4 أفلام وثّقت نضال الجزائر ضد الاحتلال
أفلام وثّقت نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار وحققت نجاحا كبيرا حين عرضت خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
لطالما لعبت السينما دور الأرشيف التاريخي للشعوب والكتاب المرئي الذي يقص للأجيال الجديدة تفاصيل أزمات وتحديات عاشها آباؤهم وأجدادهم، وتجسد لهم ما مروا به من خلال قصص مستوحاة من شخصيات وأحداث حقيقية رسمت ملامح تلك الفترة.
وتركت الحرب التي خاضها الشعب الجزائري لطرد الاستعمار الفرنسي، أثرا واضحا على الإنتاج السينمائي الجزائري، خصوصا في فترة الستينيات والسبعينيات، لتكون مادة ثرية لصناع الأفلام والمخرجين، تجاوز نجاح بعض منها حدود الجزائر والوطن العربي، نستعرض لكم 4 منها في المقال التالي:
الأفيون والعصا - 196٩
يروي الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب مولود معمري، حكاية المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي من خلال قصة 3 أشقاء، أحدهم طبيب وخريج جامعة باريس وثانيهم معلم للغة الفرنسية والثالث مقاوم شرس في صفوف جبهة التحرير الوطني ضد القوى الاستعمارية.
حقق الفيلم نجاحا باهرا فكان الإقبال على مشاهدته فور عرضه في صالات السينما منقطع النظير، ويُرجع البعض الفضل الأكبر بنجاحه لمخرجه أحمد الراشدي الذي اختار مجموعة من أبرز نجوم الساحة الفنية في الستينيات إضافة لاختياره الدقيق لرواية عميقة وشاعرية في ذات الوقت.
أولاد نوفمبر - ١٩٧٥
يتميز هذا الفيلم عن غيره عن الأعمال التي تناولت المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ببطله ”مراد بن صافى“ الذي وقف في وجه الاستعمار وانضم لصفوف المقاومين في عمر صغير، فناضل ضد الاحتلال في وقت لم يتجاوز عمره الـ14 سنة.
الفيلم يسرد قصة حقيقية للفتى مراد الذي تقوده الصدفة لمعلومات ووثائق مهمة تخص المجاهدين، ومطلوبة لدى الفرنسيين، ليضرب مثلا في النضال والأمانة والحفاظ على سرية المعلومات في سبيل الجزائر، إذ لم يمنعه مرضه وحاجته للعمل وصغر سنه من التصدي لغزاة بلاده ووحشيتهم في التعامل مع أهالي البلد.
معركة الجزائر - ١٩٦٦
ارتبط فيلم ”معركة الجزائر“ بوجدان الشعب الجزائري لما قدمه من وصف دقيق لتفاصيل المعارك التي دارت في المناطق الحضرية، وتدور أحداثه عام 1957 ويروي نضال الجزائريين خلال ثورة التحرير الوطني الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، ويسلط الضوء على المقاوم ياسف سعدي، الذي يقود كتيبته في أحد أحياء العاصمة.
تم اختيار الفيلم كواحد من أفضل 500 فيلم في كل العصور في قائمة مجلة إمبير، كما حصد عدة جوائز عالمية منها "جائزة الأسد الذهبي" بمهرجان البندقية عام 1966، وجائزة ”النقد“ في مهرجان ”كان“ السنيمائي سنة 1967.
ريح الأوراس - ١٩٦٧
بسيناريو يدمي القلب ويروي معاناة الشعوب مع الاحتلال، تمكن فيلم ”ريح الأوراس“ من تجسيد آلام فترة الاحتلال وتصويرها بهيئة أم تفعل المستحيل لرؤية ابنها مجددا؛ إذ تنتقل وحيدة من معتقل لآخر باحثة عن ابنها في محاولة لإيجاده، بعد أن خسرت زوجها بسبب غارة فرنسية.
لاقى الفيلم إعجاب النقاد وحصد عدة جوائز منها في مهرجان ”كان“ السينمائي عام 1967، وكذلك جائزة الغزال الذهبي لمهرجان طنجة في المغرب.