباب؟
لدينا مخرجون شباب موهوبون مثل كريم موسوي وصوفيا جاما وياسمين شويخ وغيرهم كثيرون من المبدعين الشباب الذين يصنعون أفلاما جميلة، لكن المشكلة أن تكلفة الإنتاج كبيرة والحصول على التمويل صعب جدا، وليس لدينا قوانين تساعد على الاستثمار في السينما، فالمستثمرون يبحثون مردودا ماليا، ومن أجل هذا المردود لابد من وجود قاعات سينما، ووجود هذه القاعات يحتاج إلى إرادة سياسية، فنحن لدينا سينمائيون كثيرون لكن ينقصهم التمويل، ولدينا مثلا أفلام قصيرة جيدة جدا.
في فيلم "إلى آخر الزمان" عملت والدتك المخرجة الكبيرة يمينة بشير كمديرة إنتاج ومونتيرة، فهل فعلت ذلك لمجرد مساعدة ابنتيها في تجربتهما الأولى؟
والدتي يمينة بشير مهنتها الأصلية مونتيرة قبل أن تتجه للإخراج، وكانت منتجة أيضا، لكنني في هذا الفيلم كنت أنا المنتجة، ونحن نعمل كعائلة وكل شخص يقوم بدوره، وهي لم تفعل ذلك لمجرد أنها أم فقط.
والدك المخرج محمد شويخ، هل وجود أب وأم ينتميان للوسط السينمائي الدافع الأساسي لك ولشقيقتك ياسمين للعمل في السينما؟
بالطبع، فمن يجد والده يعمل في النجارة غالبا يصبح نجارا لأنه يعرف المهنة ويحبها، ونحن كبرنا في استديوهات التصوير، وكنت وشقيقتي ياسمين ونحن أطفال نردد أننا سنصنع أفلاما في المستقبل، وأنا عملت في مهن أخرى غير السينما لكنني كنت أعود للعمل في أعمال أبي وأمي، حتى قررت أنا وشقيقتي ياسمين تأسيس شركة إنتاج.
هل لديك مشروعات سينمائية جديدة بعد فيلم "إلى آخر الزمان"؟
لدينا مشروع فيلم جديد تكتبه حاليا ياسمين شويخ، كما لدي مشروعات سينمائية أخرى مع مخرجين آخرين .
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز