رانيا فريد شوقي لـ"العين الإخبارية": مستعدة لتقديم عمل درامي إماراتي
رانيا فريد شوقي إحدى النجمات المصريات المقرر تكريمهن ضمن مهرجان دولي خلال أيام. "العين الإخبارية" التقتها وكشفت النقاب عن أمور عدة.
يُكرم المهرجان الدولي لفيلم المرأة المقام بمدينة سلا المغربية، خلال أيام، الفنانة المصرية رانيا فريد شوقي، في فعاليات الدورة الجديدة التي تعقد في الفترة من 24 إلى 29 سبتمبر الجاري.
وكشفت ابنة "وحش الشاشة" الفنان الكبير الراحل فريد شوقي عن سعادتها بالتكريم، "حيث يأتي من مهرجان متخصص في أفلام المرأة، بعد تقديمي العديد من الأدوار المساندة لقضايا المرأة"، كما أنها اعتبرته بمثابة اعتراف بأن رسالتها الفنية وصلت للجمهور العربي بشكل عام، والمغربي بشكل خاص.
ونفت رانيا، في حوارها لـ"العين الإخبارية"، علاقة شخصية "مريم رياض" التي قدمتها في مسلسل "عوالم خفية"، رمضان الماضي، بالفنانة الراحلة سعاد حسني، مؤكدة أنها ترحب بالمشاركة في عمل درامي إماراتي، والتحدث باللهجة الإماراتية.
وإلى نص الحوار:
بعد مشوارك الفني الطويل، كيف ترين تكريمك في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بالمغرب؟
سعيدة جدا بهذا التكريم، فخلال مشواري قدمت أدوارا كثيرة تتعلق بقضايا المرأة، منها مسلسل لم يأخذ حظه من العرض بعنوان "بنات في بنات"، وكان عبارة عن حلقات منفصلة وقدمت خلاله 15 شخصية مختلفة، وهذا المسلسل تطرق للكثير من مشكلات المرأة، وبصفة شخصية، يعنيني جدا هذا الموضوع، لأني أعتبر المرأة العمود الفقري لأي مجتمع، فهي المسؤولة عن التربية وتنشئة الجيل الجديد، والأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم كان له مقولة شهيرة "إذا ذبل عقل المرأة ومات فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات"، فالأم هي التي تربي الولد الذي يصبح فيما بعد الزوج والأخ والابن والخال والعم والصديق، والمرأة في مصر حاليا تفعل كل شيء، فهي تعمل وتربي ومسؤولة مثل الرجل تماما.
هل التكريم من مهرجان سينمائي خارج مصر يعني لك أمرا مختلفا؟
بالتأكيد، لأنه يؤكد أنني وصلت للناس في البلاد العربية، وهذا نوع من أنواع النجاح، ودليل على تركي بصمة في وجدان الجمهور العربي، رغم أن أعمالي السينمائية قليلة، حيث قدمت 9 أفلام فقط.
أليس غريبا أن يكون رصيدك السينمائي قليلا رغم أن بدايتك كانت على شاشة السينما؟
بدأت مشواري الفني عام 1992 وكنت صغيرة جدا، وحقق فيلمي الأول أمام والدي "آه وآه من شربات" نجاحا كبيرا، لكن بعد ذلك مباشرة تعرضت السينما لحالة ركود شديدة، وتراجع حجم الإنتاج كثيرا، وانتشر في ذلك الوقت ما يسمى بـ"أفلام المقاولات"، ما عطلني، وإن كنت أعترف بأني اعتذرت عن أفلام كثيرة مهمة ربما لقلة خبرتي وقتها، منها فيلم "عيون الصقر" مع الفنان الراحل نور الشريف، و"ديسكو ديسكو" مع الفنانة نجلاء فتحي، وكذلك "لحم رخيص" مع المخرجة إيناس الدغيدي، وقتها كان لدي طموحات كبيرة، لا تتعلق بمساحة الدور لكن "حب الأعمال التي أقدمها وأن تكون مفيدة وذات رسالة"، وفي النهاية كل شيء نصيب.
ألم تستشيري والدك وقتها فيما يعرض عليكِ من أفلام؟
لا، لم أفعل ذلك، كنت أريد خوض التجربة بمفردي، فوالدي أعطاني الدفعة الأولى وأنا سأكمل المشوار، ووقتها كنت أستشير والدتي فقط.
هل كان والدك يبدي رأيه في أعمالك وقتها ؟
أنا من أكثر بنات جيلي اللائي عملن بالمسرح، فقدمت نحو 14 مسرحية، وكان والدي يأتي لمشاهدة المسرحيات ويقول رأيه بصراحة، وأذكر عندما كنت أشارك في بطولة مسرحية "بالو" قال لي "وحشة قوي يا حياتي"، وكان يقصد دوري في العرض، وهو ما جعلني أركز في أهمية وقيمة ما أقدمه، وبالفعل اعتذرت للمنتج عصام إمام ولم أكمل المسرحية وأعطيته مهلة 15 يوما للبحث عن بديل، وبالفعل رشحت سمية الخشاب للدور بعد ذلك.
"وحش الشاشة" كان أستاذا لأجيال متعاقبة من الفنانين، هل كان يقدم نصائحه لك؟
تعلمت منه أشياء كثيرة، فقد ولدت في بيت فني، ووالدي كان منتجا ومؤلفا وممثلا، وأبا للفنانين، فكنت أعيش مع مدرسة في الفن، وبالتأكيد تأثرت به وتعلمت أشياء ربما بطريقة غير مباشرة منها الالتزام، وأذكر أن والدي رحمه الله كان يطلب مني إيقاظه الساعة العاشرة صباحا لأن بداية التصوير ستكون الواحدة ظهرا، وأكتشف أن بدء التصوير سيكون في الثالثة عصرا لكنه يريد الذهاب للاستوديو قبل بدء العمل بوقت طويل، فمفهوم النجومية عند فريد شوقي هو الالتزام، بينما هناك نجوم حاليا النجومية بالنسبة لهم أن ينتظرهم كل الموجودين في الاستوديو، والقاعدة في الجيل القديم كانت الالتزام، وللأسف أصبح الالتزام حاليا استثناء ومثيرا للدهشة رغم أن ذلك هو الوضع الطبيعي، كما تعلمت من أبي احترام نفسي واحترام الغير والبساطة والتواضع والابتسامة الدائمة والكلمة الحلوة.
هل كانت نصائح الراحل فريد شوقي لك مباشرة؟
لم يكن يوجه نصائح مباشرة في أغلب الأحيان، كان يميل لصياغة النصيحة في "حدوتة"، ومن أهم نصائحه لي أن حياة الفنان الشخصية لا تتجزأ عن حياته الفنية، بالتأكيد كل شخص حر في حياته الخاصة، لكن بما أن الفنان ارتضى أن يكون تحت الأضواء، فلا بد أن يراعي تصرفاته لأنه قدوة للجمهور الذي يحبه.
ألا تشعرين بالندم لعدم تركيزك في السينما، خاصة أنها تبقى في الذاكرة أكثر من المسرح والدراما؟
اللوم ليس عليّ، فحظي أن السينما تعثرت في بداية مشواري ومرت بفترة ركود، ونظرية الحظ موجودة، حيث يلعب دورا كبيرا في مهنة الفن، فمن الممكن أن تجد شخصا موهوبا جدا لكنه لم يحقق الانتشار ولم يحصل على فرصته، ربما كنت محظوظة لأن أول دور قدمته في السينما كان بطولة، ومع فنان بحجم فريد شوقي، لكن بعد ذلك لم يكن لي حظ في السينما، وربما نوعية الأدوار التي عرضت عليّ لم أرغب في تقديمها، فمثلا في فيلم "جمال عبدالناصر" للمخرج أنور القوادي كان معروضا عليّ تقديم شخصية برلنتي عبدالحميد واعتذرت عنه، فوقتها كنت في بداياتي و"مرعوبة" من تقديم أدوار فيها إغراء خاصة أنني كنت صغيرة ولا أريد أن يصنفني الجمهور في هذه المنطقة، كما أن السن وقلة الخبرة كان لهما عامل في قراراتي.
دورك في مسلسل "عوالم خفية" أثار جدلا كبيرا بدعوى أنه تجسيد لشخصية سعاد حسني، ألم تشعرين بالخوف من تقديم دور مثير للجدل؟
لم أقدم قصة حياة سعاد حسني، بل قدمت شخصية من خيال مؤلف، وحتى أدائي لم يكن له علاقة من حيث الشكل ولا المضمون بالراحلة، وقدمت الشخصية مثل أي دور عادي، وربما ربط الجمهور بين شخصية "مريم رياض" و"السندريلا" بسبب طريقة وفاتها في المسلسل فقط.
كيف وجدت العمل مع الفنان الكبير عادل إمام في مسلسل "عوالم خفية"؟
"عوالم خفية" أول عمل يجمعني بـ"الزعيم"، وللأسف لم تجمعني به أي مشاهد في المسلسل، لكننا تقابلنا مرتين في كواليس التصوير، وهو فنان كبير وعلاقته بوالدي كانت قوية جدا على المستوى العائلي، ومنذ كنت طفلة كنت أراه في منزلنا، وهو صاحب شعبية جارفة في جميع أنحاء الوطن العربي .
قدمت الجزء الرابع من "سلسال الدم"، ألم تشعري بالرهبة من المشاركة في المسلسل بعد نجاح الثلاثة أجزاء السابقة؟
بالفعل شعرت بالخوف في البداية، لأنني أصبحت ضمن فريق عمل حقق النجاح على مدى ثلاثة أجزاء، وما زال الخوف من أنني لم أكن أستكمل دورا سبق تقديمه، بل أقدم دورا جديدا، لذلك تعاملت مع المسلسل باعتباره عملا جديدا، لكن كان بداخلي رغبة في المنافسة وأن أكون جزءا من النجاح الذي تحقق في الأجزاء السابقة.
لو عرض عليك المشاركة في مسلسل إماراتي، ماذا سيكون قرارك؟
بالطبع سأوافق، ومستعدة لتعلم اللهجة الإماراتية، فأنا أحب مثل هذه التحديات، مثلما فعلت عندما قدمت مسلسلات باللهجة الصعيدية، والمهم أن يكون الدور الذي أقدمه له قيمة فنية .
وماذا تعنيه لك دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة أنك دائمة السفر إليها؟
أنا أحب الإمارات، فهي بلد جميلة جدا وأهلها متحضرون، وعندما أزورها "قلبي بينشرح من جمال الناس وحسن تعاملهم"، فضلا عن النظافة والرقي، وأنا أزور دبي تحديدا كثيرا، إما للعمل أو للترفيه.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز